أكد مدير المسجد الأقصى أن ضغوطا دبلوماسية وشعبية أدت إلى وقف سلطات الاحتلال اقتحامات المستوطنين للمسجد
أكد مدير المسجد الأقصى أن ضغوطا دبلوماسية وشعبية أدت إلى وقف سلطات الاحتلال اقتحامات المستوطنين للمسجد خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، نافياً توصل دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس لاتفاق الإسرائيليين لوقف الاقتحامات.
وشهد الأقصى يومي الأحد والاثنين الماضيين مواجهات واسعة بين مئات المصلين الفلسطينيين المعتكفين داخل المسجد وقوات كبيرة من جيش وشرطة الاحتلال خلال مرافقتها لمجموعات صغيرة من المستوطنين داخل ساحات الأقصى، أسفرت عن إصابة حوالي 70 فلسطينياً، واعتقال عدد آخر من الفلسطينيين.
وقال مدير الأقصى عمر كسواني في حديث لبوابة "العين" الإخبارية، إن ضغوطاً دبلوماسية أجبرت الاحتلال على التراجع عن السماح للمستوطنين باقتحام المسجد الواقع وسط مدينة القدس المحتلة، وذلك في أعقاب المواجهات الغاضبة داخل ساحات المسجد التي ساهمت الى جانب الجهود الدبلوماسية في تراجع الاحتلال عن السماح بتنفيذ المستوطنين اقتحاماتهم اليومية.
وجرت العادة في السنوات الأخيرة بعدم سماح قوات الاحتلال للمستوطنين الإسرائيليين باقتحام المسجد الأقصى في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، التي يشهد فيها الأقصى حضور أعداد كبيرة من الفلسطينيين، لكن الاحتلال سمح للمستوطنين في أول يومين من العشرة الأخيرة باقتحام المسجد، ما أدى الى اندلاع المواجهات داخل ساحات الأقصى.
وبين كسواني أن المستوطنين لم يقتحموا الأقصى اليوم، مشيراً أن قوات شرطة الاحتلال أغلقت باب المغاربة الخاص بدخول غير المسلمين للأقصى، فلم يدخل مستوطنين إليه اليوم ويوم أمس الثلاثاء.
وأشار إلى استمرار استفزازات شرطة الاحتلال المنتشرة على أبوب الأقصى وفي الطرقات والشوارع المؤدية له، لافتاً إلى استمرار عمليات احتجاز أوراق بعض المصلين الثبوتية، فضلاً عن استمرار إبعاد عشرات الفلسطينيين عن المجسد، ومنعهم من الدخول إليه.
وذكر كسواني أن الإجراءات العسكرية والأمنية الإسرائيلية المشددة لم تحل دون وصول عشرات آلاف المسلمين للأقصى للصلاة فيه وقيام الليل، متوقعاً أن تشهد الجمعة الأخيرة من شهر رمضان حضور أكثر من ربع مليون مصلي للأقصى.
وتابع أن طواقم العمل في المسجد تعمل ليل نهار لتأمين دخول كل المصلين للأقصى، محذرا من مغبة استفزازات الاحتلال للمصلين القادمين من مختلف المناطق الفلسطينية لصلاة الجمعة الأخيرة وقيام ليلة القدر التي تصادف مساء الجمعة المقبلة.
وطريق الفلسطينيين للمسجد الأقصى ليس سهلاً، اذ يتطلب دخول فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة الحصول على تصاريح من الإسرائيليين للمرور عن الحواجز العسكرية الإسرائيلية المحيطة بمدينة القدس.
وحث الكسواني الفلسطينيين و من يستطيع من العرب والمسلمين للوصول إلى الأقصى، للقدوم إليه لأداء الصلاة فيه من ناحية، ولإيصال رسالة للاحتلال بحق المسلمين في المسجد.
ونوه مدير الأقصى إلى تعليمات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الشرطة جلعاد أردان، التي صدرت اليوم، والتي تحظر من جديد على الأعضاء العرب في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي الدخول إلى المسجد الأقصى.
وكان أعضاء القائمة العربية الموحدة في الكنيست أكدوا في بيان لهم رفضهم تعليمات منع دخولهم الأقصى، وأكدوا أن صلاتهم في الأقصى "حق" وأنهم لا ينتظرون تعليمات أو اذن من أحد لذلك.
ودعا كسواني إلى بذل مزيد من الضغوط الدبلوماسية والسياسية على الحكومة الإسرائيلية لحملها على التراجع عن إجراءات منع دخول الفلسطينيين والعرب إلى الأقصى، محملاً نتنياهو وحكومته المسؤولية عن تفاقم الأوضاع في المسجد الأقصى ومحيطه.
ويشهد المسجد الأقصى جولات من الصراع أخذت في التصاعد في السنتين الأخيرتين بعد اشتداد الحملة الإسرائيلية المتطرفة على المسجد، وادعاء قوى اليمين المتطرف والجماعات الاستيطانية المتطرفة حق اليهود في المسجد، وسعيهم لتقسيمه زمانياً ومكانياً مع المسلمين، وهو المخطط الذي يواجهه الفلسطينيون يومياً في ساحات الأقصى.