مؤتمر المعارضة السورية بالرياض.. تفاؤل سياسي وقلق شعبي
يعقد اليوم بهدف توحيد صفوفها قبل مؤتمر جنيف
أبدى سياسيون تفاؤلهم بمؤتمر المعارضة السورية الذي تستضيفه الرياض، فيما يبدي مواطنون قلقهم مما قالوا، إنه أهداف خفية لهذا المؤتمر
"صباحك يا مدينة الرياض، وفيكي أمل أن يوحد السوريون خطابهم وموقفهم لإنهاء معاناة السوريين وخلاص بلدهم" .. مع شروق فجر اليوم الثلاثاء كتب عضو الائتلاف السوري المعارض فايز سارة هذه الكلمات على حسابة بموقع تويتر، متفائلًا بما يمكن أن يسفر عنه اجتماع المعارضة السورية الذي يبدأ أعماله اليوم في الرياض.
هذه الحالة من التفاؤل التي عبر عنها سارة، سبقه إليها كثير من السياسيين، الذين رأوا في المؤتمر فرصة لتوحيد صفوف المعارضة، ومنهم السياسي السوري الشهير برهان غليون، والذي كتب على صفحته بالفيس بوك قبل يومين : "بالتئام أطراف المعارضة غدًا في الرياض، أشعر بأنه صار بإمكاني أن أتحرر من التزاماتي في السياسة اليومية، لأعود إلى موقعي الطبيعي كمثقف ومفكر حر ومستقل، ليس له التزام سياسي وأخلاقي إلا تجاه شعب سوريا العظيم وقضيته الكبرى قضية الحرية والكرامة والعدالة".
وقبلهما وصف خالد خوجة رئيس الائتلاف السوري المؤتمر بأنه "رافعة للمعارضة السورية"، وذلك خلال حوار له مع صحيفة الوطن السعودية، معربًا عن تقديره للسعودية التي تحظى بثقة الجميع.
نظريًّا، فإن هذه الحالة من التفاؤل لها ما يبررها، لكون المؤتمر يتميز بميزة خاصة، وهي أنه يضم إلى جانب السياسيين، شخصيات ممثلة للفصائل المسلحة التي تقاتل على الأرض، وهذه ميزة فريدة لم تتوفر لغيره من المؤتمرات، ولكن لا يبدو أن ذلك كان كافيًا لانتقال نفس الحالة إلى المواطنين السوريين، فلم يبدو حماسًا لهذا المؤتمر.
ويهدف المؤتمر الذي يبدأ اليوم إلى توحيد صفوف المعارضة قبل الأول من كانون الثاني/ يناير، وهو الموعد الذي ترغب الدول الكبرى بحلوله أن تجمع طرفي النزاع المستمر منذ 2011 بجنيف للاتفاق على آليات تنفيذ الحل السياسي الذي تم الاتفاق عليه في فيينا الشهر الماضي.
ولكن مواطنة سورية تسمي نفسها "حرة" على موقع تويتر، ترى أن هذا هو الهدف المعلن، لكن هناك هدف آخر غير معلن، وهو "قبر الثورة".
وقالت في مشاركة لها ضمن هاشتاغ "مؤتمر_الرياض" على موقع تويتر: "ما اجتمعت الفصائل من خمس سنين لهلا على أي أمر بشكل مطلق، وهلا اجتمعوا لقبر الثورة".
وكانت هذه المشاركة واحدة من بين مئات المشاركات التي استقبلها "الهاشتاغ"، ومال معظمها إلى "عدم الثقة" في المؤتمر ونتائجه.
ومن هذه المشاركات ما كتبه "تقي الدين"، والذي انتقد دعوة فصائل تسمي نفسها معارضة سورية، بينما هي مقربة من الرئيس السوري، وقال ساخرًا: "مؤتمر الرياض للمعارضة السورية ينقصه دعوة بشار الأسد".
واتخذ تعليق "عبد الباسط خلف" منحى أكثر هدوءًا، حيث رأى في المؤتمر محاولة لإدارة الأزمة وليس حلها، وقال: "الخلاص بحل الأزمة وليس بإدارتها".
فهل يصدق السياسيون في تفاؤلهم أم تكون المخاوف الشعبية في محلها؟.. ربما تجيب الساعات القليلة القادمة على هذا السؤال.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز