"الموت الأسود" في طبعة ثانية.. جديد "كلمة" الإماراتي
كتاب "الموت الأسود" يعرض لظاهرة الطاعون عبر التركيز على الأماكن التي عاش فيها الناس، وعملوا وواجهوا فيها الأهوال
أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي الطبعة الثانية من كتاب "الموت الأسود" للكاتب جوزيف بيرن الذي ترجمه إلى العربية عمر الأيوبي، وكانت الطبعة الأولى للكتاب صدرت في عام 2013 ضمن سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ.
تأتي الطبعة الثانية من كتاب "الموت الأسود"، بالتزامن مع مواجهة العالم فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، بهدف إتاحة الفرصة للقارئ للاطلاع على أهم الأوبئة التي واجهت المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ، وأودت بحياة الملايين من البشر خلال فترة زمنية قصيرة، ويأتي في مقدمتها وباء الطاعون أو "الموت الأسود"، الذي يعد من أخطر الأوبئة التي اجتاحت العالم وأحدثت تغييرات جذرية في نمط الحياة اليومية، وتكشفت بعد هزيمته معانٍ وقيم وأفكار وأنماط مختلفة للحياة الإنسانية.
ويعرض الكتاب لظاهرة الطاعون عبر التركيز على الأماكن التي عاش فيها الناس، وعملوا وواجهوا فيها الأهوال، في البيت، والكنيسة والمقبرة، والقرية، ومشافي الطاعون، والشوارع والطرقات، حيث لم تكن الحياة اليومية في أثناء تفشي الطاعون أو الموت الأسود، طبيعية على الإطلاق، فطوال القرون الـ3 والنصف التي شكّلت ما يعرف بالجائحة الثانية للطاعون الدبلي بين الأعوام 1348 و1722، تعرّضت أوروبا لهجمات الأوبئة المنتظمة التي بات فيها الفتك والقتل دون هوادة.
ويرى الكتاب أنه في زمن الطاعون ظهرت أعظم البطولات وأسوأ سلوك إنساني على الإطلاق، ومع ذلك استمرت الحضارة الغربية لتشهد عصر النهضة والإصلاح الديني والثورة العلمية وبداية عصر التنوير.
ويستعرض مؤلف الكتاب جوزيف بيرن مسار الجائحة الثانية، وأسباب الطاعون الدبلي وطبيعته، ويقود القارئ إلى صفوف كليات الطب التي تدرّس فيها النظريات الخاطئة بشأن الطاعون، ومهن الأطباء والصيدلانيين الذين حاولوا معالجة الضحايا من دون جدوى، إلى مبنى البلدية ومجالسها التي سعى قادتها للتوصل إلى طرق للوقاية من الطاعون ومعالجته. كما يبحث في الأدوية، والأدعية والصلوات، والأدب، والملابس الخاصة، والفنون، وممارسات الدفن، والجريمة التي تفشّت مع تفشي الوباء.
وجوزيف بيرن، أستاذ مشارك للتاريخ الأوروبي في جامعة بلمونت، ناشفيل، ولاية تنيسي، وأجرى العديد من الأبحاث ونشر الكثير من المقالات في مختلف الموضوعات، من الأضرحة الرومانية إلى العمران الأمريكي، غير أنه متخصص في إيطاليا في حقبة الموت الأسود، ومن أهم من كتبه "موسوعة الطواعين والأوبئة والجوائح" وموسوعة "الموت الأسود".