الصين.. الرابح الأكبر من رحيل بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلف عدة خاسرين أبرزهم القطاع المالي في لندن وكاميرون والإسترليني والتكامل الأوروبي
الصين هي الرابح الأكبر وسط عدد كبير من الخاسرين الذين خلفهم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) بعد استفتاء الخميس الماضي، بحسب وكالة "بلومبرج" الاقتصادية.
وقالت الوكالة الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خلف كثيرًا من الخاسرين: "القطاع المالي في لندن، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الجنيه (الإسترليني)، القضية الكبرى المتمثلة في التكامل الأوروبي"، ولكن من بين جميع اضطرابات وتشكك الأسواق سيخرج رابح أكبر واحد على الأقل: "الصين".
وأشارت إلى أنه على المدى القصير، بطبيعة الحال، قد يتلقى اقتصاد الصين المتعثر ضربة من فوضى الاتحاد الأوروبي، ثاني أكبر شركائها التجاريين، بالنظر إلى أن سوقًا أوروبية أصغر وأقل استقرارًا، ومستهلكين أكثر تعثرًا ماليًّا، ليست أنباء طيبة بالنسبة للمصدرين الصينيين، غير أنه على المدى الطويل، رغم ذلك، فإن (بريكزيت) بشكل مؤكد في مصلحة الصين الاقتصادية والسياسية.
ولفتت إلى أنه حتى أوروبا موحدة بالكامل -مثقلة كما هي بأزمة الديون، والتكاليف المرتفعة، والبيروقراطية المتعجرفة، وفي بعض الأحيان، قدرة تنافسية مشكوك فيها- واجهت أوقاتًا عصيبة في التنافس مع الصين، وبعد تمزقه الآن، لا يسع الاتحاد الأوروبي إلا أن يشكل ثقلًا مضاد أقل لصعود الصين على الساحة العالمية.
ونوهت إلى أنه بينما يؤكد أنصار الاتحاد الأوروبي أنه تشكل في المقام الأول لتعزيز السلام والديمقراطية، فإنه بشكل عملي أكثر، كان الهدف الرئيسي من الوحدة تعزيز نفوذ المنطقة في الاقتصاد العالمي.
وأوضحت أن مختلف دول أوروبا قد أدركت أنها سوف تكون أقوى بكثير إذا شكلت سوقًا مشتركة مع المؤسسات المشتركة وحتى عملة إقليمية، اليورو، عنه لو حاولت أن تتنافس كوحدات مستقلة، حيث كانت أوروبا تأمل في أن تتطور من مجموعة دول غنية، ولكنها متنازعة إلى كتلة اقتصادية عملاقة على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، وفي الآونة الأخيرة الصين.
وبحسب "بلومبرج" فقد كافحت أوروبا لتحقيق هذا النموذج وعانت من أجله، حيث قلصت النزعة القومية الثابتة مرارًا قدرتها على تشكيل جبهة مشتركة بشأن التجارة والقضايا الجيوسياسية، لافتة إلى أن هذا الفشل كان أكثر وضوحًا في علاقات أوروبا مع الصين.
وارتأت أنه بينما يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يتمتع نظريًّا بسلطة كبيرة من أجل الضغط على بكين لفتح أسواقها واللعب بنظافة في التجارة، أهدرت الدول الأوروبية بشكل روتيني هذه الميزة من خلال التنافس مع بعضها البعض لمصلحة الصين واستثماراتها.
ولفتت إلى أنه بعد فترة وجيزة من تودد رئيس الوزراء البريطاني بزيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ العام الماضي، ظهرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بكين سعيًا وراء صفقاتها التجارية.
وبهذا فإن فرص الصين لفرض سياسة فرق تسد -سواء عبر إبرام أفضل الصفقات وتقويض الشكاوى حول سلوكيات أسواقها المشوهة- سوف تزيد بعد خروج ثاني أكبر اقتصاد في أوروبا.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA== جزيرة ام اند امز