إسرائيل وتركيا تطبعان العلاقات بينهما: كيف ولماذا؟
تركيا وإسرائيل تعلنان رسميا تطبيع العلاقات بينهما بعد خلاف دام ست سنوات نجم عن الهجوم الذي شنته وحدة إسرائيلية على السفينة "مافي مرمرة"
أعلنت إسرائيل وتركيا رسميا اليوم الاثنين تطبيع العلاقات بينهما بعد خلاف دام ست سنوات نجم عن الهجوم الذي شنته وحدة إسرائيلية مسلحة على السفينة "مافي مرمرة" التي كانت تنقل مساعدات إنسانية تركية في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة، ما أدى إلى مقتل عشرة أتراك.
وفيما يلي بعض الأسئلة والأجوبة حول الاتفاق :
- ما اهمية الاتفاق؟
تعد الدولة العبرية وتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، دولتين رئيسيتين في الوقت الذي تسعى فيه البلدان الغربية للحصول على تعاون في القتال ضد تنظيم "داعش".
لدى إسرائيل رغبة كبيرة في الحد من نفوذ عدوتها اللدودة إيران في المنطقة، بينما ما زالت تركيا وإيران على طرفي نقيض بعد مرور خمس سنوات من النزاع في سوريا.
وهناك اعتبارات اقتصادية هامة وأخرى متعلقة بالطاقة أيضا.
- لماذا الآن؟
تحاول تركيا استعادة نفوذها الإقليمي المتراجع بعد تدهور علاقاتها مع روسيا منذ أن أسقطت في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني طائرة حربية روسية قرب الحدود السورية.
وبالإضافة إلى علاقاتها المتدهورة مع إسرائيل، فإن العلاقات بين تركيا ومصر سيئة أيضا بالإضافة إلى فشل أنقرة في إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
تسعى إسرائيل للحصول على حلفاء جدد في المنطقة بسبب حاجتها جزئيا للعثور على شركاء في التصدير لاحتياطي الغاز على ساحلها، وكان هناك تقارير حول إمكانية بناء خط للغاز يمتد إلى تركيا.
وجدت إسرائيل نفسها تخضع لضغوط متزايدة بسبب عدم وجود أي تقدم في جهود السلام مع الفلسطينيين وتسعى لبناء علاقات مع دول المنطقة لمواجهة مثل هذه الانتقادات.
- ما سبب الخلاف؟
كانت تركيا حليفة إقليمية كبرى لإسرائيل حتى بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة، لكن العلاقات بينهما تدهورت تدريجيا قبل أن تنخفض بشكل كبير في 2010 إثر الهجوم الذي شنته وحدة إسرائيلية مسلحة على السفينة "مافي مرمرة" التي كانت تنقل مساعدات إنسانية تركية في محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة، ما أدى إلى مقتل عشرة أتراك.
وكانت السفينة ضمن أسطول دولي من ست سفن محملة بمساعدة إنسانية لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.
وقدمت إسرائيل اعتذاراتها في 2013 لكن التوتر عاد مجددا في السنة التالية بسبب هجوم إسرائيلي جديد على قطاع غزة.
وبالإضافة إلى ما حدث في مافي مرمرة، وجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، المؤيد للقضية الفلسطينية، عدة مرات تصريحات مثيرة للجدل أثارت غضب إسرائيل.
- ما هي شروط الاتفاق؟
سيؤدي الاتفاق إلى إعادة سفيري البلدين، بحسب ما أعلن مسؤول إسرائيلي اشترط عدم الكشف عن اسمه.
كان نتنياهو اعتذر لاردوغان هاتفيا في 2013 بعد زيارة قام بها الرئيس الأمريكي باراك اوباما لإسرائيل.
وكانت تركيا وضعت ثلاثة شروط لتطبيع العلاقات مع إسرائيل هي اعتذار علني عن الهجوم وتعويضات مالية للضحايا ورفع الحصار عن قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وتم تلبية الشرطين الأولين جزئيا.
وستدفع إسرائيل عشرين مليون دولار لعائلات عشرة أتراك قتلوا في الهجوم على مافي مرمرة مقابل التخلي عن كافة الدعاوى القضائية ضد الجنود الإسرائيليين.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد الاثنين أن الحصار البحري المفروض على قطاع غزة سيبقى على حاله.
وقالت أنقرة إن تركيا سترسل مساعدات إلى غزة عبر ميناء اشدود الإسرائيلي بدلا من إرسالها بشكل مباشر إلى القطاع.
ذكرت صحيفة حرييت التركية أن إسرائيل ستسمح ببناء مشفى ومعمل جديد للكهرباء ومحطة تحلية لمياه الشرب في القطاع.
وأعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الاثنين أن تركيا سترسل "أكثر من عشرة آلاف طن من المساعدات الإنسانية" من مرفأ مرسين (جنوب) إلى مرفأ اشدود الإسرائيلي للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يخضع لحصار إسرائيلي.
وتعهدت تركيا أيضا بمنع حركة "حماس" من تنفيذ أي أنشطة ضد إسرائيل على أرضها، كما ذكرت صحيفة هارتس الإسرائيلية الأحد، موضحة أن الحركة ستواصل العمل من تركيا لأهداف دبلوماسية.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن اردوغان وافق على توجيه تعليمات "لكافة الوكالات التركية المعنية للمساعدة في حل قضية الإسرائيليين المفقودين" أي تسليم جثتي جنديين إسرائيليين قتلا في الحرب على غزة في 2014 وإسرائيليين اثنين آخرين يعتقد أنهما على قيد الحياة ومحتجزين لدى حماس.
aXA6IDMuMTQ3LjY4LjM5IA== جزيرة ام اند امز