بناءً على فتوى مفتي الإخوان هل نعذر من فجَّر نفسه عند المسجد النبوي ومن فجَّر نفسه في مسجد الإمام الصادق
لم يكن يتوقع أحد تلك المعايدة التي قدمها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، والتي قلبت الكثير من الموازين وأربكت الحسابات بكل المقاييس فتعالوا نرى سر تلك التغريدة.
غرد سمو الشيخ عبدالله بن زايد بـ " هل تذكرون تحريم الشيخ الجليل ابن باز رحمه الله للعمليات الانتحارية؟ هل تذكرون مفتي الإخوان القرضاوي عندما حرَّض عليها؟
تساؤل احتاج من أصحاب العقول التفكر والتدبر فيما آلت إليه أوضاع وطننا العربي والإسلامي من دمار وخراب جراء منبر الفتنة الذي اعتلاه "مفتي الإخوان" الذي اقترنت صورته وهو يخطب في الناس قائلًا: "ثوروا، اخرجوا"، وفتواه التي لازالت موجودة على موقع اليوتيوب التي أجاز فيها تفجير المرء لنفسه، وما زاد تلك الفتوى سوءًا أنه قرن فتواه برغبة الجماعة، فهي من تحدد له كيف؟ وأين؟ ولِمَ يفجر نفسه؟ ففي فتواه قال: "إذا رأت الجماعة أن يفجر نفسه عليه أن يسلم نفسه للجماعة" عجبي !
مما أفتى به مفتي الإخوان تبادر إلى ذهني أن الشخص صار ألعوبة أو شيئًا يباع ويشترى؛ إذ كيف بالشخص يسلم نفسه للجماعة إن اختارته لتفجير نفسه، فهل هو سر البيعة التي ينكرها الإخوان؟ ربما !
بناءً على فتوى مفتي الإخوان هل نعذر من فجَّر نفسه عند المسجد النبوي ومن فجَّر نفسه في مسجد الإمام الصادق بالكويت، ومن فجَّر نفسه في مسجد العمران بالقطيف؛ لأن الجماعة أرادت ذلك؟!
قطيع الإخوان الذي دافع عن مفتيهم حاولوا الاستدلال بفتاوى أجازت للمسلم الانغماس في الكفار وإن علم أن في ذلك مقتله، ونتساءل وهل أصبحنا كفارًا ليصبح التفجير بجانب قبر النبي ﷺ في الحرم النبوي جائزًا؟ وهل أصبحنا كفارًا حتى يجاز للمنتمين للجماعات المتطرفة تفجير الأسواق والمستشفيات لأن الجماعة أرادت ذلك؟
مما تابعناه من ردود لم يجرؤ مفتي الإخوان على إنكار فتواه الموجودة والموثقة في اليوتيوب، لكنه حاول على استحياء عدم الإقرار بوجودها، وانبرى قطيعه للدفاع عنه باستدلالات خاطئة لا تشفع لمفتيهم، ولن تعتق رقبته من ذنب الدماء التي أريقت ودموع الثكالى والأرامل واليتامى.
ختامًا إن كان لمفتي الإخوان كلمة مسموعة لدى أتباعه فهل سجلوا أسماءهم في قائمة الانتحاريين القادمين؟ أم أن فتوى مفتيهم لا يجوز العمل بها إلا لمن هو خارج الجماعة؟
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة