بالصور.. مقتل 36 وإصابة 150 في تفجيرات انتحارية بمطار أتاتورك التركي
ورئيس الوزراء يعتقد وقوف "داعش" وراء الهجوم
مقتل ما لا يقل عن 36 وإصابة 150 في تفجيرين وإطلاق نار ضربوا مطار أتاتورك، في مدينة إسطنبول، والذي يعد أكبر المطارات التركية.
قتل 36 شخصًا بينهم أجانب وأصيب 150 آخرون، مساء الثلاثاء، في اعتداء نفذه 3 انتحاريين بمطار أتاتورك الدولي في إسطنبول، في هجوم هو الأكثر دموية تشهده المدينة التركية التي سبق واستهدفت 3 مرات خلال العام الجاري فقط.
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم للصحفيين في موقع الهجوم، فجر الأربعاء، إنه "وفقا للمعلومات الأخيرة، قتل 36 شخصا بين العديد من الجرحى" دون توضيح رقم بعينه، لافتا إلى أن "الأدلة الأولية تشير إلى تنظيم داعش"، وذلك رغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها بعد.
وبحسب السلطات، فإن الانفجارات وقعت بداية عند مدخل محطة الرحلات الدولية، وشرع المهاجمون في إطلاق النار على مسافرين وشرطيين أثناء خدمتهم، ثم بدأ تبادل لإطلاق النار قبل أن يفجر الانتحاريون أنفسهم، في سيناريو يعيد إلى الأذهان اعتداءات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي التي أودت بحياة 130 قتيلًا.
ولفت يلدريم في تصريحاته إلى أن الرحلات الجوية استؤنفت في الثالثة من صباح الأربعاء، وذلك بعد تعليق العمل في المطار الذي يعد الأول في تركيا والثالث في أوروبا والحادي عشر على العالم، حيث مر منه 60 مليون راكب خلال العام المنصرم.
وبعيد ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى "مكافحة دولية مشتركة" ضد الإرهاب، وقال في بيان: "آمل بشدة أن يكون الهجوم الذي استهدف مطار أتاتورك منعطفا، ونقطة مفصلية، لبدء مكافحة مشتركة، بقيادة الدول الغربية، في أنحاء العالم ضد التنظيمات الإرهابية".
واعتبر أردوغان، الثلاثاء، أن "هذا الهجوم، الذي يأتي خلال شهر رمضان، يظهر أن الإرهاب يضرب من دون أي اعتبار للعقيدة أو للقيم".
وعرض التلفزيون التركي صورا مؤثرة جدا تظهر شرطيا يطلق النار على أحد المهاجمين، ثم يتعرض لإصابة ويسقط أرضا.
وهرعت أكثر من 10 سيارات إسعاف الى محطة الرحلات الدولية في المطار، بحسب شبكة سي إن إن التركية، التي نقلت عن شهود عيان قولهم إن انفجارين قويين هزا المحطة تبعهما إطلاق نار، ما أثار هلعا بين الركاب.
وقال شاهد لـ"سي إن إن" التركية، "كان الانفجار قويًّا جدًّا، الجميع أصيبوا بالهلع وأخذوا يركضون في كل الاتجاهات"، قبل أن يفرض عدد كبير من عناصر الشرطة طوقًا أمنيًّا حول المكان، بحسب شاهد آخر.
وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أضرارا كبيرة داخل المحطة، وعددًا من المسافرين ممدين على الأرض.
وفي السياق ذاته، قدمت سلطات مطار بروكسل، الذي ضربه تفجيرين إرهابيين في 22 مارس/آذار الماضي، تعازيها لتركيا عبر صفحتها على موقع "تويتر".
بينما نصحت القنصليتان الأمريكية والفرنسية، الثلاثاء، مواطني الدولتين في تركيا بعدم التواجد في محيط المطار، وذلك بعد تحذير جددته السفارة الأمريكية في أنقرة، الإثنين، لمواطنيها بتوخي الحذر وعدم السفر لتركيا إلا في حالات الضرورة خوفا من "تهديدات إرهابية".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مطار في تركيا، ففي ديسمبر/كانون الأول كان مطار صبيحة كوكجين هدفا لهجوم تبنته "صقور حرية كردستان"، أسفر عن مقتل أحد الموظفين.
وتعرضت تركيا منذ العام الماضي لسلسلة اعتداءات دامية نسبت الى المتمردين الاكراد وتنظيم "داعش" الإرهابي، حيث شهدت أنقرة وإسطنبول، أكبر مدينتين تركيتين، موجة هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 200 شخص بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
وإلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عددًا من شهادات عن موجودين في مطار إسطنبول، حيث قال علي تكين الذي كان في صالة الوصول بالمطار في انتظار ضيف وقت الهجوم، "وقع انفجار هائل، صوته مرتفع للغاية وسقط السقف، كان الوضع داخل المطار مروع والأضرار كبيرة."
وقالت امرأة تدعى دويجو كانت في إدارة فحص جوازات السفر بعد أن وصلت لتوها من ألمانيا، إنها "ألقت بنفسها على الأرض مع سماع دوي الانفجار، ثم بدأ الجميع في الفرار، كان المكان مغطى بالدماء والأشلاء، شاهدت آثار طلقات النار على الأبواب."
ووصف بول روس (77 عامًا)، وهو سائح جنوب إفريقي كان في طريق عودته إلى كيب تاون مع زوجته، كيف شاهد أحد المهاجمين وهو يطلق النار بشكل عشوائي على صالة المطار.
وقال روس: "جئنا إلى صالة المغادرة وشاهدنا الرجل وهو يطلق النار بشكل عشوائي، كان يطلق النار على أي شخص أمامه، كان يرتدي ملابس سوداء وكنت أنا على بُعد 50 مترًا منه."
وأضاف روس: "تحصنا خلف طاولة لكنني وقفت لمشاهدته، ووقع انفجاران بعد فترة وجيزة من انفجار آخر، وبعد قليل توقف عن إطلاق النار."
وتابع قائلًا: "استدار وبدأ يأتي نحونا، كان يحمل بندقية داخل سترته، كان ينظر حوله بقلق ليرى ما إذا كان أي شخص سيوقفه ثم نزل في المصعد، ثم سمعنا مزيدًا من إطلاق النار ثم سمعنا انفجارًا وبعدها انتهى الأمر."