لا نستطيع أن نقول إن المرأة الإثيوبية أخذت كامل حقوقها في وقتنا الحالي.
ولكن على الرغم من ذلك، قدمت المرأة في إثيوبيا جهودا كبيرة لخوض غمار التجربة في مجالات الحياة الإثيوبية كافة.
وفي الوقت الذي كان الغرب يحاول فيه الإعلان والمطالبة بحقوق المرأة، لم تكن التجربة بجديدة على إثيوبيا، إذ تعتبر جهود وتحركات المرأة الإثيوبية من الأقدم في أفريقيا منذ ظهور حركات التحرر الوطني في القارة، ما سمح للمرأة هنا بخوض التجربة النضالية ضد الأنظمة القمعية، التي حكمت البلاد خلال العقود الماضية، ووضعت في هذه الفترة قوانين تحترم حق المرأة، ومن بينها قانون يصل بالمتحرشين بالنساء في مواقع القتال إلى حد عقوبة الإعدام.
وفي اليوم العالمي للمرأة العالمي، الذي يوافق 8 مارس من كل عام، يجدر بنا أن نتذكر القيمة التي صنعتها المرأة الإثيوبية لنفسها في مجتمعها، إذ كانت شريكا مهما للرجل في مواقع مختلفة من مواقع العمل في الدولة الإثيوبية، فتم تشكيل حكومات إثيوبية متعددة من النساء، وباتت المرأة في فترة من الفترات تشكل أكثر من خمسين في المائة من قوام الحكومة.
وفي معركة عدوة، التي أشرنا إليها في مقال سابق ضمن مشروع التحرر الوطني من الاحتلال، كان للإمبرطورة طايتو بتول، زوجة الإمبراطور منليك الثاني، دور كبير في الوقوف إلى جانب زوجها والقيادات العسكرية، ويقال إنها من كانت تدير عمليات التجسس ضد القوات الإيطالية الغازية وقتها من إريتريا حتى مناطق تيغراي، ولعبت دورا كبيرا في النصر الذي تحقق على الإيطاليين في 2 مارس عام 1896، وكُتبت فيها قصائد شعر وأُنشدت حولها العديد من الكلمات والبطولات.
في إثيوبيا تقود النساء سيارات الأجرة، وتعمل في مجال البناء مع الرجال، ويعملن في حمل الحجارة والإسمنت، وعلى الطرقات تجدها تنظف الأرصفة وتمسح الأحذية وتبيع متجولة لتربية أطفالها ومساعدة زوجها.. وجندية في الصفوف الأمامية من الجيش تقاتل بكل بسالة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة