خبراء: "الفقر" وقود مظاهرات إيران.. و"الملالي" يحتمون بالقمع
خبراء يؤكدون أن الحراك الشعبي الإيراني الراهن يختلف عن "الثورة الخضراء"، ويستند إلى تدني الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة
يتوسع الحراك الشعبي ضد نظام الملالي في إيران، بعد أن بدأ في مدينة مشهد التاريخية، ليمتد إلى العديد من المدن الإيرانية، من بينها العاصمة طهران.
الحراك الشعبي الإيراني يستند إلى تدني الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة، وهو ما نتج عنه وقوع 40% من الإيرانيين تحت خط الفقر، وهنا جاء الانفجار أمراً محتوماً وهو قابل للتوسع وفق ما تظهره تطورات الأيام الستة الماضية.
- إيرانيو المهجر والاحتجاجات.. ترقب وأمل في نهاية الطغيان
- أعمار 90% من معتقلي مظاهرات إيران أقل من 25 عاما
خبراء متخصصون في الشأن الإيراني، حذروا من استخدام نظام الملالي للعنف والقمع لمواجهة هذه الاحتجاجات، التي تشكل تهديداً حقيقياً لهذا النظام.
عماد قميحة الكاتب المتخصص في الشأن الإيراني، قال لـ"بوابة العين" الإخبارية، إن الاحتجاجات ليست مجرد ردّة فعل سريعة على تردي الأوضاع الاقتصادية، لكنها تعبر عن أزمة عميقة وفشل نظام الملالي على المستويات كافة، مؤكداً أنه في حالة استطاع النظام إجهاض هذا الحراك، ستظل تداعياته قائمة، لا سيما فيما يتعلق بكسر حاجز الخوف، وانهيار قدسية الملالي.
وشدد قميحة على أن الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن نتائج الانتفاضة الإيرانية، لافتاً إلى أن الاحتجاجات الراهنة تختلف عن أحداث "الثورة الخضراء"، التي انطلقت لأسباب سياسية وانتخابية، فأسباب الحراك الشعبي الراهن اقتصادية خالصة، بعد أن تفشى الفقر والبطالة، وفشل النظام بتلبية الحد الأدنى من احتياجات الإيرانيين.
وتوقع الكاتب المتخصص في الشأن الإيراني، أن يلجأ النظام إلى "أبشع أساليب القمع والتنكيل والقتل، وقد بدأت إرهاصاته في تزايد أعداد القتلى والمعتقلين التي تعلن عنها السلطة"، متوقعاً أن يؤثر هذا الحراك على أنشطة إيران الإرهابية في الخارج، لا سيما فيما يتعلق بدعم مليشيات حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن.
الكاتب والمحلل السياسي سامي نادر، أكد رمزية التحركات التي بدأت من الأطراف وانتقلت إلى العاصمة، فضلاً عن عفويتها ودعم وجود قيادات تحركها، وهو ما يزيد من صعوبة قمعها.
وقال نادر في حديث خاص لـ"بوابة العين" الإخبارية إن "التظاهرات طالت مدناً لها قيمة رمزية مثل "قم"، ونادت بشعارات سياسية ووجهت لأول مرة انتقادات لاذعة لمرشد إيران".
ولفت المحلل السياسي إلى أن الشعارات هذه المرة انتقدت سياسة التدخل الإيراني في شؤون الدول الأخرى، التي كلفت ميزانية إيران أموالاً طائلة في ظل الفقر المتفشي في البلاد.
وكانت مواقع إيرانية معارضة نشرت فيديو لزعيم حزب الله الإرهابي حسن نصر الله، قال فيه إن ميزانية الحزب بكاملها من إيران، وبحسب نادر فإن الاعتراضات ليست موجهة فقط ضد المحافظين، بل ضد الإصلاحيين أيضاً الذي يمثلهم الرئيس حسن روحاني، فالقاعدة التي صوتت لروحاني انقلبت عليه، بعد أن خذلها وانحاز إلى المحافظين، واختتم حديثه قائلاً "الجميع في خدمة مرشد إيران".