مسلمو أورلاندو يخشون الانتقام.. وتشديد الأمن في المساجد
المساجد استأجرت حراسًا مسلحين والحضور تراجع خلال في صلاة الجمعة الأولى وأئمة المساجد انتقدوا مطلق النار
حالة من الخوف والقلق تسود بين المسلمين في أورلاندو، بولاية فلوريدا، حيث ظهروا بحذر وبأعداد منخفضة لأداء صلاة أول جمعة بعد الهجوم على الملهى الليلي، بينما شددت بعض المساجد إجراءات الأمن.
وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية قالت، إن المركز الإسلامي في أورلاندو الذي يبعد قليلا عن منتجع عالم والت ديزني، الذي يستقبل عادة ما لا يقل عن 1500 شخص أثناء صلاة الجمعة، شهد حضور المئات وهو عدد أصغر بكثير من المعتاد، بحسب المصلين.
وأشارت إلى أن المسجد الذي افتتح في عام 1988، استأجر حراس أمن مسلحين للمرة الأولى هذا الأسبوع، وحضر إليه متطوعون يرتدون قمصان صفراء وسترات واقية للمساعدة في حماية الناس الذين جاءوا لصلاة الجمعة.
وبحسب الصحيفة، يخشى الكثيرون في جميع أنحاء وسط ولاية فلوريدا، حيث موطن عشرات الآلاف من المسلمين، من الانتقام؛ لأن المسلح عمر متين، أفغاني الأصل الذي يحمل الجنسية الأمريكية، أعلن ولاءه لتنظيم "داعش" الإرهابي خلال هجومه على ملهى "بالس".
وكان متين، (29 عامًا)، قتل 49 شخصًا وأصاب 53 آخرين قبل أن يُقتل برصاص الشرطة في هجوم، الأحد الماضي، وهو أعنف عملية إطلاق نار جماعي في التاريخ الأمريكي الحديث.
ولفتت إلى أنه في أعقاب الهجمات الأخيرة التي شنها مسلمون مسلحون في أورلاندو وسان برناردينو بولاية كاليفورنيا، وتشاتانوجا بولاية تينيسي، وأماكن أخرى، انتقد بعض الزعماء السياسيين، ومنهم المرشح الجمهوري المفترض للرئاسة دونالد ترامب، الجالية الإسلامية في أمريكا.
وفي خطاب يوم الإثنين الماضي، غداة هجوم أورلاندو، اتهم ترامب المسلمين الأمريكيين بالإخفاق في "تسليم الأشخاص الذين كانوا يعرفون أنهم سيئين"، وهو المزاعم التي رفضها المسلمون هنا بشدة.
ومنذ هجوم، الأحد، تلقت المساجد في جميع أنحاء ولاية فلوريدا تهديدات ورسائل غاضبة عبر مكالمات هاتفية وعلى وسائل الإعلام الاجتماعي، وفقًا لفرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في الولاية، وهي منظمة إسلامية وطنية للحقوق المدنية.
كما حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي، والمسؤولين المحليين من التهديدات أو العنف تجاه المسلمين وممتلكاتهم.
واستجاب قادة المسجد من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية حتى قبل هجوم، الأحد، وركبوا الكاميرات الأمنية، والأسوار والبوابات، وهذا الأسبوع، استأجروا ضباط شرطة خارج الخدمة للمراقبة.
كما انتقد بعض أئمة المساجد مطلق النار، حيث خصص طارق رشيد إمام المركز الإسلامي، في أجزاء كثيرة من خطبته بالإنجليزية لإدانة منفذ الهجوم، وقال إنه لم يكن مسلمًا جيدًا؛ لأنه قتل أناس أبرياء، وقال إنه يتعين على المسلمين اتباع عقيدتهم وترك الآخرين يعيشون حياتهم بأسلوبهم.
وقال نعمان الأنصاري، وهو أحد المصلين بالمسجد، إنه صدم بسبب هذا الهجوم، ويشعر الآن أنه يجب على المسلمين العمل ليوضحوا للأمريكيين الآخرين أن عقيدتهم مسالمة.
بدوره أشار محمد مسري، إمام مسجد الرحمن، على الجانب الشرقي من أورلاندو، إلى أن الحضور في صلاة الجمعة شهد انخفاضًا كبيرًا، وقال: "إننا مهددون بشكل كبير".
aXA6IDMuMTQ0Ljk2LjEwOCA= جزيرة ام اند امز