عام 2023.. هل يضع المسمار الأخير بنعش "اتفاق إيران"؟
توقع كاتب أمريكي انهيار الاتفاق النووي الإيراني خلال 2023، وأن يكون هذا العام هو المسمار الأخير بنعش الاتفاق مع القوى الدولية الكبرى.
وبحسب مقال للكاتب الأمريكي دان ديبيتريس بصحيفة "واشنطن إكزامينر" الأمريكية، فمنذ 4 أشهر، بدا أن الولايات المتحدة وشركاءها في مجموعة 5+1 وإيران توصلوا لاتفاق، والذي يتمثل في أن طهران ستعود للالتزام بتعهداتها النووية التي تنص عليها خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015.
وفي المقابل، سيرفع الغرب العقوبات عن القطاعين الطاقة والمصرفي الإيرانيين، لكن "وللأسف، بحسب ديبيتريس، انهارت الأمور منذ ذاك الحين، لافتا إلى أن "2023 قد يكون العام الذي تنهار فيه المبادرة الدبلوماسية كليا".
ورأى ديبيتريس أن هناك مشكلة كبرى تتمثل في أن الإيرانيين تبنوا استراتيجية تفاوض غير مفيدة، إن لم تكن متعنتة.
وتابع :"بالإضافة إلى ذلك فهناك الخلافات المعتادة حيال وتيرة الرفع المحتمل للعقوبات الأمريكية وأجهزة الطرد التي سيتم وقفها، فضلا عن المعايير التي تضعها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار اتفاق نووي جديد".
وبالرغم من الزيارات المتكررة للوكالة إلى طهران من أجل المناقشات، لا يبدو أنه تم إحراز تقدم بشأن حل النقاط الشائكة الرئيسية.
وفي غضون ذلك، يواصل الإيرانيون زيادة نفوذهم بإنتاج اليورانيوم النقي عالي التخصيب، ويشغلون أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا، ويزيدون مخزونهم الكلي من اليورانيوم، بحسب الكاتب الأمريكي، الذي أشار إلى أن نظام المراقبة الخاص بالوكالة محدود للغاية الآن، بسبب القرار الذي اتخذته طهران العام الماضي بإزالة بعض الكاميرات ردا على استهجان مجلس الوكالة.
وأقر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي كان بين بنود حملته الانتخابية إعادة إحياء اتفاق أنهاه سلفه دونالد ترامب، في ديسمبر/كانون الأول، بأن الاتفاق النووي الإيراني "ميت".
ويبدو أن المبعوث الأمريكي الخاص روبرت مالي، وهو الرجل المكلف بمهمة إقناع الإيرانيين بقول "نعم"، استنفذ قدرته على التحمل والصبر، بحسب الكاتب الأمريكي.
وهذا الأسبوع، ذهب المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إلى حد قول إن المفاوضات النووية ليست أولوية للإدارة الأمريكية، وفي الواقع، "لم تكن مطروحة على جدول الأعمال منذ عدة أشهر الآن."
وأشار ديبيتريس إلى وقوع أحداث تتجاوز المحادثات نفسها؛ حيث أسفرت الحملة القمعية الممتدة منذ شهور ضد المتظاهرين الإيرانيين والتي أشعلها مقتل الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق الإيرانية بسبب الحجاب، عن مقتل أكثر من 500 شخص واعتقال حوالي 19 ألف متظاهر.
وواصل ديبيتريس حديثه قائلا:" فضلا عن ذلك أرسلت إيران مئات من الطائرات المسيرة إلى روسيا، والتي تستخدمها موسكو في قصف أوكرانيا، والتي أقنعت بعض الخبراء أن رفع العقوبات لن يفاقم سلوك طهران فحسب، بل سيكون غير مبرر على المستوى الأخلاقي".
ورأى الكاتب الأمريكي أنه سيتعين على بايدن في النهاية اتخاذ القرار بشأن ما إذا كان الأمر يستحق المضي قدما فيه، مستشهدا بمواجهة رونالد ريغان لمعضلة مماثلة عندما أسقط السوفيتيون طائرة كورية عام 1983، ما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها، حيث نصحه بعض من مستشاريه بالانسحاب من محادثات الحد من الأسلحة مع موسكو احتجاجا على الأمر، لكن لم يعمل ريغان بنصيحته، دافعا بأن الحد من الأسلحة أهم من التخلي عنه.