أيقونات سينمائية تشق طريقها في قلب "الأفيشات"
"أفيش بليزير" عنوان المعرض الذي اختاره عبد الغفار لطرح مجموعته الفنية بشكل بسيط وتجريبي، مقتنيا ومستلهما 45 أفيش فيلم مصري وعربي
بتصميم 45 أفيشا "مُخلّقا" زينت جدران "جاليري مصر" بحي الزمالك الراقي بالقاهرة، استهل الفنان والمصمم آدم عبد الغفار تجربة فنية وبصرية جديدة، من نوع مختلف، "تتناص" بصريا مع أفيشات أفلام مصرية وعربية قديمة وحديثة، تماهٍ جديد من نوعه، يستحضر حالة فنية خاصة ألهمت بصيرة صاحب المعرض ليخرج على عشاق ومحبي الفن والسينما بـ "أفيش بليزير". "أفيش بليزير" عنوان المعرض الذي اختاره عبد الغفار لطرح مجموعته بشكل بسيط وتجريبي، مقتنيا من بين عالم السينما العربية 45 فيلما من كل من مصر وتونس ولبنان.
البداية حالة "غرام" حقيقية ربطت فنان الجرافيك آدم عبد الغفار بأفيشات الأفلام التي قرر اقتناءها على مدار سنوات، وقرر العمل على مشروعه الفني بإعادة صياغة وتقديم تلك الملصقات بطرح فني مغاير، وهو ما عبر عنه الكاتب الروائي أحمد مراد على صفحته على "فيس بوك" بقوله "المعرض هو إعادة رسم وتصميم أفيشات الأفلام العربية الشهيرة بصورة عصرية مبتكرة لا تخضع للصورة الذهنية للأفيش التقليدي"، كتب مراد تلك الشهادة بعد أن حضر افتتاح المعرض مع عدد كبير من نجوم السينما من بينهم هند صبري وآسر ياسين وبشرى، وغيرهم.
سبق وقام آدم عبد الغفار بعرض "أفيشاته" المبتكرة في معارض فنية في عدد من الدول العربية، وكان في كل مرة يحظى باهتمام ملحوظ.
اقتناء أفيشات الأفلام جاء لافتا، آخذا في اعتباره التنوع الزمني، فمن "غزل البنات"، الفيلم الكلاسيكي الذي حرص آدم عبد الغفار على جعل ملامح وجه نجيب الريحاني بطلا لأفيشه ليكون تقريبا "الأفيش" الوحيد الذي ظهر فيه بطل العمل بوجهه، في الوقت الذي استبدل فيه صاحب المعرض وجوه نجوم الأفلام المتناولة بأيقونات مستمدة ومستلهمة من قصة الفيلم نفسه، ففي الأفيش اللافت لفيلم "الكيت كات" للنجم محمود عبد العزيز اختار آدم عبد الغفار "الموتوسيكل" كأيقونة معبرة عن أحد أبرز مشاهد الـ master scenes للفيلم الشهير الذي قرر بطله "الكفيف" في لحظة تمرد وتحرر أن يقود الدراجة البخارية رغم كف بصره مخلفا وراءه خرابا كبيرا في حارته، وسعادة غامرة داخل قلبه.
من أبرز اللوحات التي لاقت اهتماما كبيرا كان أفيش فيلم "السلم والثعبان" الذي اعتمد على "تيمة" رقصة التانجو لبطلي الفيلم الرومانسي، وأفيش فيلم "زوجة بطل مهم" للراحل أحمد زكي الذي جعل شريط كاسيت "عبد الحليم حافظ" هو تيمة أفيشه المبتكر وهو الشريط "الحاجز" بين بطلة الفيلم المغرقة في رومانسيتها الحالمة والخيالية المفارقة للواقع والزوج الغارق في إحباطاته وسلطويته.
ضم المعرض كذلك أفيش فيلم "اشتباك" لمخرجه محمد دياب، الفيلم الأحدث في مجموعته، وهو الفيلم الجدلي الذي تم عرضه في مهرجان كان أخيرا، ومن لبنان تم عرض أفيش فيلمي "هلا لوين؟" و"بيروت الغربية".
رحلة المعرض الطويلة بدأت بـ "استكتش" استخدمه الفنان لتصميم الفكرة والاستقرار على دلالاته الرمزية التى هي بطلة الفكرة، لتشق طريقها في التصميم بطريقة الجرافيك، وتسير في رحلة جديدة من اختيار الألوان وأسلوب كتابة أسماء الأفلام، سواء باللغة العربية أو الإنجليزية أو استخدامهما معا.
معرض "أفيش بليزير" يستمر في جاليري مصر حتى 15 يوليو 2016.