استثمارات واعدة للإمارات بالطاقة النظيفة.. "براكة" نموذجا
تسعى دولة الإمارات لتعزيز ريادتها في التحول لمصادر الطاقة النظيفة والمتجددة، ويبلغ صافي استثماراتها بهذا القطاع 40 مليار دولار.
في وقت رصدت فيه دولة الإمارات نحو 160 مليار دولار للغرض ذاته (مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة) خلال العقود الثلاثة المقبلة، مع الالتزام بمبادرة الحياد الكربوني، ومخرجات مؤتمر المناخ الذي عقد في الأمم المتحدة أخيراً، وفقا لتصريحات حكومية.
وبحسب وزارة المالية الإماراتية، سنستمر في تنفيذ جوانب أجندة الاستدامة، بشكل جماعي مع الوزارات والهيئات العامة الشريكة في الدولة على تقييم مدى ملاءمتها لتحقيق الالتزامات التي تم الإعلان عنها".
ووفق بيانات وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات فإن أنشطة الطاقة النظيفة المتجددة على رأس القطاعات الاستثمارية الواعدة لجذب الاستثمار وتدفقات رؤوس الأموال إلى الاقتصاد الوطني، حيث تعد دولة الإمارات الدولة الأسرع عالمياً وفق المؤشرات الرسمية في التحول نحو طاقة المستقبل، لا سيما على صعيد الطاقة المتجددة.
- عويضة المرر: الإمارات تنتج 70% من الطاقة النظيفة بالمنطقة
- "اتحاد 7".. الإمارات تطلق مبادرة لتوليد الطاقة النظيفة في أفريقيا
وحددت عدداً من القطاعات الاستثمارية المرتبطة والقائمة على الطاقة المتجددة، مثل التشييد والنقل والصناعة، إلى جانب الفرص لتدوير رؤوس الأموال والاستثمارات التي ترسيها مشاريع الطاقة الشمسية، وتحويل النفايات إلى طاقة، وطاقة الرياح ومشاريع تحلية ومعالجة المياه.
وتتطلع دولة الإمارات من خلال رؤيتها لطاقة المستقبل إلى مشاركتها بجهود ملحوظة عالمياً لمكافحة التأثيرات السلبية في المناخ، إذ تتبنى من خلال حزمة مشاريعها المتطورة تخفيض نحو 36 مليون طن متري من البصمة الكربونية حتى نهاية العقد الجاري، فيما جعلتها المشاريع التي دخلت التشغيل تقلص بشكل واضح من انعكاسات استخدامات الطاقة الأحفورية، لتصنف ضمن الأفضل نسبياً في جودة الهواء وفق مؤشرات مختصة مثل worldpopulationreview، مقارنة بعدد من الدول الإقليمية حتى نهاية عام 2021.
تطبق دولة الإمارات رؤية استشرافية في التحول إلى الطاقة الخضراء المستدامة وعبر حزمة من المبادرات والمشاريع خلال العقود الثلاثة المقبلة، متضمنة كل مصادر الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية والرياح والوقود الحيوي، إلى جانب مشروع الطاقة النووية، في الوقت الذي تتبنى خططاً طموحة نحو استخلاص الطاقة من النفايات والتحول الجاد في الاستخدام المستقبلي للهيدروجين كأحد مصادر الطاقة، بما يجعل أنشطة الطاقة الخضراء على أولوية أجندة الدولة سواء لإطلاق الاستثمارات أو لجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
ووفق دراسات مختصة تعد دولة الإمارات لاعباً رئيسياً على صعيد الطاقة النظيفة بالمنطقة، إذ تنتج حالياً نحو 70% من الطاقة النظيفة بالسوق الخليجي مع فوارق تنافسية كبيرة في حجم الاستثمارات، إذ يبلغ حجم الاستثمارات المخططة ما يناهز 3 أضعاف حجم الاستثمارات المخططة مقارنة ببعض الأسواق كالسوق السعودي، الذي يبلغ حجم استثماراته في الطاقة المتجددة نحو 16 مليار دولار حتى نهاية العقد الجاري.
