الأسهم المصرية تفتح شهية المستثمرين العرب
المستثمرون العرب يواصلون مشترياتهم في البورصة المصرية رغم أدائها السيئ بهدف الاستفادة من فرص التحسن المستقبلي
المراقب لأداء المستثمرين العرب منذ بداية العام في البورصة المصرية، يلاحظ مواصلتهم تنفيذ الخطط الشرائية بصورة ملفتة، على الرغم من الأداء السلبي الذي سيطر عليها، وتحديدًا خلال الأشهر الـ 3 الماضية، التي شهدت تراجعًا بنسبة 7.5%، فضلاً عن تكبد خسائر قدرها 95.40 مليار جنيه برأس المال السوقي.
وما يؤكد ذلك آخر بيانات أصدرتها البورصة عن استثمارات المستثمرين العرب منذ بداية العام، حيث سجلوا صافي مشتريات قدرها 937.6 مليون جنيه حتى نهاية جلسة الخميس من الأسبوع الماضي.
وقد أكد خبراء سوق المال أنه على الرغم من المبيعات التي نفذها المستثمرون العرب بالبورصة المصرية تأثرًا بالانفصال البريطاني عن الاتحاد الأوروبي، إلا أن العرب يتبنون إستراتيجية استثمارية منذ بداية العام تعتمد على بناء مراكز شرائية جديدة للاستفادة من تدني أسعار الأسهم.
وأوضحوا أن مشتريات العرب ساندت البورصة بصورة ملحوظة خاصةً خلال الأشهر الـ 3 الأولى من 2016، والتي كانت تشهد مبيعات من قبل المستثمرين المصريين والأجانب، وذلك قبل أن يتحول المستثمرين الأجانب للشراء في منتصف مارس/آذار 2016 تزامنًا مع خفض البنك المركزي سعر الجنيه مقابل الدولار بواقع 12%.
من جانبه، قال محمد ماهر الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار برايم، إن المستثمرين العرب شكلوا منذ بداية العام قوة شرائية دعمت البورصة رغم الأحداث السلبية التي شهدتها السوق، وعلى رأسها وجود سعرين للعملة المحلية مقابل الدولار، ما ترتب عليه مخاوف المستثمرين الأجانب من ضخ استثمارات واللجوء إلى تخفيف محافظهم المالية.
وأضاف ماهر أنه على الرغم من استمرار وجود مخاوف من اتخاذ البنك المركزي قرار جديد بخفض سعر الصرف، مما يسفر عنه تراجع قيمة الاستثمارات عند تقييمها بالسعر الجديد للدولار، إلا أن المستثمرين العرب يسجلون حتى الآن صافي مشتريات تقترب قيمتها من مليار جنيه.
ولفت ماهر إلى أن انخفاض المستويات السعرية للعديد من الأسهم ساهم في تعويض المخاطر التي واجهها المستثمرين الأجانب والعرب خلال الفترة الماضية، ومنها وجود أموال مُعلقة حتى الآن لصالح مستثمرين أجانب قاموا بشراء أسهم في البورصة قبل مارس/آذار 2013، وما زالت حتى الآن هذه الأموال معلقة نظرًا لعدم تدبير العملة الصعبة لتحويل ناتج بيع الأسهم خارج البلاد.
وقد قام البنك المركزي في مارس/آذار 2013 بتفعيل آلية تلتزم من خلاله الدولة بتدبير النقد الأجنبي لكل مستثمر يضخ استثمارات أجنبية في سوق الأسهم وأذون وسندات الخزانة بدءً من تاريخ تفعيل الآلية.
وحدد الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمارات برايم عددًا من القطاعات الاستثمارية التي تستحوذ على اهتمام المستثمرين العرب وهي أسهم العقارات والبنوك والخدمات المالية والاتصالات.
كما أكد عادل عبدالفتاح رئيس مجلس إدارة شركة المصرية العربية – ثمار لتداول الأوراق المالية أن المستثمرين العرب يركزون على الاستفادة من تدني الأسعار خلال المرحلة الحالية حيث تسمى مرحلة تجميع الأسهم، وهي مرحلة تتسم باتجاه الشريحة الأكبر من المستثمرين إلى بيع جانب من أسهمهم بهدف توفير سيولة للدخول للشراء خلال مرحلة صعود السوق.
وأضاف أن كون المستثمرين العرب يمتلكون محافظ أسهم بأسعار مخفضة الآن سيتمتعون بفرص جني أرباح عبر بيع جزء منها عند الارتفاع.
وشدد على أن قدرة الأسهم على تحقيق عائدات مرتفعة مقارنة بالعديد من الأسواق الناشئة حول العالم، يدفع المستثمرين العرب إلى تحمل المخاطر المتعلقة باحتمال خفض البنك المركزي لسعر الصرف.
وأوضح عبدالفتاح أن المؤسسات العربية تفضل الاستثمار في قطاعي الاستثمار العقاري والخدمات المالية، واللذين شهدا تطورات جوهرية خلال الأشهر القليلة الماضية.