روبرت دي نيرو هذا العملاق تراجعت أدواره وقيمتها منذ بداية الألفية الثانية لهذا السبب.
روبرت دي نيرو.. هذا الممثل العملاق الحاصل على جائزة الأوسكار مرتين في حياته الفنية، والذي يعد من أهم ممثلي جيله، ذلك الجيل الذي يرز في السبعينيات من القرن الماضي. دخل دي نيرو تاريخ السينما من أوسع أبوابه مع (سائق التاكسي 1976) للمخرج مارتين سكورسيزي، لتبدأ الأضواء في تتبع هذين الأمريكيين أبناء المهاجرين الإيطاليين، ليلمعا سويًا من بعد فوز فيلمهما بسعفة كان. ولا ينسى محبو السينما "دون كورليوني" في شبابه، هذا الدور الذي لمع فيه دي نيرو من خلال فيلم الأب الروحي (الجزء الثاني 1974)، من إخراج فرانسيس فورد كوبلا، هذا الدور الذي حصل عنه على أوسكار أحسن ممثل مساعد، لتكون شخصية زعيم المافيا (دي كورليوني) في سلسة أفلام (الأب الروحي)، هي الشخصية التي حصلت على الأوسكار مرتين؛ مرة حاز عليها "مارلون براندو" عام 1972، ومرة حصل عليها دي نيرو كأحسن ممثل مساعد في عام 1974. الغريب أن دي نيرو قد بدأ حياته عام 1965 من خلال فيلم فرنسي تم تصويره في نيويورك، من إخراج مارسيل كارنيه.
جاء الأوسكار الثاني الذي حصل عليه مع فيلم سكورسيزي (الثور الهائج 1980) والذي جسد فيه شخصية بطل العالم في الملاكمة "جوني لاموتا". مثل دي نيرو مع مخرجين إيطاليين آخرين، (سيرج ليون في حدث ذات مرة في أمريكا 1984)، ومن قبلها العظيم "برناردو بيرتولتشي" في ملحمة (1900) عام 1976، مرورًا بدوره كمجرم من نوع خاص في فيلم (لهيب 1995) أمام رجل بوليس مميز، جسد شخصيته عملاق من الجيل نفسه "آل باتشينو". وكذلك (كازينو 1995)، مع شريك عمره سكورسيزي، بل إنه حتى قدم دورًا مميزًا مع هذا الصاعد الجديد في السينما الأمريكية "كانتين ترانتينو" في (جاكي برون 1997).
لكن هذا العملاق تراجعت أدوراه وقيمتها منذ بداية الألفية الثانية مع أفلام مثل (15 Minutes)، و(Showtime)، و((Stardust، وغيرها من الأدوار. وقد قام "جيمس تشابمن"، مصمم الجرافيك الشهير بعمل إنفوجراف لإحصائيات درجات النقاد الممنوحة لأفلام روبرت دي نيرو على موقع "Rotten Tomatoes" السينمائي الشهير، ليوضح خريطة تراجع أفلام دي نيرو في أعين النقاد، عبر أخذ المتوسط السنوي لتقديرات النقاد عن أفلامه، مع وضع عمره في الاعتبار.
لنكتشف أن دي نيرو، كان في المقدمة دائما لمدة 25 عاما، وأن الدرجات التي حصل عليها، كانت تقارب الدرجات النهائية في أدواره الأولى مع أفلام، مثل (الشوارع الرئيسية، وسائق التاكسي، و1900، وصائد الغزلان)، وحصل على الدرجات النهائية في آراء النقاد، مع فيلمي الأوسكار (الأب الروحي 2، والثور الهائج).
لكن الانهيار بدأ في عام 2002 بالتحديد، عندما كان يبلغ من العمر 59 عامًا، لتبدأ تقييمات النقاد لأدوراه تتراجع، وذلك مع أفلام مثل (Showtime 2002)، و2004 Shark Tale))، وهو فيلم كارتون شارك فيه دي نيرو بصوته فقط، وغيرها من الأفلام. لقد أصبحت أفلام دي نيرو تنال تقييمات من النقاد تتخطي الـ50% بصعوبة، وقد تم إرجاع ذلك لتقدمه في السن، ففي هوليوود لا يتاح حتى للعظماء من الممثلين الاختيار، وعليهم أن يقبلوا ما يقدم لهم من أعمال، فلا مكان للعجائز في هوليود. وعلى كبار السن من ممثلي هوليوود أن يحمدوا الرب على أنهم يعملون أصلًا.
aXA6IDE4LjIyNC41Mi4xMDgg جزيرة ام اند امز