البرتغال تتطلع لكسر العقدة الفرنسية بإنجاز تاريخي
نهائي كاس أوروبا 2016 يمثل فرصة مثالية لكريستيانو رونالدو ومنتخب بلاده البرتغال لإنهاء سلسلة الإخفاقات المتعاقبة أمام فرنسا.
يمثل نهائي كاس أوروبا 2016 فرصة مثالية لكريستيانو رونالدو ومنتخب بلاده البرتغال لإنهاء سلسلة الإخفاقات المتعاقبة أمام فرنسا.
لطالما شكل الديوك كابوسًا للبرتغاليين، ولا ينسى أحد أنهم توجوا بلقب آخر بطولتين كبيرتين على أرضهم وأمام جماهيرهم.
وحصد الفرنسيون العلامة الكاملة في المواجهات العشر الأخيرة أمام البرتغال منذ سقوطهم صفر-2 في مباراة ودية 1975، وحسموا المباريات الـ3 التي جمعتهم مع برازيل أوروبا لصالحهم على صعيد البطولات الكبرى.
وجاء أول الغيث في نصف نهائي كأس أوروبا 1984، حينما تفوق منتخب فرنسا 3-2 بعد شوطين إضافيين في مرسيليا.
وحفلت تلك المواجهة بحماسة منقطعة النظير، إذ كان التعادل سيد الموقف قبل أن يخطف ميشال بلاتيني هدف الانتصار في الدقيقة 119 مانحًا فرنسا بطاقة العبور الى النهائي، الذي شهد فوزًا عزيزًا لأصحاب الدار 2-0 أمام إسبانيا، مؤكدين أحقيتهم برفع كأس هنري دولوني للمرة الأولى في تاريخهم.
ويتذكر لاعب منتخب البرتغال السابق جيمي باتشيكو موقعة مارسيليا في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية بأسى قائلًا: "عرفنا إحباطًا وخيبة أمل لا مثيل لهما".
وتابع باتشيكو حديثه عبر الإشادة بأداء الفرنسيين: "صدقًا، كان المنتخب الفرنسي أفضل شأنًا منًّا، استحق الفوز في المواجهة والظفر بلقب كاس أمم أوروبا 1984".
وتجرع البرتغاليون هزيمة جديدة أمام فرنسا في نصف نهائي أوروبا 2000 بواقع 1-2 في بروكسل، رغم تواجد كتيبة مذهلة من النجوم في تشكيلتهم، مثل لويس فيجو، روي كوستا، نونو جوميز، وغيرهم.
وافتتح منتخب البرتغال باب التسجيل عير جوميز، قبل أن يعادل تييري هنري الكفة لأبطال العالم 1998، فيما عاد زين الدين زيدان، المدرب الحالي لريال مدريد الإسباني، وسجل الهدف الثاني "الذهبي" من علامة الجزاء قبل 3 دقائق من انتهاء الشوط الإضافي الثاني، مؤكدًا عبور "تريكولور" إلى النهائي.
وحفلت تلك المواجهة باعتراضات شديدة من لاعبي منتخب البرتغال على الحكم النمساوي جونتر بينكو، الذي منح فرنسا ركلة جزاء ظالمة حسب رأيهم، إثر ارتطام الكرة بيد المدافع ابيل خافيير داخل المنطقة المحرمة.
وذكر مدرب منتخب البرتغال انذاك هومبيرتو كويلو لصحيفة "ليكيب" الفرنسية عقب انتهاء موقعة ملعب الملك بودوان قائلًا: "سعيت جاهدًا لتهدئة اللاعبين داخل غرفة تبديل الملابس، كانت المرة الأولى التي نشهد فيها حكمًا مساعدًا يمنح ركلة جزاء".
وأضاف كويلو والحسرة تعتصر قلبه: "كان أمرًا صعبًا، أرسينا إستراتيجية صلبة، وكنا عازمين على تحقيق الانتصار، أنا واثق أننا كنا سنتوج باللقب لو عبرنا إلى النهائي".
وتوالت مآسي البرتغاليين أمام فرنسا في نصف نهائي كأس العالم 2006، بعد عامين من سقوطهم في نهائي كاس أوروبا 2004 أمام اليونان، حيث كانوا يمنون النفس برفع الكأس الأغلى في ربوع الوطن.
وسجل زين الدين زيدان هدف المباراة الوحيد في تلك الأمسية التي احتضنتها ميونيخ من علامة الجزاء، قبل أن يتهاوى رجال ريمون دومينيك في النهائي الحلم بركلات الجزاء الترجيحية أمام إيطاليا.
وبكى رونالدو بكاءً مرًّا عقب انتهاء المواجهة أمام فرنسا عام 2006، وأكد نجم ريال مدريد الإسباني أنه يتمنى أن يبكي فرحًا بعد النهائي في ستاد دو فرانس في 10 يوليو الحالي.
ويساور بال البرتغاليين أن سلسلتين طويلتين من الإخفاقات كسرتا في نهائيات كاس أوروبا 2016 الحالية.
تخطى الألمان عقبة إيطاليا للمرة الأولى في 9 محاولات على صعيد البطولات الكبرى، وتحديدًا بركلات الجزاء الترجيحية في موقعة ربع النهائي، وفي السياق عينه، تمكن منتخب فرنسا من إيقاف سلسلة من 3 مواجهات عجاف أمام "ناسيونال مانشافت"، وأسقطه 2-صفر في استاد فيلودروم للمرة الأولى في بطولة كبيرة منذ كأس العالم 1958.
وتحدث لاعب خط وسط منتخب البرتغال جواو ماريو (الجمعة) عن إنجاز الفرنسيين بالقول: "يلعبون على أرضهم وأمام جماهيرهم، ويؤمنون بقدرتهم على معانقة اللقب، عانوا لفترة طويلة امام الألمان، لكنهم تمكنوا في النهاية من تخطي عقبة المارد الألماني، تجرعنا عدة هزائم أمام الفرنسيين سابقًّا، ونحن مدركون لهذه الحقيقة، لكن هذا سيزيد من عزيمتنا وإصرارنا".
وسبق لمنتخب فرنسا أن أسقط نظيره البرتغالي وديا في لشبونة في سبتمبر 2015، كما تفوق وديًّا أيضًا على السيليساو 2-1 بفضل كريم ينزيمة وبول بوجبا، وتحديدًا في أكتوبر 2014.
وأضاف جواو ماريو في معرض حديثه عن موقعة ستاد دو فرانس "الإحصائيات لا تحدد هوية الفائز، على الفرنسيين أن يؤمنوا بهذه المقولة. كذلك، يؤمن الشعب البرتغالي برمته بقدرتنا على معانقة اللقب العتيد، وهذا ما نصبو جاهدين لإنجازه".