2020.. سنة أعادت الرياضة العالمية لأجواء الحرب
أدت فترات الإغلاق التي شهدها عام 2020 لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد إلى اتخاذ قرارات تاريخية فيما يخص بعض المسابقات الرياضية.
على مدار العقود الماضية، ظلت البطولات الدولية الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم وكأس أمم أوروبا ودورة الألعاب الأولمبية وكوبا أمريكا بمثابة بطولات لا مساس بها، ولا إمكانية لإلغائها أو تحويلها لعام آخر، لكن هذا الوضع تغير في 2020.
منذ انطلاقها في القرن التاسع عشر، في 1896، لم تؤجل الأولمبياد إلا بسبب الحروب، في البداية الحرب العالمية الأولى ثم الحرب العالمية الثانية، التي بانتهائها لم تؤجل أي نسخة لدورة الألعاب الأولمبية فيما بعد، لكن هذا الأمر حدث في 2020.
تأجيل الأولمبياد
تقام دورة الألعاب الأولمبية بشكلها الحديث منذ 1896 بشكل منتظم كل 4 سنوات، ومنذ 124 عاماً لم يتم تأجيل الأولمبياد إلا بسبب الحروب العالمية.
وتأجلت نسخة 1916 بسبب الحرب العالمية الأولى، حيث كان مقرراً إقامتها في العاصمة الألمانية برلين، ثم سحب التنظيم من الألمان ونقل في نسخة 1920 لبلجيكا، وتحديداً أنتويرب.
المرة الثانية التي تأجلت فيها منافسات الأولمبياد كان في الفترة من 1936 إلى 1948 بسبب الحرب العالمية الثانية التي انطلقت منذ 1939 إلى 1945، مما أدى لتأجيل نسختي 1940 و1944.
وكان من المفترض إقامة النسخة الأولى في العاصمة اليابانية طوكيو، وبعدها نقلت لهلسنكي العاصمة الفنلندية، قبل أن يتم إلغاؤها، بينما كان يفترض إقامة نسخة 1944 في لندن، لكن الأولمبياد تأجل لعام 1948 وأقيم في العاصمة الإنجليزية.
منذ ذلك الحين وعلى مدار 72 عاماً، لم تؤجل دورة الألعاب الأولمبية مطلقا.
شهد شهر مارس/ آذار من العام الحالي توسع انتشار فيروس كورونا المستجد في دول عديدة حول العالم، ورغم رفض اللجنة الأولمبية الدولية فكرة التأجيل أكثر من مرة فإن اعتراض بعض الدول وتأكيدها على عدم المشاركة لو أقيمت الدورة في موعدها المحدد في 2020، جعلها ترضخ في النهاية لفكرة التأجيل.
واعترضت عدة دول منها كندا وبريطانيا العظمى وأستراليا على إقامة الألعاب الأولمبية في موعدها، وهو ما أدى بجانب عوامل أخرى لإعلان اللجنة الأولمبية الدولية في 24 مارس تأجيل الأولمبياد لمدة لا تزيد على عام.
تأجيل اليورو
منذ النسخة الأولى لكأس الأمم الأوروبية التي أقيمت في فرنسا عام 1960 تسير البطولة بشكل منتظم بدون أي تأجيل، فقط ما يحدث هو تطوير في شكل المسابقة وزيادة عدد المنتخبات المشاركة.
لكن مع انتشار الكوفيد 19، وجد الاتحاد الأوروبي قبل 3 أشهر من النسخة التي كان ينتظر انطلاقها في 12 يونيو/ حزيران نفسه مجبراً على التأجيل لمدة عام.
وأعلن اليويفا في 17 مارس تأجيل اليورو لمدة عام.
وكان ينتظر أن تحتفل البطولة بمرور 60 سنة على النسخة الأولى لها عبر إقامة المنافسات في 12 دولة في سابقة هي الأولى في تاريخ البطولات الكبرى، لكن كان للجائحة رأي أخر.
كوبا أمريكا
رغم أن بطولة كوبا أمريكا هي الأقدم تاريخياً من بين جميع البطولات القارية للمنتخبات في كرة القدم، ورغم أنها أقيمت بشكل شبه سنوي في بداياتها فإنها شهدت العديد من التأجيلات في العقود الأولى لإقامتها.
نسخة 1928 تأجلت بسبب تحضيرات منتخبات تشيلي وأوروجواي والأرجنتين للمشاركة في أولمبياد أمستردام 1928.
لكن منذ استحداث اسم "كوبا أمريكا" بدلاً من "بطولة أمريكا الجنوبية"، لم تشهد البطولة التأجيل في أي نسخة من نسخها.
لكن في 2020 تم تأجيل الكوبا لنفس السبب الذي شهد تأجيل اليورو والأولمبياد، وجاء القرار في 17 مارس/ آذار 2020 بأن تقام البطولة بعد سنة من موعدها الأصلي المحدد سلفاً.
إلغاء ويمبلدون
في مطلع أبريل/ نيسان الماضي، أعلن نادي عموم إنجلترا إلغاء بطولة ويمبلدون للتنس هذا العام، بسبب تفشي فيروس كورونا في مختلف أنحاء العالم، بعد اجتماع مع مجلس الطوارئ.
وكان من المقرر أن تقام البطولة في الفترة بين 29 يونيو و12 يوليو/تموز، لكن مع تفشي فيروس كورونا الجديد أصبح الإلغاء المبكر للبطولة أمرا لا مفر منه كما وصفته الصحافة الإنجليزية وقتها.
وتعد هذه المرة الثانية تاريخيا التي يتم فيها إلغاء ويمبلدون بعدما استمرت إقامتها بشكل مستمر على مدار نحو 75 عاما، وبالتحديد منذ الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وانطلقت البطولة في عام 1877، وتمت إقامتها بشكل سنوي كل عام باستثناء فترتين، الأولى في الحرب العالمية الأولى (1915-1918) والأخرى في الحرب العالمية الثانية (1940-1945).
يذكر أنه تم تأجيل العديد من البطولات الأخرى أيضا بسبب فيروس كورونا، لكنها كانت تأجيلات وقتية لعدة أشهر أو أكثر سواء في كرة القدم أو البطولات الأخرى.
aXA6IDMuMTQyLjEzMy4yMTAg جزيرة ام اند امز