اختتام فعاليات "القمة الثقافية" في دورتها الثانية بأبوظبي
القمة ناقشت الأفكار والمبادرات التي سيتم تبنيها لمعالجة بعض أبرز التحديات العالمية الملحّة في جميع أنحاء العالم من خلال قوة الثقافة.
اختتمت فعاليات "القمة الثقافية" بأبوظبي، الخميس، بجلسة مناقشات ختامية استعرضت حصيلة الموضوعات والمفاهيم والإجراءات التي تداولها المشاركون على مدار أيام القمة، بحضور نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة رئيسة اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية.
جاءت الجلسة الختامية للقمة تحت عنوان "الاحتفاء بثمار مبادرات التعاون غير المتوقعة"، وناقشت القمة الأفكار والمبادرات المنبثقة عن هذا الحدث، والتي سيتم تبنيها لمعالجة بعض أبرز التحديات العالمية الملحّة في جميع أنحاء العالم من خلال قوة الثقافة.
وقالت نورة الكعبي: "نحن نرحب بكل المقترحات المعمقة التي أفادنا بها الضيوف والمشاركون في القمة طوال الأيام الماضية، حيث نجحت أبوظبي مرة أخرى في جمع قادة العالم لتوجيه رسالة واحدة بأنه لم يفت الوقت بعد على اتخاذ خطوات فعالة لإعادة تعريف دور الثقافة في عالمنا".
وأضافت "سنواصل مساعينا في استخدام قوة الثقافة لإحداث تغييرات إيجابية وبناء الجسور بين الأمم والعقول، لقد سلكت أبوظبي هذا الدرب مع "المغفور له" الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد، ويقع على عاتق الجيل الشاب في هذا البلد حمل تلك الرسالة ونشرها".
وشهدت أبرز جلسات اليوم المنعقدة تحت عنوان "النتائج والخطوات التالية للقمة الثقافية" مشاركة أعضاء اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية، محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وسيف سعيد غباش، مدير عام دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وديفيد روثكوبف، الرئيس التنفيذي لمجموعة "روثكوبف"، وكارلا ديرليكوف كاناليس، الرئيس التنفيذي لشركة "تي سي بي فينتشرز"، حيث قدموا عرضاً عاماً عن المخرجات الأساسية للقمة الثقافية.
وركز أعضاء اللجنة على ما يمكن أن يحققه الأفراد والمؤسسات حول العالم لعقد شراكات جديدة من شأنها معالجة القضايا الملحة التي تداولتها القمة، وتبع الجلسة عرض أداء منفرد لعازف الكمان العالمي غيدون كريم.
وقال محمد خليفة المبارك، عضو اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية ورئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، إن القمة الثقافية هي حركة ثقافية مستمرة وهي إحدى المبادرات التي تقدمها دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، للحفاظ على استدامة التبادل الثقافي المؤثر وتعزيز مفهوم التسامح كأسلوب حياة، فقد شكلت النقاشات أثناء القمة الثقافية إضافة لأسس العمل في الدائرة.
وأضاف "اتضح من النقاشات أن التعليم هو الأداة التي علينا استخدامها لتوظيف هذا الفهم في المستقبل، خاصة أن الطلبة يتفاعلون مع المواد الثقافية في مناهجهم التعليمية بشكل إيجابي، ولذلك تتوجه أبوظبي إلى التركيز على الثقافة، من خلال المناهج التعليمية للأجيال الشابة.
من جهته، أوضح سيف سعيد غباش، عضو اللجنة التوجيهية للقمة الثقافية ومدير عام دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أن "القمة الثقافية" أصبحت في دورتها الثانية منصة فريدة لرواد الثقافة في العالم تقدم حلولًا عبر النقاشات الواسعة التي تناولت موضوعات معاصرة مُلّحة مثل دعم الفنانين وتأثير الإعلام والقدرة على قياس التأثيرات والحفاظ على التراث والثقافة والتكنولوجيا وغيرها.
