حوداث المرور تقتل 27 جزائريا في يومين
الجزائر تحافظ على صدارة الدول العربية والثالثة عالميا في حوادث المرور.
ما زالت آلة "إرهاب الطرقات" تحصد المزيد من الأرواح في الجزائر التي أصبحت شبه يومية، وجعلت الجزائر تحافظ على صدارة الدول العربية والثالثة عالميا في حوادث المرور.
حيث لقي 27 جزائريا حتفهم وجرح أكثر من 60 شخصا في حوادث متفرقة في ظرف اليومين الأخيرين فقط.
فأمس الأحد، لقي 11 شخصا مصرعهم وأصيب 22 آخرون في عدد من الحوداث التي جرت في يوم واحد، كانت أثقلها الحصيلة المسجلة في مدينة عنابة (شرق الجزائر)، حيث توفي 3 أشخاص وجرح 3 آخرون، نتيجة اصطدام 4 مركبات خفيفة ببعضها.
والسبت، تسببت حوادث المرور في عدد من طرقات الجزائر، في مقتل 16 شخصا وإصابة 41، كانت لمدينة البويرة (شرق الجزائر العاصمة) الحصيلة الأكبر، بوفاة شخصين وجرح 5 آخرين.
وخلال الأسبوع الأول من الشهر الحالي، سجلت مصالح الحماية المدنية الجزائرية مقتل 42 شخصا وإصابة 1988 آخرين في 1514 حادث مرور سجلتها عبر مناطق مختلفة من البلاد، كانت فيها مدينة بجاية (شرق الجزائر العاصمة) الأكثر دموية، بوفاة 6 أشخاص وجرح 99 آخرين في 63 حادث مرور.
وككل عام، يسجل شهر رمضان الكريم أثقل حصيلة؛ حيث تسببت حوادث المرور في الأيام الـ10 الأوائل في مقتل 74 شخصا وإصابة 453 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وأدركت مصالح الحماية المدينة أن غالبية حوادث المرور سجلت خلال الساعتين الأخيرتين قبل أذان المغرب بسبب الإفراط في السرعة ومخالفة السائقين قوانين المرور.
ولم تكد مصالح الدرك الوطني تعلن عن حصيلة حوادث المرور حتى تم تسجيل المزيد من الحوادث والأرواح، ففي آخر حصيلة لمصالح الدرك الجزائري، فقد قتل 1351 شخصا خلال الأشهر الستة من هذه السنة مقابل 1559 في الفترة نفسها من سنة 2016 بانخفاض قدر بـ13.34%.
في حين بلغ عدد الجرحى في 6 أشهر 8701 مقابل 12132 العام الماضي، كما تم تسجيل 12358 حادث مرور في الفترة نفسها.
بيان الدرك الجزائري، لخص أسباب حوادث المرور في السرعة المفرطة بأكثر من 36%، والتجاوز الخطر بـ12%، والمناورة الخطرة وعدم احترام ألواح الإشارات ولامبالاة المارة بأكثر من 7% لكل سبب من هذه الأسباب.
غير أن أسباب حوادث المرور في الجنوب الجزائري تختلف عن الشمال، حيث كشفت تقارير الحماية المدنية والدرك الوطني في الجنوب، أن 48% من حوادث المرور سببها زحف الرمال، وشاحنات الوزن الثقيل، والإرهاق بسبب رتابة الطرق، إضافة إلى التواجد الكثيف للجمال البرية التي تنتشر بشكل كبير في بعض المناطق الصحرواية الجزائرية.
من جانب آخر، تقدر مصالح الدرك الوطني الجزائرية حوادث دهس البشر في المرتبة الأولى، ثم اصطدام السيارات ومختلف المركبات فيما بينها تليها تأثير السكر والطيش والتهور والاستخفاف بحياة الآخرين في المرتبة الثالثة.
في السياق ذاته، ذكر المركز الوطني للوقاية والأمن عبر الطرقات في الجزائر أن 96% من حوادث المرور المسجلة خلال الأشهر الستة من هذه السنة "ناجمة عن العامل البشري".
وأضاف المركز "أن العامل البشري وراء 11861 حادث مرور من أصل 12358 مسجل، ما نسبته 95.98%، متبوعا بحالة المركبات بـ 2.36 %ن وحالة الطرقات والأحوال الجوية بـ1.66%.
وفي حديث مع بوابة "العين" الإخبارية، قال منير رزق الله، مسؤول في الحماية المدنية الجزائرية، "إن أسباب حوادث المرور في الجزائر مختلفة.
مضيفا "أنه رغم الإجراءات الردعية التي تضمنها قانون المرور الجديد إلا أننا نسجل في كل مرة وبشكل شبه يومي حوادث مرور كثير منها مميتة".
وعن الأسباب قال رزق الله، "إنها كثيرة، لكن غالبيتها ناجمة عن الإفراط في السرعة وقلة تركيز السائقين والتجاوزات الخطرة، دون أن ننسى حالة كثير من الطرقات التي تتسبب في حوادث مجانية".
المسؤول في الحماية المدينة أعرب عن استغرابه "لظاهرة تتكرر بشكل مخيف وهي الحوادث الناجمة عن نوم السائقين، التي تقدرها المصالح الرسمية بأنها تشكل ثلث أسباب حوادث المرور في الجزائر".
كما دعا "إلى ضرورة المزج بين التوعية والردع، فالتوعية يجب أن تكون في وسائل الإعلام والمساجد وحتى في المدارس لكن وفق طريقة منهجية مؤثرة، أما الردع فيجب أن يلامس تسليط أقصى العقوبات على المخالفين وعدم الاكتفاء بسحب الرخص والغرامات المالية، بل يجب أن تتعدى إلى السجن لأطول مدة، مع إعادة النظر في كيفيات منح رخص السياقة، وإعادة تأهيل سنوية أو أكثر لمن يملكون رخص السياقة".
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMTM4IA== جزيرة ام اند امز