صور تنطق دمارا وألما وموتا.. ذكر ما جرى في زلزال القاهرة 92
صباح الثلاثاء، شعر أحمد علي بهزة أرضية. لم تكن مؤثرة بشكل كبير، لكنها أعادت إلى ذهنه تفاصيل مر عليها 29 عاماً، حين وقع زلزال عام 1992 في مصر.
في كل مرة تحدث هزة أرضية أو يقع زلزال في مصر، يتذكر الشاب سريعاً ما حدث في الاثنين الأسود، حين وقع زلزال في تمام الساعة الثالثة وتسع دقائق عصراً، بقوة بلغت 5.8 درجة على مقياس ريختر. وألحق مشكلات عدة في المباني، وأزهق الأرواح، وأصاب المئات. وفي تلك الفترة كان أحمد طالباً في إحدى المدارس بمحافظة القليوبية.
يتذكر الشاب ما حدث معه حين وجد الأقلام تتساقط من أمامه داخل الفصل المدرسي، وهرول أحد المدرسين للخارج، فسارع هو والآخرون للهرب مما يحدث: "كانت الأعداد كبيرة، وفجأة وجدنا الشوارع تمتلأ بالناس، وبعضهم يرتدي ملابس خفيفة".
استمر الزلزال آنذاك لمدة 30 ثانية، وقدرها البعض بدقيقة كاملة، لكنها كانت كافية لوفاة 545 شخصاً، وإصابة 6512 مواطناً، وتشريد نحو 50 ألف شخص، ودمر نحو 350 مبنى، وألحق الضرر بـ9 آلاف أخرى.
يقول أحمد: "ما زلت أتذكر بعض التفاصيل، كانت هناك قضية أكثم الذي خرج حياً، وهناك منازل سقطت رأيتها بعيني بعد ذلك، عشنا بعدها في خوف لعدة أيام".
ما دفع الشاب لاستعادة هذه الذكريات هو ما جرى صباح اليوم، حين وقعت هزة أرضية لم تكن مؤثرة، وسجلتها محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل التابعة للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية. والزلزال وقع في جنوب جزيرة كريت، وشعر المصريون بتلك الهزة في تمام الساعة الحادية عشرة و23 دقيقة صباح الثلاثاء بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر.
الهزة الصغيرة التي أعادت لأحمد تلك الذكريات، كانت قائمة على مواقع التواصل الاجتماعي. تساءل كثيرون عن شعور آخرين بتلك الهزة، فيما راح البعض يتذكر ما حدث في زلزال عام 1992، ويسأل حول الذكريات. وكان ذلك واضحاً بشكل كبير على موقع التغريدات "تويتر".
يتعجب ناصر بكري عبر تغريدة على "تويتر": "أيعقل أن يقع زلزال آخر في ذكرى زلزال 1992؟"، فيما كان آخرون ينشرون صورا لزلزال 1992، متذكرين بعض تفاصيله، ويتمنون ألا تقع كارثة أخرى مشابهة.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية" قال جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن "هزة اليوم لم تكن مؤثرة، ولم تحدث أي ضرر، وشهدت جزيرة كريت عدة زلازل مؤخرا".