"فيس بوك" مهدد بالإغلاق.. تعرف على الأسباب
خلال العامين الماضيين، وجهت انتقادات عديدة وصلت لحد الاتهامات القانونية للموقع ومؤسسه مارك زوكربيرج.
تتزايد الدعاوى القضائية والاتهامات الموجهة ضد موقع "فيس بوك"، ليصبح موقع التواصل الاجتماعي الأكثر انتشارًا حول العالم، مهددًا بالغلق في بعض الدول.
وخلال العامين الماضيين، وجهت انتقادات عديدة وصلت لحد الاتهامات القانونية للموقع ومؤسسه مارك زوكربيرج، ما بين اتهامات بالتحريض على العنف بمساعدة الجماعات الإرهابية، وانتهاكه الخصوصية الشخصية لبعض المستخدمين.
وأطلق الموقع خدمة "التأكد من السلامة" في أكتوبر/تشرين الأول 2014، وتستخدم في حالة وقوع كوارث أو عمليات إرهابية، بهدف مساعدة المتضررين من الحادثة بضغط على أيقونة "أنا في وضع أمن" وإرسالها للأصدقاء عبر الموقع، واستعان بها المواطنون بتفجيرات بلجيكا وتركيا وحادثة أورلاندو التي وقعت هذا العام.
وعلى الرغم من هذه الإجراءات، وجهت اتهامات صريحة لموقع "فيس بوك"، بعد رفع دعوى قضائية بكاليفورنيا من قبل أسرة طالب أمريكي لقى حتفه بهجمات باريس الأخيرة، التي وقعت في شهر نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي على يد جماعة داعش الإرهابية.
وفي دعوى مشابهه، اتهم أمريكي الشركة بتسهيل مهمة داعش بالترويج عبر الموقع، مما تسبب في مقتل ابنته في الهجوم نفسه.
وركزت الدعاوى المقامة ضد الموقع ومؤسسه، على أن وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا موقع فيس بوك، يقدمون الدعم اللازم للجماعة الإرهابية، من خلال توفير منصات إلكترونية لبث أفكارهم المتطرفة وجذب الشباب حول العالم للانضمام للتنظيم الإرهابي.
بينما رفض "فيس بوك" الاتهام، مؤكدًا أن المنصة لا تشجع على بث الأفكار المتطرفة، ولا تسمح بتواجد هذه التنظيمات بالشبكة.
وفي فبراير الماضي قدمت الحكومة الفرنسية شكوى للفيس بوك، بعد نشر فيديو مقتل أحد المواطنين على يد إرهابي، كما تم استغلال خدمة "البث المباشر" بالموقع ليبث مجموعة من المتطرفين فيديو قتل لشرطي فرنسي وصديقه بباريس.
كما وجه وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي اتهامات واضحة إلى الموقع، والمدير التنفيذي مارك زوكربيرج، بأن فيس بوك يستخدم للتحريض وشن الهجمات، وأن الموقع ومؤسسه لا يبذلون أي مجهود لإيقاف التحريض ضد إسرائيل، حسب وصفه.
وجاء تهديد الوزير الإسرائيلي موجهًا لجميع مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما موقع "فيس بوك" نظرًا لاستخدامه الواسع بين المستخدمين حول العالم.
ولم تتوقف الاتهامات الموجهة للموقع عند القضايا السياسية فقط، بل امتد الأمر لحجب الموقع في الجزائر، ومطالبات مماثلة في مصر، بعد تسريب امتحانات ونماذج الإجابات عبر الموقع.
وفي الجزائر، قامت السلطة بحجب مواقع التواصل الاجتماعي في منتصف شهر يونيو/حزيران لمدة أسبوع، تفاديًا لتكرار واقعة تسريب الامتحانات، بعد تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة في أربع أقسام عبر "فيس بوك".
وفي مصر، شن الكثيرون هجومًا حادًّا على الموقع، بعد قيام إحدى الصفحات تدعى "شاومنيج" بتسريب الامتحانات ونماذج الإجابات لأكثر من مادة بالثانوية العامة عبر فيس بوك.
وخلال 2016، رفعت دعاوى قضائية عديدة أمام المحاكمة المصرية، لتطالب بغلق الموقع لمحاربة ظاهرة تسريب الامتحانات، ولوقف الصفحات التي تدعو للعنف والإرهاب.
بالإضافة إلى إقامة دعوى قضائية بمحكمة جزئية بالولايات المتحدة، تتهم "فيس بوك" بانتهاك الخصوصية الشخصية بخاصية التعرف على وجوه المستخدمين من خلال ميزة "Tag".
كما أقيمت دعوى قضائية أخرى بولاية كاليفورنيا، في مايو/أيار الماضي، تتهم الموقع بالتجسس وانتهاك خصوصية المستخدمين، لوجود خاصية حذف الرسائل الخاصة التي تستخدمها الشركة في التسويق.
ويقع فيس بوك في أزمة لخلق التوازن بين دوره الحقيقي واحترام الخصوصية والأمن العام.
ويذكر أن أعداد مستخدمي موقع "فيس بوك" حول العالم يتجاوز 1.59 مليار مستخدم، وتتزايد الأعداد بشكل يومي بحوالي نصف مليون مستخدم، حسب التقديرات الأخيرة لمؤسس الموقع.
وتأسس الموقع في عام 2004، بهدف التواصل بين الأشخاص حول العالم، ولكن شهد الموقع طفرة كبيرة في استخدامه بعد عام 2008 بعد تعرف طلبة الجامعات والشباب على التطبيق، مما حقق عائدات مالية كبيرة للشركة تقدر بنحو 300 مليون دولار.
وتحول دوره ليصبح منصة اجتماعية يتم التفاعل من خلالها في الأحداث السياسية والاجتماعية، بالإضافة إلى إدارة الحملات الانتخابية المختلفة.
ويرتبط أكثر من تطبيق بفيس بوك، مثل مواقع "واتساب"، و"ماسنيجر"، و"انستقرام"، مما يؤكد تعرض أغلب مواقع التواصل الاجتماعي لأزمة حقيقة في حالة حجب فيس بوك.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjUg جزيرة ام اند امز