2020 عام التهجير.. بنادق تركيا وجرائم الحرب في ليبيا
سرقات وانتهاكات وهجرة قسرية، عناوين بارزة في ليبيا لعام 2020 المثقل بجرائم التدخل التركي السافر تحت رايات مليشيات طرابلس الإرهابية.
عام شهد إجبار الآلاف من سكان العديد من المدن غربي ليبيا (ترهونة، صبراتة، صرمان، العجيلات، وغيرها) على ترك منازلهم والهجرة قسريا إلى مناطق في الشرق البلاد، على وقع انتهاكات المليشيات معززة بمرتزقة سوريين ومحميين بطيران تركي مسير.
وعلى مدار العام، رصدت استخبارات غربية وتقارير حقوقية عملية تركية ممنهجة لنقل عناصر إرهابية من شمالي سوريا إلى آتون الصراع الليبي لدعم المليشيات الإرهابية في مواجهة الجيش الوطني.
احتلال تركي للمدن
ففي منتصف أبريل/نيسان الماضي هاجم مرتزقة سوريون بدعم من الطيران التركي المسير المدن (صبراتة، صرمان، العجيلات) الساحلية غربي العاصمة طرابلس، وارتكبوا عددا من الجرائم أبرزها اقتحام سجون محتجز فيها عناصر وقيادات تنظيم داعش وإطلاق سراحهم، وتدمير المدينة وحرق مؤسساتها وعلى رأسها مراكز الشرطة وغرفة عمليات "محاربة تنظيم داعش".
كما انتشرت جرائم الخطف والسرقة وتخريب معالم المدينة الأثرية والتعدي على المال الخاص والعام، وإعدامات ميدانية ضد عناصر الأمن ما يعد وفقا للقوانين الدولية جرائم حرب.
وفي يونيو/ حزيران الماضي اقتحمت المليشيات والمرتزقة السوريون مدينة ترهونة جنوبي العاصمة ومنذ اللحظات الأولى للاحتلال التركي للمدينة، شنوا حملات واسعة من أعمال السلب والنهب وتدمير أموال الليبيين، وحرق أشجار النخيل والزيتون وقتل الحيوانات كما لم يسلم الموتى في القبور إذ تعرضت قبور شهداء الجيش في ترهونة للحرق.
وسمحت اتفاقية باطلة أبرمتها حكومة فائز السراج المفتقرة للشرعية الدستورية أواخر العام قبل الماضي مع أنقرة بتدفق قوات تركية لغرب البلاد في احتلال سافر أثار استياء دوليا ورفضا إقليميا.
شهادة مهجر قسري
ويقول محمد الترهوني –محلل عسكري ليبي وأحد المهجرين قسرا- إن المليشيات فور دخولها للمدن تقوم بحرق كل شيء وصناعة الفوضى التي تعتبر مصدر رزق لهم.
وأوضح في شهادته التي أدلى بها لـ"العين الإخبارية" عن هجرة أهالي مدينة ترهونة: "رأينا ما فعلوا من انتهاكات للحرمات في صبراتة وصرمان (في إشارة للمليشيات متطرفة وعناصر داعش والمرتزقة)، مشيرا لعمليات قتل على الهوية ما دفعهم للفرار من هذا الجحيم.
وتابع أن نحو 99% من أهالي مدينة ترهونة هجروا منها إلى المنطقة الشرقية بسبب دورها الكبير في الحرب دعما للجيش الليبي والتي كانت سببا في تعرضهم لتهديدات ومحاصرات من المليشيات لعدة أشهر ما قبل دخول المدينة.
وأردف أن المهجرين لا يزالون يعانون في المناطق التي انتقلوا إليها في ظل صعوبة الأوضاع المعيشية بالبلاد، رغم مساعدات يقدمها الجيش الوطني الليبي.
تعويض الضرر قبل التسوية السياسية
ويقول أحمد عبدالحكيم حمزة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا إن مدن صرمان وصبراتة وترهونة والعجيلات التي شهدت مواجهات مسلحة خلال العام سجلت أوسع موجة نزوح وتهجير قسري للمدنيين.
وتابع في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن ما يقارب من 10 آلاف نسمة –بشكل أولي بحسب هيئات إنسانية ليبية- أغلبهم من مدينة ترهونة، انتقلوا إلى مدن الشرق وسرت ويعيشون في أوضاع إنسانية ومعيشية جد كارثية، خشية الانتقامات والأعمال الوحشية التي قد يتعرضون لها.
وأردف أن اللجنة أوصت بعثة الأمم المتحدة خلال بدء المسارات السياسية والعسكرية بأهمية إيلاء ملف المهجرين والنازحين داخليا أهمية قصوى ووضع ترتيبات للعودة الآمنة، وجبر الضرر وتعويض المتضررين وإنهاء الإفلات من العقاب وإلزام كافة الأطراق السياسية والعسكرية بأهمية تقديم المتورطين في قضايا انتهاكات حقوق الإنسان للعدالة.
وأضاف أن سياسة الإفلات من العقاب تعد بمثابة تحريض على استمرار هذه الانتهاكات.
aXA6IDMuMTI5LjIxNi4xNSA= جزيرة ام اند امز