صور: الواقعية الفرنسية تكلف الألمان ثمنا باهظا للبطء الكروي
نسبة استحواذ الألمان على الكرة بلغت 62% مقابل 38 % فقط للفرنسيين، لكنه يمثل التطبيق السلبي لكرة التيكي تاكا الاسبانية
لأن واحدة من أهم متع كرة القدم هي السرعة في كل شيء من التمرير للتحرك والتصرف في الكرة وتبديل المراكز والانطلاق من الخلف للإمام والعكس، كان منطقيا أن يودع المنتخب الألماني "البطيء" كأس أمم أوروبا الحالية منكسرا بالهزيمة العادلة من نظيره الفرنسي "الواقعي" بهدفين نظيفين.
صحيح أن احصائيات المباراة كلها تقريبا تنصف الألمان الذين بلغت نسبة استحواذهم على الكرة 62% مقابل 38 % فقط للفرنسيين، لكنه نوع من الاستحواذ السلبي الذي لا ينتج هجمات، أو بمعنى آخر هو التطبيق السلبي لكرة التيكي تاكا الاسبانية.
ففي برشلونة تحديدا يطبقون التيكي تاكا اعتمادا على المهارات الاستثنائية للاعبي الوسط انييستا وبوسكتس وميسي ونيمار وسواريز في التمرير الأمامي الدقيق والانطلاق في عمق المدافعين، لكن ما فعله الألمان أمس أنهم طبقوا نصف الخطة بالاستحواذ على الكرة جون أن يملكوا مهارات برشلونة فكان استحواذا عقيما.
العيب الأبرز في منتخب ألمانيا أمس كان البطء القاتل في كل مهارات الكرة، أولها في التمرير الذي تعكس كثرته قلة فعالية الفريق، خاصة التمرير العرضي الذي يصنف كرويا كتعبير عن "قلة حيلة" أي فريق يلجأ إليه، وقد مرر الألمان أمس 566 تمريرة منها 35 تمريرة عرضية مقابل 229 فقط للفرنسيين منها 13 تمريرة عرضية وهو ما يوضح الفراق بين فعالية الديوك وبطء الماكينات الذين تحولوا في مباراة أمس إلى أفيال تجر أقدامها بصعوبة بالغة.
دليل إضافي على سلبية الاستحواذ الألماني أنه أنتج 17 تسديدة على المرمى طوال المباراة منها 6 فقط بين القائمين، بينما نجح الفرنسيون في فترة استحواذهم الأقل تسديد 15 كرة منها 7 بين القائمين بنسبة فعالية أكبر بكثير من المنتخب الألماني.
كذلك اتسم المنتخب الألماني بالبطء في الحركة والتفكير والتصرف في الكرة، وهو عيب لازمه في أغلب مبارياته في البطولة الحالية، وكان مرشحا بموجبه للخروج أمام المنتخب الإيطالي الحيوي في دور الثمانية، لولا أن الطليان بالغوا في حذرهم وافتقدوا عقلهم الهجومي المفكر دي روسي.
رغم ذلك لم تشكل ألمانيا خطورة مهمة على الحارس الإيطالي بوفون طوال المباراة إلا في مرات نادرة، بعكس هجمات إيطاليا القليلة جدا التي شكلت خطورة أكبر على مانويل نوير.
وكان من نتائج بطء الحركة إن لاعبي ألمانيا أهدوا منافسيهم ركلتي جزاء مجانيتين دون أي داع، من بواتنج في مباراة إيطاليا الذي رفع يده لأعلى دون سبب ليحصل الأزوري على جزائية لم يحلم بها.
كذلك في مباراة فرنسا تطوع شتفانيشتايجر بمد يده للمس كرة فرنسية ضالة داخل المنطقة مانحا الديوك ركلة جزاء لم يخطر ببالهم الحصول عليها ولو كان شتفانيشتايجر فرنسيا أبا عن جد.
يتحمل المدرب يواكيم لوف المسؤولية عن الأخطاء السابقة بداية من اختياراته للاعبين غير مؤثرين ضمن القائمة مثل دراكسلر وجوتزه البعيد عن اللعب مع بايرن ميونيخ، مرورا بإصراره على اشراك لاعبين وضح ابتعادهم عن مستواهم مثل توماس مولر وأوزيل.