العنف العرقي والطائفي.. نتيجة أخرى لخروج بريطانيا من أوروبا
زيادة مطردة في الهجمات ضد المهاجرين واللاجئين في بريطانيا كنتيجة متوقعة لخروجها من الاتحاد الأوروبي، وحملات ترصد تلك الاعتداءات
بعد تحذير البارونة سيدة وارسي، الوزيرة السابقة لشؤون الإيمان والمجتمعات البريطانية، أن المهاجرين سيتعرضون للتوقيف في الشوارع ومطالبتهم بمغادرة بريطانيا بمجرد الخروج من الاتحاد الأوروبي، تحول هذا التحذير إلى واقع بسبب زيادة وتيرة "كراهية الأجانب" بعد حملات شرسة قامت بها منظمات يمينية متطرفة مثل "بريطانيا أولًا" والتي تدعوا إلى طرد جميع الأعراق غير البيض من بريطانيا.
وتتوالى مظاهر الاعتداء على المهاجرين والجنسيات الأخرى، حيث ظهرت لافتات تطالب برحيل البولنديين والمسلمين والعرب والهنود من بريطانيا، وتقول أحد تلك الافتات "لقد خرجنا من الاتحاد الأوروبي، لا مزيد من الحشرات البولندية"، وأخرى تقول: "اخرجوا الإرهابيين من هنا" في إشارة الى المسلمين في بريطانيا.
ويتزعم حملات الاعتداء تلك منظمات يمينية عنصرية مثل "بريطانيا أولًا" والتي كانت تجوب الشوارع حتى قبل استفتاء بريطانيا في محاولة لمضايقة المهاجرين والأقليات العرقية الأخرى لدفعهم لمغادرة بريطانيا، وكانت تلك المجموعات من أكثر التيارات دعمًا للخروج، حيث تتهم تلك المجموعات الأقليات والمهاجرين بالتأثير على الاقتصاد البريطاني وحرمانهم من فرص العمل، وعمل تغير جذري سلبي، كما يزعمون، في تكوين المجتمع البريطاني.
وتقول البارونة وارسي، إنها تحدثت خلال فترة الإجازة الأسبوعية الماضية مع عدد من المنظمات والأفراد والنشطاء الذين يعملون على رصد الاعتداءات وجرائم الكراهية، وقد بينت تلك المحادثات عمق المشكلة التي يتعرض لها قطاع كبير من البريطانيين بسبب اختلاف أديانهم أو أعراقهم عن أفراد المنظمات اليمينية البيضاء ذوي التوجه المتطرف.
ورصدت تلك المنظمات انتهاكات صارخة لحقوق المواطنين البريطانيين، فطبقًا لصفحة "Post Ref Racism" التي تعمل على توثيق حالات الاعتداء الجسدي واللفظي العنصرية في بريطانيا على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قفزت تلك الاعتداءات إلى ما يقرب 60% من مجمل حالات الاعتداء في بريطانيا.
وتشرح الصفحة أن نتيجة الاستفتاء بررت العنصرية والسلوك العدواني المصاحب لها، حيث أصبح الأسلوب "وقحًا" في تعبيره، ولابد من وقفة له، وتضيف الصفحة في تصريح لها أن خروج بريطانيا لا يعني هناك تفويضًا ديموقراطيًّا للمضايقات العنصرية والعدوان والترهيب وخطاب الكراهية ضد أعضاء المجتمع الأخرين.
والأمثلة التي تنشرها الصفحة هي لاعتداءات عنصرية لفظية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي واعتداءات فعلية على أشخاص بحجة أنهم غير مرغوبون في بريطانيا.
فعلى سبيل المثال، نشرت الصفحة فيديو يصور أحد الأشخاص صارخًا أحد سائقي السيارات بسبب مشادة على أولوية المرور "أيها الأجنبي اللعين! ارجع إلى بلدك الحمقاء".
فيديو الحادثة:
ومثال آخر لتلك الاعتداءات هو تعمد شركة تيسكو لمتاجر التجزئة الكبرى البريطانية في توزيع منشور بعنوان "خدمة زبائن بريطانيا بشكل أفضل كل يوم" على جميع عامليها الأجانب وطالبتهم بحفظ محتواه.
ومثال مؤسف آخر رصدته الصفحة، عن طريق رواية أحد الأشخاص، إن شابة مسلمة تم الاعتداء عليها من قبل مجموعة من التابعين لتنظيم "بريطانيا أولًا" بالصراخ في وجهها قائلين "اخرجي من بلادنا! لقد صوتنا بالخروج".
وتشدد الصفحة إلى أن الزيادة التي تشهدها بريطانيا في وتيرة الاعتداءات العنصرية لابد من تسجيلها لمحاربة تلك الظاهرة ونشر الوعي الثقافي والاجتماعي عن أضرار تلك الاعتداءات العنصرية على نسيج المجتمع البريطاني المبني على التعددية الدينية والفكرية والثقافية.
aXA6IDEzLjU4LjM4LjE4NCA=
جزيرة ام اند امز