ووضعت دولة الإمارات رؤية لخفض أكثر من 70% من بصمتها الكربونية على مدى العقود الثلاثة المقبلة عبر حزمة من المشاريع السباقة في تعزيز جهود الحفاظ على البيئة وخفض البصمة الكربونية عالمياً.
الطاقة النووية
ويعد قطاع الطاقة النووية اللاعب الأكبر في تعزيز سياسة الطاقة النظيفة، إذ ترتكز الحصة الأكبر من الإنفاق على مشاريع الطاقة النظيفة في دولة الإمارات بمشروع محطة "براكة" النووي الرائد لتوليد الطاقة السلمية، الذي تتجاوز استثماراته 24.4 مليار دولار (قرابة 90 مليار درهم).
وحققت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية إنجازاً جديداً في إطار تطوير محطات براكة للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، تمثل في بدء التشغيل التجاري للمحطة الثانية في براكة، لتنضم إلى المحطة الأولى التي بدأت التشغيل التجاري في أبريل 2021، ولتضاعف بذلك من قدرة المحطات على إنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة، إلى جانب مضاعفة قدرتها على الحد من الانبعاثات الكربونية والمساهمة في ضمان المستقبل المستدام للأجيال القادمة.
ويشير التشغيل التجاري لثاني محطات براكة للطاقة النووية السلمية إلى الوصول بالطاقة المنتجة من المشروع إلى 2800 ميجاوات ويحد من الانبعاثات الكربونية بأكثر من 11 مليون طن ما يعزز مكانة الإمارات الرائدة عالميا في قطاع الطاقة الصديقة للبيئة.
مشاريع كهروضوئية
في الوقت ذاته بلغت قيمة الاستثمارات المخططة في حزمة مشاريع الطاقة الكهروضوئية نحو 60 مليار درهم، إذ تبلغ حصة مشاريع هذا القطاع في أبوظبي 10 مليارات درهم موزعة بين المحطات الأربع للطاقة الشمسية.
وهي محطة مصدر العاملة لتوليد الكهرباء باستخدام الألواح الكهروضوئية، وصنفت عند تشغيلها بالأضخم من نوعها في منطقة الشرق الأوسط بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 17.5 ألف ميغاواط من الطاقة النظيفة سنوياً، تلاها بعد ذلك مشاريع أضخم تمثلت في "نور" التي تزيل مليون طن متري من انبعاثات الكربون، ومحطة "شمس 1" التي تزيل نحو 175 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، فيما ستصبح محطة "الظفرة"، أكبر مشروع لتوليد الطاقة الكهروضوئية في العالم، والتي ستسهم بدورها عند تشغيلها الكامل في تقليص أكثر من 2.4 مليون طن متري من الانبعاثات الضارة.
وتتبنى أبوظبي أيضاً خططاً مماثلة لتطويع الطاقة الطاقة النظيفة المولدة وتعزيز استخدامها في أنشطة استراتيجية عبر لائحة مشاريع، بمقدمتها محطة الطويلة لتحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية وتقنيات التناضح العكسي، التي تعد بدورها الأكبر أيضاً عالمياً من حيث الكلفة بما يتجاوز 3 مليارات درهم.
وخصصت إمارة دبي من خلال الرؤية المستقبلية إجمالي استثمارات في مجال الطاقة الشمسية تصل إلى 50 مليار درهم في مشروعها الرئيسي مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، الذي سيسهم في خفض البصمة الكربونية بنحو 6.5 مليون طن من الانبعاثات تقريباً.
ستخفض محطة تحويل النفايات التي تطورها "مصدر" من حجم انبعاثات تبلغ 450 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً، عن طريق معالجة ما يقرب من 300 ألف طن سنوياً من النفايات، في الوقت الذي ستخفض فيه محطات يُجرى تطويرها من قبل شركة مياه وكهرباء الإمارات لتوليد الطاقة من النفايات نحو 2.5 مليون طن متري من البصمة الكربونية للإمارات عند اكتمال التشغيل.
aXA6IDMuMTQ0LjEwNi4yMDcg
جزيرة ام اند امز