قبل بدء خطوات الثراء، انزع أفكارا مثل أن السماء لن تمطر ذهبا، وأنك لن تربح اليناصيب، وأن الأثرياء ليس جميعهم فاسدين، وألا فرص مجانية.
وإنْ كنت تنتظر أن أحكي لك بهذه السطور قصة نجاح جيف بيزوس، المصنف كرابع أثرياء العالم بثروة قيمتها 110 مليارات دولار عبر متجر إلكتروني للكتب بجراج منزله، أو عن إيلون ماسك، الملياردير "المتهور" ثاني أغنى رجل في العالم بثروة 156.2 مليار دولار ويملك "تويتر" و"تسلا" و"سبيس إكس"، أو عن بيل جيتس، المحاسب الفقير الذي أسس مايكروسوفت وتقدر ثروته حاليا بـ104.2 مليار دولار، فأنت تخطئ الظن بي، لأن جميع هؤلاء الأثرياء قدموا مئات النصائح حول الثراء، لكنها لا تُسمن ولا تغني من جوع، والسبب أنه في عالم الأثرياء لن يعلمك أحد الصيد أبدا، فلا تنتظر أن تكتشف سره بسهولة.
إذًا، السر هنا يكمن في قدراتك أنت الشخصية وإيمانك بها وبنفسك في تحقيق الثراء، وذلك يعتمد على 4 خطوات، هي "التعلم، الادخار، الاستثمار، الابتكار".
في المرحلة الأولى، التعلم، عليك أن تتعلم اللغات وتكون منفتحا على ثقافات الغير، حتى تكتشف الفرص الاستثمارية الخفية في الأسواق الأخرى، فالانفتاح على ثقافات الغير يجعلك ذا رؤية واسعة الأفق.
والخطوة الثانية، هي أن تبدأ الادخار من الآن، نعم الأسعار مرتفعة، إذًا عليك كل شهر بمجرد حصولك على الراتب استقطاع جزء أساسي للادخار، ثم باقي المبلغ عليك أن تتأقلم معه وترشّد نفقاتك، وتعتمد ثقافة استهلاكية خاصة بك، قائمة على فكر شراء الأساسيات فقط والاكتفاء بالمتاح، دون التوسع في التسوق وشراء منتجات أو الاشتراك في خدمات غير ضرورية.
والخطوة الثالثة هي الاستثمار.. فالأموال لن تنمو وتُنبت أمولا أخرى من تلقاء نفسها، لذلك عليك أن تستثمر أموالك، وثمة قنوات استثمار آمنة، مثل شراء الذهب والعقارات والسندات، وأدوات استثمار مرتفعة المخاطر، مثل الأسهم.
رابعا عليك بالابتكار، ابحث عن الشيء الذي تجيد، وليس ما يجيده الآخرون، بمعنى أن تكتشف مواهبك ومهاراتك، ولا تفعل مثل الذي يجد مطعما ناجحا، فيفتح هو الآخر مطعما، أملا في أن يحقق نجاحا مماثلا، لكنه سرعان ما يخسر كل شيء، لأنه لم ينظر إلى مَواطن قوته ومهاراته، بل نظر إلى رزق الغير وتجربته، لذا عليك أن تبدأ مشروعك الخاص فيما تُتقن وتحترف مهما كان بسيطا، فهو فرصتك لتصبح مليونيرًا.
أخيرًا.. لا تصدق من يوهمك بأنه يملك فرص الثراء وعليك مشاركته، أو أن عليك ترك الوظيف في التو واللحظة وبدء مشروعك الخاص، فالوظيفة هي فرصتك الحقيقية للادخار أولا ثم الاستثمار، وحتى إذا بدأتَ مشروعك الخاص لا تترك وظيفتك قبل أن تتأكد أن هذا الاستثمار يدرُّ لك المال "وأنت نائم"، مثلما قال عراب أوهايو الملياردير الأمريكي المحنك وارن بافيت، البالغة ثروته 106.9 مليار دولار، وعمره 92 عاما، ويرأس شركة بيركشاير هاثاواي (Berkshire Hathaway)، بحسب قائمة فوربس اللحظية لأثرياء العالم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة