احتجاجات لمنع إعدام متظاهرين اثنين.. والقضاء الإيراني يعلق
تظاهر العشرات من أهالي محافظة طهران ومدينة كرج المجاورة لها، مساء اليوم الاثنين، أمام سجن رجائي شهر، بعد تقارير عن عزم السلطات إعدام اثنين من الشبان المتظاهرين الذين جرى اعتقالهم في الاحتجاجات الأخيرة.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي أنه في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، تجمع حشد كبير من الناس أمام سجن رجائي شهر لوقف إعدام "محمد قبادلو"، و "محمد بروغني".
ونُشر مساء الأحد تقارير عن نقل إعدام "محمد قبادلو"، و "محمد بروغني" إلى الحبس الانفرادي لتنفيذ حكم الإعدام.
وعانقت بعض النساء المتواجدات أمام السجن والدة محمد قبادلو وهتفن بصوت واحد: "إيراني مع الحماسة، داعمون لك".
وظهرت والدة محمد قبادلو أمام سجن رجائي شهر وهي تدعو الإيرانيين للتظاهر والتواجد أمام السجن لمنع الإعدام، وقالت في إشارة إلى عدد من المشاكل القانونية في قضية ابنها، إن "الشخص الذي توفي في قضية ابنها قُتل في مكان آخر؛ والجميع يعرف هذا".
كما سمع صوت إطلاق نار في محيط سجن رجائي شهر أثناء تجمعت مجموعة من أهالي وأقارب الشابين "محمد قبادلو"، و "محمد بروغني".
فيما ذكر موقع "سحام نيوز" الإصلاحي، إن السلطات قامت بقطع شبكة الإنترنت عبر الهواتف المحمولة كما انتشرت قوات واسعة في الشوارع والمناطق المحيطة بهذا السجن.
وكانت الناشطة الحقوقية الإيرانية والسجينة السياسية نشرت "أتينا دائمي"، على حسابها على تويتر، أن هذين المتهمين نُقلا إلى الحبس الانفرادي لسجن رجائي شهر في كرج لتنفيذ حكم الإعدام".
كما دعا شباب أحياء طهران سكان العاصمة وكرج إلى التواجد حول سجن رجائي شهر لمنع إعدام الشابين، وقال البيان "حان الوقت الآن للقيام بشيء ما .. غدا متأخر جداً، من خلال التواجد حول السجن، امنع جريمة قتل حكومية أخرى".
ومحمد قبادلو 22 عاماً، اعتقل في 31 من اكتوبر/تشرين الأول 2022 وحكم عليه بالإعدام بتهم "النيل من الضباط" و "المحاربة" و "الفساد في الارض"، فيما ذكرت عائلة قبادلو مرارًا وتكرارًا أن ابنهم يعاني من مرض ثنائي القطب وتوقف عن تناول حبوبه منذ فترة طويلة.
كما حكم على محمد بروغني، المولود عام 2003، بالإعدام من قبل الفرع الخامس عشر لمحكمة ثورة طهران، برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي بتهمة "المحاربة".
من جانبه، قال أمير رئيسيان، المحامي عن محمد قبادلو، إنه "تم تسجيل إعادة المحاكمة ووفقًا للقانون، وبمجرد تلقي هذا الطلب، على المحكمة العليا أن تصدر أمرًا بوقف تنفيذ حكم الإعدام".
من جانبه، حذر شاه زاده رضا بهلوي ولي العهد الإيراني السابق، الاثنين عبر نشر رسالة على تويتر، من احتمال إعدام وشيك لمحمد قبادلو ومحمد بروغني.
وكتب نجل ملك إيران الراحل في هذه الرسالة: "في هذا الوقت، يشعر ملايين الإيرانيين حول العالم بالقلق على حياة محمد قبادلو ومحمد بروغني، وهما شابان وطنيان شابان قد تعدمهما الجمهورية الإسلامية في أي وقت، وفي الوقت الحاضر، يجب إسقاط هذا النظام. ولن ينتهي تدميره القاتل الا بنهايته".
القضاء الإيراني: إعدامهما ليس على جدول الأعمال
وبعد تزايد الدعوات للاحتجاجات قرب سجن رجائي شهر بمدينة كرج، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، مساء الاثنين، إن "إعدام محمد قبادلو ومحمد بروغني ليس على جدول الأعمال".
وقالت السلطة القضائية في بيان لها اطلعت عليه مراسلة "العين الإخبارية"، إنه "انتشرت الليلة الماضية، شائعات في وسائل الإعلام والفضاء الإلكتروني المناهضين للثورة، زعمت أن حكم الإعدام بحق محمد قبادلو ومحمد بروغني، اللذين أدينا بأعمال الشغب الأخيرة، على وشك تنفيذ حكم الإعدام فيهما".
وأضاف "بعد نشر هذا الخبر وخلق الأجواء التي حدثت الليلة الماضية، اتضح أن شائعة إعدام هؤلاء المحكوم عليهم لم تكن صحيحة، لكن وسائل الإعلام المناهضة للثورة حاولت جني مكاسب من الكذب بأنهم هم أنفسهم وراء عدم تنفيذ الحكم تم سحبه من المعرف على النظام القضائي".
وتابع البيان "وقد أثيرت هذه المزاعم بينما لم يكن تنفيذ الأحكام الصادرة بحق هؤلاء المدانين على جدول الأعمال في هذا الوقت بسبب عدم انتهاء الإجراءات القانونية ونشر الأخبار المذكورة لم يكن سوى عملية خداع ضد عائلاتهم المحكوم عليهم".
وحتى الآن أعدمت السلطات الإيرانية أربعة من المتظاهرين بعد محاكمات سريعة منذ بدء الاحتجاجات الشعبية التي عمت البلاد في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي، بعد وفاة الشابة الكردية "مهسا أميني" عقب توقيفها من جانب شرطة الأخلاق في طهران.
كما أصدرت السلطات القضائية في محافظة اصفهان، اليوم الاثنين، ثلاثة أحكام بإعدام ضد ثلاثة متظاهرين بتهمة قتل عناصر أمنية في المحافظة خلال الاحتجاجات الشعبية الأخيرة.
وتعرضت إيران إلى انتقادات محلية ودولية واسعة فضلاً عن عقوبات بسبب قمع المتظاهرين ومواصلة إعدام المعتقلين.
فيما ظهر المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الاثنين في خطاب له حث فيه السلطات على قمع المتظاهرين بعد وصفهم بـ"الخونة".
فيما دعا البابا فرنسيس، زعيم الكاثوليك في العالم، يوم الإثنين، في إشارة إلى إعدام متظاهرين في إيران، إلى تنفيذ هذه العقوبة في جميع أنحاء العالم.
وقال زعيم الفاتيكان في خطابه السنوي للدبلوماسيين والسفراء: "الحق في الحياة في خطر في البلدان التي تواصل تنفيذ عقوبة الإعدام: مكان مثل إيران، حيث حدث هذا هذه الأيام بعد مظاهرات تطالب بمزيد من الكرامة للمرأة".
وأضاف البابا فرانسيس: "لا يمكن للحكومة أن تنفذ بحجة تحقيق العدالة؛ لأننا نعلم أن هذه العقوبة ليس لها أثر رادع ولا تنصف الضحية، الإنجاز الوحيد للإعدام هو زيادة التعطش للانتقام".
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA== جزيرة ام اند امز