وأشار غباش إلى بعض المبادرات التي تعمل عليها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في نفس هذا السياق، حيث تم مؤخراً إطلاق منصة "ثقافة أبوظبي" الإلكترونية، وهي تضم محتوى ثقافياً غنياً طوره متخصصون وباحثون وتتميز بالتفاعلية من اتجاهين من حيث إنتاج المحتوى واستقبال المحتوى.
وأضاف "كما تعمل الدائرة على المزج ما بين الثقافة والسياحة لخدمة القطاعين وليس فقط الترويج السياحي، حيث تطبق ذلك في مختلف مشاريعها بتوظيف الإمكانات في كلا القطاعين، بالإضافة إلى ذلك نعمل خلال "عام زايد" على تكريس قيم الوالد المؤسس في حياتنا اليومية".
وبدوره، علّق ديفيد روثكوبف قائلاً "القمة الثقافية حققت في عامها الثاني وبفضل القادة والفاعلين من 90 دولة أشياء مهمة وغير اعتيادية، فقد استطاعت أن تجعل من قطاع الفنون جزءاً رئيسياً من النقاش الجدي الهادف إلى مجابهة التحديات العالمية في وقنا الراهن".
وعلقت كارلا كاناليس قائلة: "إن القمة الثقافية هذا العام أثبتت أنه لا مكان للمستحيل حين تجتمع العقول النيّرة للتعاون معاً، عمل برنامج "مختبر الفنانين" في القمة على تخطي الحواجز لتحقيق تعاون بين قطاعات غير متوقعة".
وأضافت "لقد رسخت القمة هذا العام بدون شك مفهوم "إمكانات غير محدودة" عبر التركيز على دمج الفنون في المناهج التعليمية إلى جانب مجموعة من المعارض وعروض الأداء، ومنها عرضا الموسيقيتين كليمنس ساينيترز وماجدة جيانيكو".
وانعقدت الجلسة الافتتاحية لليوم الأخير من القمة بعنوان "وضع جدول أعمال للمجتمعات الثقافية والإعلامية العالمية" برئاسة الشريك المنظم للقمة الثقافية ديفيد روثكوبف، حيث تحاور المشاركون حول الاحتمالات المتزايدة أمام العاملين في مجالي الإعلام والفنون لتوظيف الفرص العالمية القائمة، بهدف تمكين مجتمعاتهم والحفاظ على ثقافتهم وبث روح الإلهام في أعمالهم الفنية.
وشارك في مناقشة الخطوات العملية لتحديد هذه الاحتمالات كل من محمد العتيبة مؤسس "سنديكيشن بيورو" وبول دوجاردين الرئيس التنفيذي والمدير الفني لمركز الفنون الجميلة في بروكسل "بوزار" وكريستين إين، المدير الفني لبينالي الدار البيضاء الدولي 2018.
وبعد ذلك انعقدت جلسة خاصة ببرنامج "مختبر الفنانين" استعرض فيها نخبة من الفنانين المشاركين في المختبر حصيلة مداولاتهم، وقدموا خمسة مشاريع مقترحة للنقاشات التي أدارها ما يزيد على 50 فناناً من جميع أنحاء العالم طوال فترة انعقاد القمة الثقافية، بهدف تعريف مبادرات التعاون الإبداعية الجديدة.
وأعقب الجلسة عروض أداء مشتركة بين الموسيقيين آدي سوبارمان وكليمنس ساينيترز وبين الملحنة مولي جويس والفنانة الأدائية والشاعرة جاكلين سوسكين.
وأقيمت جلسة ختامية احتفاءً بالموضوع الرئيسي للقمة "إمكانات غير محدودة"، حيث شهدت هذه الجلسة عرض أداء ختامي مميز قدمته عازفة البيانو ماجدة جيانيكو وعازفو بيت العود أبوظبي مع كريستوف بيبي أوير.
aXA6IDMuMTQ1LjM5LjE3NiA= جزيرة ام اند امز