إدراج "حسم" بقوائم الإرهاب.. "مأزق حرج" لتركيا
قال خبراء مصريون إن تصنيف أمريكا حركة "حسم" الإخوانية إرهابية وضع نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مأزق وموقف حرج للغاية.
وأكدوا، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن القرار الأمريكي وجه لأنقرة اتهاما غير مباشر بأنها "دولة راعية للإرهاب" كون أبرز اسمين في القرار موجودين على أراضيها.
القرار الأمريكي يمنح مصر الحق في ملاحقة تلك العناصر الإرهابية والمطالبة بتسليمهما وخضوعهما للقضاء المصري، خاصة أن الحرب التي تخوضها ضد التنظيمات الإرهابية تكتسب الشرعية الدولية"، وفق المصادر ذاتها.
ومنتصف الشهر الجاري، أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية "حركة سواعد مصر" المعروفة اختصارًا بكلمة "حسم" التابعة لتنظيم الإخوان ضمن قوائم الإرهاب العالمية.
وشمل التصنيف أيضا شخصيتين مرتبطتين بتنظيم "حسم" هما علاء السماحي، الذي يعتقد أنه مؤسس حركة "حسم" وهو مصري الجنسية ويوجد في تركيا حاليا، وقيادي آخر في الحركة يدعى يحيى موسى ويسكن تركيا أيضا.
ويضاف هذا إلى تصنيف سابق للحركة، حيث كانت الخارجية الأمريكية أدرجت حسم ككيان إرهابي دولي "مدرج بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، في يناير 2018، لأنها تشكل خطرا كبيرا لناحية ارتكاب أعمال إرهابية".
وتشمل عملية الإدراج تجميد كل ممتلكات "حسم" وموسى والسماحي، ومصالحهم في الممتلكات الواقعة في الولايات المتحدة، أو التي تندرج ضمنها، أو التي يمتلكها أو يسيطر عليها مواطنون أمريكيون.
وذكرت واشنطن أن تصنيف التنظيم وقياداته يهدف إلى حرمانه من مصادره اللازمة لتنفيذ هجمات إرهابية.
تركيا في مأزق
اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية الأسبق، قال في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" إن تلك الخطوة "ستضع تركيا في موقف حرج للغاية ومأزق".
وأوضح: "وجود القياديين المصنفين على قوائم الإرهاب في تركيا يضعها في مأزق، باعتبار أنها تأوي إرهابيين، في وقت تحاول فيه أنقرة التقرب من الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن، بعد أن أبدى الأخير انزعاجه من السلوك التركي في المنطقة".
وكان نعمان أبوعيسى، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي، أكد في حديث سابق من واشنطن لـ"العين الإخبارية" أن بايدن سيكون أكثر صرامة في التعامل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل تغيير سياساته "التوسعية" بالمنطقة العربية، وممارساته الاستفزازية بشرق المتوسط.
وأكد أبوعيسى أن بايدن سيشارك حلفاء أمريكا في المنطقة العربية وأوروبا في تشكيل حلف متماسك ضد التوسع الروسي والتركي في منطقة الشرق الأوسط.
ونبه عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي بأن الرئيس دونالد ترامب أجل العقوبات الأمريكية على نظام أردوغان لبعض الوقت، لكنه قرر فرضها في الأسابيع الأخيرة من حكمه؛ لأن تركيا تهدد الأمن القومي بتعاملاتها مع روسيا.
استمرار دعم الإرهاب
ودعا اللواء سمير فرج تركيا إلى تسليم العنصريين الإرهابيين لمصر، أو على الأقل طردهما من أراضيها، ومنعهم من التخطيط للقيام بأي عمل إرهابي من أنقرة ضد القاهرة.
وشدد الخبير الاستراتيجي المصري على أن "استمرار وجود تلك العناصر الإرهابية على الأراضي التركية يعني استمرار دعم أنقرة للإرهاب في المنطقة".
كما أبرز "فرج" أن القرار الأمريكي جاء في مصلحة مصر التي ستستفيد بلا شك من إدراج حركة حسم الإرهابية على قوائم الإرهاب الأمريكية.
وأكد أن القرار يدعم الموقف المصري ويدفع جهود القاهرة في مكافحة الإرهاب، فحين تصنف أمريكا هؤلاء بأنهم إرهابيون تعطي قوة وثقة للتحركات المصرية، وتؤكد أنها لا تتجنى على هذه العناصر.
"ويشير القرار الأمريكي إلى أن واشنطن أيقنت أن حركة حسم هي الذراع العسكرية لجماعة الإخوان"، وفقا لـ"فرج"، الذي أعرب عن أمله أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتصنيف أمريكا للإخوان كجماعة إرهابية، خاصة أنها ما زالت مترددة في تصنيفها.
تسليم الإرهابيين لمصر
من جهته، قال العميد خالد عكاشة، رئيس المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن القرار الأمريكي أدخل تركيا في وضع حرج للغاية؛ لأن هذا القرار وجه لها اتهاما غير مباشر بأنها دولة راعية للإرهاب، وتفتح أذرعها وأراضيها لإرهابيين مسجلين مدانين في قضايا إرهابية كثيرة.
ونبه عكاشة، في تصريحات متلفزة، بأن "إقامة قياديي حسم يحيى موسى وعلاء السماحي في تركيا، يعطي لمصر الحق مرة أخرى في المطالبة بتسليمهما وخضوعهما للقضاء المصري، خاصة أن الحرب التي تخوضها ضد التنظيمات الإرهابية ذات شرعية دولية".
تجفيف منابع الإرهاب
ونوه بأن مصر ستستفيد من إدراج حركة حسم الإرهابية على قوائم الإرهاب الأمريكية، حيث سيمنح هذا التصنيف لمصر كافة الصلاحيات من أجل ملاحقة ومتابعة أفراد التنظيم في كل مكان في العالم.
كما أكد عكاشة أن القاهرة ستستفيد من القرار الأخير للإدارة الأمريكية فيما يتعلق بتجفيف منابع تمويل هذه الجماعات الإرهابية.
وتابع: "بموجب القرار الأمريكي لن يستطيع القياديان يحيى موسى وعلاء السماحي التعامل مع أي بنك على مستوى العالم، حتى البنوك التركية".
ومع مرور الوقت، يضيق الخناق على نظام الرئيس التركي مع دوران ماكينة العقوبات الدولية ضده.
فبعد أن قرر قادة الاتحاد الأوروبي معاقبة أنقرة على تصرفاتها "العدوانية" في شرق المتوسط، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية مؤخرا فرض عقوبات على هيئة الصناعات الدفاعية التركية.
aXA6IDE4LjExNi40MC41MyA= جزيرة ام اند امز