4 دوافع لارتكاب جرائم الكراهية.. ما هي؟
جرائم الكراهية رغم اختلافها إلا أن دافعها قد يكون واحدًا.. فمن يرتكبها؟ وما هي أسبابه؟
ماذا كان دافع الرجل الذي قتل اثنين على قطار بورتلاند في أمريكا بعد صياحه بإهانات ضد المسلمين؟ وما الأفكار التي حرضت مراهقا إسرائيليا متهما بتهديد العشرات من المراكز اليهودية في الولايات المتحدة، ما أثار حالة من الفوضى وتسببً في ترويع آباء الأطفال الصغار؟
في تقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، قالت: نحن ندعوها "جرائم كراهية"، وكأن الدافع هو نفسه وراء كل واحدة من تلك الحوادث المختلفة، لكن يقول خبراء إن هذا المصطلح عفا عليه الزمن وإنه غير دقيق.
وذكرت الشبكة الأمريكية أنه في عام 1993، قام جاك مكديفيت وجاك ليفين، عالما اجتماع، بدراسة 169 ملفا من قضايا جرائم الكراهية بقسم شرطة بوسطن، ووجدا أن هناك أربعة أنواع رئيسية لجرائم الكراهية، وهي كالتالي:
1- البحث عن الإثارة
هذا النوع من جرائم الكراهية عادة ما يكون بدافع صبياني باحث عن الإثارة والدراما، ويقول خبراء إنه غالبًا لا يكون هناك سبب حقيقي لتلك الجرائم؛ فهم يرتكبونها بغرض التشويق الناتج عنها، أما عن الضحايا فهم معرضون لذلك ببساطة بسبب نوعهم، أو جنسهم، أو عرقهم، أو بسبب اختلاف خلفيتهم الدينية عن مهاجميهم.
قد يكون المهاجمين صغارًا لكنهم خطيرون، وفي دراسة مكديفيت، ظهر أن 70% من "جرائم التشويق" كانت اعتداءات، من بينها الضرب المبرح الذي أدى إلى وضع الضحايا في المستشفى.
2- الدفاع
هنا يرى المهاجمون أنفسهم كمدافعين عن الحي الذين يعيشون فيه أو مكان عملهم أو دينهم أو بلدهم.
على عكس الباحثين عن التشويق الذين يقتحمون أحياء أخرى ويهاجمون دون تحذير؛ المدافعون يستهدفون ضحايا بعينهم، وفي كثير من الأحيان يكون الدافع حدثا بعينه، مثل عائلة مسلمة أو سوداء انتقلت إلى حي جديد.
3- الانتقام (الثأر)
عادة ما يكون هذا النوع من الجرائم بدافع الانتقام، سواء كان ردًا على إهانات شخصية أو جرائم كراهية أخرى أو إرهاب.
ويستهدف "المنتقمون"، الذين عادة ما يعملون بمفردهم، أعضاء الجماعات العرقية أو الإثنية أو الدينية الذين يعتقدون أنهم ارتكبوا الجريمة الأصلية، حتى لو لم يفعل الضحايا أي شيء؛ حيث إنهم يهتمون فقط بالانتقام، وسيسافرون إلى مناطق الضحايا لتنفيذ ذلك.
تزايد هذا النوع من هجمات "العين بالعين" بعد أعمال إرهاب، تلك الأفعال المريرة التي غالبا ما تستهدف الأمريكيين المسلمين.. وعلى سبيل المثال، بعد هجمات 11 سبتمبر ارتفعت جرائم الكراهية ضد العرب والمسلمين بنسبة 1.600%، وحدثت زيادة مشابهة بعد هجمات باريس في 2015.
4- مجرمو المهمة
هذا النوع من جرائم الكراهية يعتبر الأكثر دموية وندرة، ويرتكبه الناس الذين يعتبرون أنفسهم "الصليبيين"، ويكون ذلك غالبًا لسبب عنصري أو ديني، ومهمتهم حرب كاملة ضد أعضاء من عرق تنافسي أو ديني، وعادة ما يكونون مرتبطين بجماعات تشاركهم وجهات النظر العنصرية.
ويكتب مجرمو المهمات بيانات طويلة توضح معتقداتهم، ويزورون المواقع المتعمقة في خطابات الكراهية ورموز العنف، ويسافرون لاستهداف المواقع ذات الأهمية الرمزية، وذلك بينما يسعون إلى تعظيم المذبحة.
ماذا يمكن فعله؟
بالنسبة للمجتمعات والسياسيين فإن من الهام إصدار إدانات واضحة لجرائم الكراهية، وقال مكديفيت إنه عندما أجرى لقاءات مع عدد من الضحايا أرادوا 3 أشياء:
1- بيان من السلطات يدين الجريمة والمعتقدات التي كانت مصدر الإلهام.
2- أن يتعامل مسؤولو القانون مع الجريمة وواجبهم بجدية.
3- أن توضح المجتمعات أنها لا تشترك في أي عداءات كانت دافعًا لجرائم الكراهية.
وبكلمات أخرى، خلف كل جريمة كراهية رسالة، هي: أنت ليس مرحبًا بك هنا، وخلف كل مجتمع قوي رسالة أخرى، هي: نعم، أنت مرحب بك.