في الأعوام قبل 2012 كانت هناك امرأة أمريكية تكسب 9 دولارات في الساعة كعاملة اجتماعية تنهض بمهام بيتها، الذي هو عبارة عن مقطورة صغيرة تضمها مع زوجها وثلاثة أبناء.
بالتأكيد، كان خيالها جامحا يسرّي عنها الكثير في طريقها اليومي إلى مقر عملها أو أثناء التسوق وشراء متطلبات أسرتها.. وفي انتظارها أبناءها حتى يُنهوا تمرين كرة القدم كان خيالها حاضرا بقوة مؤرقة.
استعارت هذه المرأة من والدتها جهاز كومبيوتر محمول حتى تتمكن من قضاء الأوقات المملة في الكتابة، إذ إنها لم تتمكن من شراء كومبيوتر شخصي.
وعندما أنهت روايتها الأولى بعنوان Slammed عام 2012، لم تخُض معركة البحث عن دار نشر، واتجهت للنشر الذاتي عبر منصة "أمازون"، ثم واصلت حياتها سعيا وراء 9 دولارات في الساعة.
وبعد مرور شهور قليلة، وجدت اسمها في قائمة "نيويورك تايمز" للكتب الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة، وهي القائمة التي لم تتركها لسنوات بعد تلك اللحظة، لتنطلق نجاحات الظاهرة الأدبية كولين هوفر.
حققت كولين هوفر مبيعات خيالية تخطت العشرين مليون نسخة حول العالم، وتجاوز بقاؤها في قائمة "نيويورك تايمز" الشهيرة كُتَّابا مثل جيمس باترسون وجون جريشام، وغيرهما من أبرز الكتاب الأمريكيين، وتسيطر رواياتها على 4 من أصل 10 مراكز أولى بوسق الكتب، ما يجعلها "ظاهرة أدبية" حديثة تبحث لنفسها عن تفسير.
وبعد 24 رواية، كتبت "هوفر" عبر حسابها بـ"تويتر": "حتى أنا لا أستوعب ما يجري!".
حصد وسم #colleenhoover أكثر من 2.4 مليار مشاهدة، فيما يتابعها 3.9 مليون شخص عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وبنهاية عام 2022، الذي شهد اعتلاء كولين هوفر قمة عالم الروايات الخيالية من حيث الشهرة والمبيعات، يعود الجدل بشأن القيمة الحقيقية للروايات الأكثر مبيعا.
هل عبَّرت هوفر عما يفيد القراء؟ وهل نحن أمام نموذج "جي كيه رولينج" و"أجاثا كريستي" بجنسية أمريكية؟
وإضافة إلى السؤال عن القيمة الأدبية، تقدم كولين هوفر نموذجا للمرأة الصاعدة في المجتمع بموهبتها فقط.. صحيح أنه صعود على الطريقة الأمريكية، شهرة وأموال نتيجة المبيعات، لكنه صعود نسائي لامرأة وأم وزوجة كافحت من أجل أن تكون ما تريد ولم تفقد إيمانها بما تحب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة