بالصور.. "بوابة عشتار" أجمل آثار بابل القديمة
بوابة عشتار تمثل الرمز الأقوى للبهاء والروعة التي كانت عليها بابل القديمة
تمثل بوابة "عشتار" الرمز الأقوى للبهاء والروعة التي كانت عليها بابل القديمة والتي قال عنها الأثري الألماني روبرت كولدواي بعد اكتشافها عام 1902 إنها تشكل الأثر الأكبر، والأكثر لفتا للانتباه من بين آثار بابل.
"بوابة عشتار" هي البوابة الثامنة لمدينة بابل الداخلية التي شيدها نبوخذ نصر عام 575 ق.م شمالي المدينة، وأهداها إلى "عشتار" إلهة الحب والحرب، كما تشير كتابة تذكارية مسجلة في أحد جوانبها.
ويبلغ ارتفاع البوابة مع أبراجها حوالي 50 مترا، وعرضها 8 أمتار، أما البرجان البارزان على جانبي المدخل فعرض كل منهما حوالي 14 مترا، وهي مكسوة بكاملها بالمرمر الأزرق والرخام الأبيض والقرميد الملون، ومزينة بـ 575 شكلا حيوانيا بارزا منها التنين، والثيران، والأسد، وأبوابها مغطاة بالنحاس ومثبت عليها مغاليق ومفاصل من البرونز.
كانت المواكب تدخل من بوابة "عشتار" إلى "شارع الموكب" الذي يعد الشارع الرئيسي لمدينة بابل، والطريق المقدس الذي يربط المدينة ببيت الاحتفالات الدينية المعروف ببيت "أكيتو" يخترق "شارع الموكب" من بوابة "عشتار" في اتجاهه نحو الجنوب، ثم بعد ذلك يمتد حتى يكون بالقرب من الجهة الشرقية للقصر الجنوبي.
ومن خلال البوابة العريقة يتم العبور إلى قناة "ليبيل حيكال" من خلال جسر خشبي إلى معبد "نابو شخاري" الواقع إلى الجهة الغربية، ويستمر الشارع جنوباً أيضاً بمحاذاة سور "الزقورة"، ومعبد "أيساكلا" منعطفاً غرباً حتى يصل إلى نهر "أراختو" وهو الجدول المنساب بمياه نهر الفرات.
وأثارت البوابة جدلا كبيرا واتهامات متبادلة بين الجانبين الألماني والعراقي حول قصة اكتشافها بواسطة البعثة الألمانية بقيادة الأثري كولدواي عام 1902، وأحقية ألمانيا بالاحتفاظ بها.
وأعلنت العراق في مارس 2013 عن وجود بوابة أخرى أكبر حجما كانت تقع خلف البوابة الأولى، تعتقد العراق بوجودها في مخازن متحف برلين، نقلت من بغداد إلى برلين بشكل غير شرعي، وطالب وزير الآثار العراقي بإعادتها إلى العراق لكي يتاح بناء هذه البوابة في المتحف الوطني العراقي.
ويقول الكاتب حامد خيري الحيدر في بحثه "بوابة عشتار التحفة المعمارية العراقية الرائعة": "لقد كانت عملية سرقة البوابة وكسوتها بحق لا تقل ضخامة ودقة وجهد وتخطيط عن عملية تشييد البوابة نفسها!".
وأشار الحيدر إلى أن "البعثة الألمانية بعد بضع سنوات من العمل المضني في هذه المدينة أدركت هذه الحقيقة، فبدأت تشعر بالحرج أمام الجهة الممولة، وهي "الجمعية الشرقية الألمانية"، لعدم تزويد هذه المؤسسة بكميات من الآثار المكتشفة تتناسب وكمية الأموال الطائلة التي أنفقتها لإجراء تلك التنقيبات لذلك تقرر سرقة كسوة تلك البوابة، ونقلها إلى ألمانيا للتعويض عن قلة الآثار المرسلة إلى هناك".
وثمة رواية أخرى لسبب وجود آثار بابل في برلين، تقول إنها تعود إلى اتفاقية أبرمتها ألمانيا القيصرية مع الحكومة العثمانية عام 1899، وعلى أثر الاكتشافات التي حققها الباحث الألماني كولدواي، بما يعني أن البوابة خرجت بشكل علني وشرعي، ولم تستولِ عليها أو تسرقها البعثة الألمانية كما يدعى الجانب العراقي.
بينما ينفي الجانب الألماني وجود بوابة أخرى في مخازن المتحف، ولكنه يقر بوجود بقايا تنقيب من حجارة لا يمكن إنشاء بوابة منها، وأن إدارة المتحف مستعدة إذا أرادت العراق إعادة الجزء الأكبر، ويقدر بـ250 صندوقا من هذه القطع الحجرية إلى العراق.
ولكنه، في الوقت نفسه، أكد أنه لا يمكن بناء بوابة أخرى من هذه الحجارة، ولكن يمكن استخدامها في أغراض علمية، وأن هذه الحجارة جمعت من 3 مواقع مختلفة هي البوابة، وشارع "الموكب"، والقصر الكبير في بابل. ومن المستحيل معرفة مكان كل قطعة مع الأخرى، لأن الأشكال والزخارف تتكرر..
فهل ستنجح العراق في إثبات وجود البوابة الأخرى في مخزن المتحف في ألمانيا وبالتالي تنجح في إعادتها إلى العراق؟
الجواب في ذمة الغيب..