بعد قمة تاريخية في 2020.. تفاؤل بأسعار الذهب في العام القادم
في عام 2020 حقق الذهب قمة لم يصل إليها على مدار تاريخه، وهي كسر حاجز 2000 دولار للأوقية لأول مرة على الإطلاق.
ورغم تراجع الذهب في وقت لاحق، إلا أن التوقعات لاتزال إيجابية تجاه تحركات "املاذ الآمن في 2021.
وحتى الخميس الماضي، حققت الأسعار الفورية للذهب مكاسب قدرها 24.13% منذ بداية العام الحالي.
وبنهاية تعاملات جلسة الخميس الماضي الموافق 24 ديسمبر/ كانون الأول، أغلقت الأوقية عند مستوى 1883.46 دولار.
هذا السعر لم يكن الأفضل على الإطلاق خلال 2020، فقد وصل في أغسطس / آب الماضي إلى قمة مستواه التاريخي عند 2075 دولار للأوقية.
واستفاد الذهب خلال أول 8 أشهر من العام من انخفاض معدلات الفائدة إلى قرب الصفر ومخاوف ارتفاع التضخم مع تنفيذ الحكومات المركزية حزم تحفيز بعدة تريليونات من الدولارات، لمواجهة التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا.
دفعت هذه الإجراءات إلى تكثيف المستثمرين والصناديق والمشتريات كملاذ آمن ضد الركود الاقتصادي، لاسيما مع ضعف الدولار عالميا.
غير أنه مع وجود بوادر أمل لظهور لقاحات تحد من تداعيات الجائحة، توجه المستثمرون نحو تحويل جزء من أموالهم نحو الأصول الأكثر خطورة مثل أسواق الأسهم.
ومع ذلك هناك توقعات لتحقيق المعدن الأصفر أكبر مكاسبه السنوية منذ 2010 مع شروع البنوك المركزية والحكومات بأنحاء العالم في إجراءات تحفيز غير مسبوقة لتخفيف التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا.
ويستخدم الذهب كأداة للتحوط من التضخم، الناجم عن زيادة التدفقات النقدية على الاقتصاد، ويستفيد من تدني أسعار الفائدة التي تقلص تكلفة فرصته.
خطة تحفيز مرتقبة
تقود الولايات المتحدة الأمريكية خطط التحفيز المرتقبة خلال 2021، حيث وافق الكونجرس في ديسمبر/ كانون الثاني حزمة تحفيز اقتصادي بقيمة 900 مليار دولار، من أجل مساندة الاقتصاد الأكبر في العالم.
المؤشرات الأولية تقول إن هذه الحزمة قابلة للزيادة، بعد أن لاقت اعتراض الرئيس دونالد ترامب، واصفا إياها بـ"العار"، ودعا خصوصا إلى زيادة مبلغ الشيكات المخصصة للعائلات.
وقال ترامب في فيديو عبر تويتر "أدعو الكونجرس إلى تعديل مشروع القانون هذا، وزيادة مبلغ 600 دولار القليل بشكل يبعث على السخرية إلى 2000 أو 4000 دولار للزوجين" في إشارة إلى الأموال المخصصة للعائلات.
بينما أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أنه سيطلب العام المقبل من الكونجرس التصويت على خطة جديدة لدعم الاقتصاد الأمريكي.
واعتبر بايدن، في مؤتمر صحفي في ويلمينغتون (شمال شرق)، أن الخطة التي تم التصويت عليها بقيمة 900 مليار دولار، هي "خطوة أولى" لكنها لن تكون كافية.
ودخل أكبر اقتصاد في العالم في ركود اقتصادي عميق في الربيع، هو الأسوأ منذ الركود المسجّل في ثلاثينات القرن الماضي، بسبب توقف الأنشطة لاحتواء الوباء الذي تسبب في بطالة واسعة النطاق.
توقعات متفائلة للذهب
على الرغم من أنباء اللقاحات المضادة للفيروس قللت من حماس المستثمرين حيال الذهب، لكل المؤسسات البحثية ترشح أن يكون عاما إيجابيا للذهب، في ظل أن تأثيرات الوباء ستظل قائمة خلال أغلب فترات 2021.
ويقول البنك الألماني كومرز بنك إن البنوك المركزية بصدد ضخ المزيد من السيولة في أسواق المال، ما جعل كسر الذهب المستويات القياسية المسجلة في أغسطس/آب الماضي مجرد مسألة وقت.
ويتوقع أن تقفز الأوقية إلى 2300 دولار في الربع الثالث من 2021، لاسيما أن البنوك المركزية والحكومات من الصعب أن تحدث تغييرات بالسياسة النقدية والمالية التيسيرية، لأن الهدف الأول هو تخفيف الأثار الاقتصادية السلبية للجائحة.
وقال إدوارد مويا، كبير محللي السوق في أواندا، إن التراجع الطفيف للدولار سمح للذهب الأيام الماضي بالارتفاع، وهناك مؤشرات تدعم الصعود منها اتفاق التحفيز الأمريكي والاتفاق على المشاكل العالقة بشأن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
نظرة متحفظة
على الجانب الآخر، تتبنى مؤسسة كابيتال إيكونوميكس نظرة متحفظة للذهب خلال 2021، وإن كانت لا تتوقع هبوطا ملحوظا لسعر المعدن النفيس.
فتشير كابيتال إيكونوميكس إن بعض الارتفاع القوي للذهب في 2020، فإنه مرشحا للتداول عند 1900 دولار للأوقية في المتوسط في 2021.
وبررت ذلك باحتمال ارتفاع معدلات الفائدة الأمريكية الحقيقية (بعد خصم معدل التضخم) بمجرد ارتفاع الفائدة الاسمية، عند تعافي اقتصادي بشكل أسرع من المتوقع.
ويعلق صامويل بورمان، المتخصص في السلع بالمؤسسة الاقتصادية العالمية، بأن أسعار الفائدة الأمريكية ستظل قرب الصفر على الأقل حتى عام 2023، ومع ذلك قد لا يضطر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الوصول إلى هذا الموعد لرفع الفائدة إذا تجاوز التضخم بشكل مستمر هدفه البالغ 2%، مع انخفاض معدلات البطالة سريعا.
وأشار إلى أن هناك خطر آخر يتمثل في تكثيف صناديق الاستثمار تسييل الذهب، وضخ الأموال في أوعية أخرى.