مهرب: المهاجرون الذين لا يدفعون يباعون من أجل أعضائهم
المهاجرون الذين يعجزون عن دفع ثمن رحلاتهم عبر البحر المتوسط يتم بيعهم لتجار الأعضاء البشرية مقابل 15 ألف يورو
إذا كانت الأعضاء التي يتبرع بها في الصين يشتبه أنها تنتزع بصورة غير قانونية من المساجين، ففي البحر المتوسط، ربما تأتي هذه الأعضاء من المهاجرين.
فالمهاجرون الذين يعجزون عن دفع ثمن رحلاتهم عبر البحر الأبيض المتوسط يباعون لتجار الأعضاء البشرية، كما ورد في اعترافات مهرب إريتري للسلطات الإيطالية، بحسب ما نشرته صحيفة "تلجراف" البريطانية.
وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، أشارت إلى أن المهرب نور الدين عطا الذي قبضت عليه قبل الشرطة الإيطالية في عام 2014، هو أول أجنبي يمنح (حق) حماية الشهود من قبل السلطات الإيطالية، بعد كشفه عن تفاصيل أدت إلى اعتقال عشرات من أعضاء شبكة إجرامية معقدة تهرب المخدرات والسلاح والمهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا.
وقال عطا في شهادته إن أولئك الذين لم يتمكنوا من دفع ثمن رحلاتهم "يتم بيعهم مقابل 15 ألف يورو لجماعات، متورطة في انتزاع وبيع الأعضاء".
وأشارت الصحيفة إلى أن شهادته، قادت الشرطة إلى تفكيك شبكة تهريب، أمس الإثنين، والقبض على 23 متهم وإصدار مذكرات اعتقال بحق 15 شخصا آخرين خلال مداهمات في أنحاء إيطاليا.
وأوضحت أن المجموعة ضمت 25 إريتريا و12 إثيوبيا وإيطاليا قالت الشرطة إنهم ينتمون إلى منظمة هربت آلاف المهاجرين من أفريقيا إلى أوروبا.
وجاءت الاعتقالات في إطار جزء من تحقيق مطول أجرته الشرطة الإيطالية يرتبط بشهادة عطا الذي كشف خلايا في شمال أفريقيا وروما وبالرمو وأغريجنتو ومواقع أخرى بأماكن أخرى في أوروبا.
ولفتت إلى أن السلطات ضبطت أكثر من 526 ألف يورو و25 ألف دولار في يونيو/ حزيران الماضي بحوزة خلية روما التي كان مقرها في متجر عطور قرب المحطة المركزية في المدينة.
وفي فبراير/ شباط الماضي، حكم على المهرب السابق عطا بالسجن لمدة خمس سنوات لدوره في العملية، غير أنه قال إنه قرر أن يتعاون "لأن هناك الكثير من القتلى في البحر"، وأشار بشكل خاص إلى مأساة عام 2013، حيث قتل 360 شخصا في لامبيدوزا، لكنه قال إنه لم يشارك فيها.
وقال عطا للشرطة في بالرمو: "الوفيات التي نحن على علم بها جزء صغير منها، في إريتريا وحدها كان هناك ضحايا في 8 من 10 عائلات".
ويوم الجمعة الماضي، كشف تقرير صادر عن منظمة "العفو الدولية"، يؤكد شهادة عطا، روايات مروعة عن قتل مهاجرين على أيدي عصابات الجريمة والمهربين أثناء تهريبهم من ليبيا إلى جنوب إيطاليا.
وأشار التقرير الذي يستند إلى شهادات من أكثر من 90 لاجئ في مراكز استقبال ومعالجة إيطالية، إلى تعرض المهاجرين إلى العنف الجنسي، والتعذيب، والاضطهاد الديني.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فمنذ يناير/ كانون الثاني عام 2016، فقد حوالي 2900 مهاجر حياتهم وهم يحاولون الفرار من الفقر في أفريقيا عن طريق عبور البحر المتوسط للوصول إلى أوروبا، وهذا أكبر عدد مسجل من وفيات الأشخاص المرتبطة بالقوارب التي تستخدم هذا الطريق البحري.
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز