عام آخر يمضي ويطوي معه أحداثا تركت تأثيرا وأسست لتطورات مقبلة.
فنحن على أعتاب عام جديد يحمل معه الكثير من الآمال بالرفاهية والاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي، وإنْ كنا لن ندخل في التكهن بما سيحمل عام 2023 من تطورات على الصُّعُد الحياتية كافة، فإننا سنتناول بعض أبرز أحداث عام 2022 الذي طبعته.
فهذا العام تأرجح فيه العالم على إيقاع إمكانية نشوب حرب عالمية ثالثة كادت تصل إلى مواجهة نووية نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، وقبل الغوص في تفاصيل تلك الأحداث، يحضرني القول إن الشيء الذي لم يحدث بعد هو الأهم، لذا سنستعرض وإياكم أبرز ما جرى من تطورات هذا العام الذي على وشك الأفول.
في 25 من فبراير/شباط 2022 حبس العالم أنفاسه مع بدء الجيش الروسي عمليته العسكرية في الأراضي الأوكرانية، في أكبر عملية عسكرية تشهدها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية، التي شهدت نهايتها قيام نظام عالمي سياسي واقتصادي، ووصلت القوات الروسية على مشارف العاصمة الأوكرانية، وبلغ التوتر ذروته بالتهديد بمواجهة نووية، وسط فشل كل المساعي لإيجاد حل يوقف هذه الحرب، إلى أن لاحت فرصة، تمثلت في المبادرة الإماراتية لاستضافة حوار روسي أوكراني يضع حدًّا للاقتتال، فبدت دعوة الدبلوماسية الإماراتية الرشيدة بارقة أمل لعبور العالم نحو الاستقرار مجددا.
على الجانب الآخر من "الأطلسي" كانت الولايات المتحدة على موعد مع انتخابات التجديد النصفي، حيث فاز الحزب الجمهوري بالسيطرة على مجلس النواب.
وبالعودة إلى الشرق الأدنى، كان مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني بسبب زيها، فانطلقت التظاهرات المنددة بما جرى لـ"أميني".
كما شهد عام 2022 عودة اليسار إلى الحكم في أمريكا اللاتينية، وأبرز صوره تمثل في عودة لولا دا سيلفا إلى رئاسة البرازيل، فيما عادت إثيوبيا إلى الاستقرار.
لعل الحدث الذي طبع العام كان وفاة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، وتولي الأمير تشارلز الحكم، وتعاقب ثلاثة رؤساء وزراء على 10 "داونينغ ستريت".
وكان العالم حبس أنفاسه في أعقاب سقوط "ريان"، الطفل المغربي، في بئر عمقها 32 مترًا، أثناء لعبه، ليتم إخراجه بعد أيام جثة، ونقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا مباشرة لعملية الإنقاذ.
وفي أكتوبر/تشرين الأول من عام 2022، شهدت الصين مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في البلاد، الذي ينعقد مرتين كل عقد، وخلص إلى فوز الرئيس شي جين بينج بولاية ثالثة.
وفي ديسمبر/كانون الأول شهدت العاصمة السعودية، الرياض، انعقاد ثلاث قمم، بين دول خليجية وعربية والصين، سيكون لها تأثير في رسم ملامح النظام الاقتصادي العالمي الجديد.
وفي مجال الاقتصاد، شهدت الإمارات إقامة فعاليات إكسبو 2020 في دبي، كأكبر حدث عالمي طبع عام 2022، في وقت انتظرت معظم البنوك المركزية الكبرى في العالم حتى مارس/آذار لبدء رفع أسعار الفائدة، فيما تأخر البنك المركزي الأوروبي حتى يوليو/تموز، كما ارتفع الدولار الأمريكي، وانهارت العملة المشفرة، واشترى إيلون ماسك موقع "تويتر" بصفقة بلغت 44 مليار دولار.
وفي محادثات قمة "كوب27" في مصر، اتفقت دول العالم الحاضرة على إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة المهددة بكوارث مُناخية، كما شهد العالم إطلاق المستكشف "راشد" في رحلة إماراتية لاستكشاف القمر.
لقد كان عام 2022 مليئا بتنامي الحضور العربي سياسيا واقتصاديا، وكانت السعودية والإمارات خلاله علامتين مهمتين على ذلك المسار الثري، فيما كان العالم على موعد مع تحولات قد تغير نظامه بالكامل، انتظارا لما يعد به 2023 من استكمال لهذه التحولات الكبرى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة