"آفاق عربية" ومرحلة جديدة برئاسة سعيد الكفراوي
![الكاتب سعيد الكفراوي.. رئيسا لتحرير](https://cdn.al-ain.com/lg/archive/news-image/smkyl_349516.jpg)
تستهل سلسلة "آفاق عربية" (تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر) مرحلة جديدة في مسيرتها التي بدأت عام 1997
تستهل سلسلة "آفاق عربية" (تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بمصر) مرحلة جديدة في مسيرتها التي بدأت عام 1997 برئاسة الكاتب والقاص القدير سعيد الكفراوي، بعد أن أسند مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة رئاسة تحرير السلسلة العريقة إلى الكفراوي مطلع الشهر الحالي، ضمن سلسلة من التغييرات في إدارات النشر والسلاسل الصادرة عن الهيئة.
السلسلة التي تأسست في أواخر تسعينيات القرن الماضي تحت اسم "آفاق الكتابة"، ترأس تحريرها الكاتب الراحل إبراهيم أصلان، واستمرت في الصدور بنجاح كبير ولافت إلى أن تفجرت أزمة رواية "وليمة لأعشاب البحر" للسوري حيدر حيدر، فقدم إبراهيم أصلان استقالته. لكن السلسلة استمرت في الصدور وحاول الذي تعاقبوا على رئاستها المحافظة على الهدف من تأسيسها وهو نشر عيون الإبداع العربي المعاصر، رواية وقصة وشعرا، وتعريف القارئ المصري (والعربي) بأهم وأبرز الأعمال الروائية والقصصية التي صدرت خلال المائة عام الأخيرة، وتوفيرها بأسعار مناسبة لعموم القراء.
هكذا ومن خلال "آفاق الكتابة" ("آفاق عربية" فيما بعد) تعرف القارئ المصري العام على أسماء غالب هلسا، محمود المسعدي، مالك حداد، حنان الشيخ، سعد الله ونوس، حنا مينه، جبرا إبراهيم جبرا، عبد الرحمن منيف، إبراهيم نصر الله، سهيل إدريس.. وغيرهم.
سعيد الكفراوي، كاتب وقاص مصري من أبرز أبناء جيل الستينات في مصر، من مواليد العام 1939 بكفر حجازي مركز المحلة الكبرى. حصل على الثانوية العامة عام 1965، وعمل فترة في بنك التسليف الزراعي بالمحلة الكبرى، ثم انتقل إلى القاهرة عام 1972 ليتفرغ للكتابة، لكنه سافر إلى السعودية ليعمل محاسبًا (1975 ـ 1979)، ونشر، وهو هناك، رواية قصيرة بمجلة الحوادث اللبنانية بعنوان «حكاية الفلاح الفصيح مطاوع عبد الصبور أبو العزايم مع الرئيس المؤمن محمد أنور السادات شخصيًا» أنتجتها مؤسسة السينما العراقية فيلمًا طويلًا بعنوان «مطاوع وبهية»، بطولة كرم مطاوع وسهير المرشدي وسعد أدرش، وكان قد بدأ الكتابة منذ أواخر الستينيات في مجلات (المجلة)، و(القصة)، و(الآداب) البيروتية، و(الأقلام) العراقية.
وكان سعيد الكفراوي ضمن حلقات الكتابة التي تكونت في المحلة الكبرى ومن أفرادها جابر عصفور ونصر أبو زيد ومحمد صالح والمنسي قنديل وجار النبي الحلو، كما كان من المشاركين في ندوة نجيب محفوظ الأسبوعية بمقهى ريش (1968 ـ 1974).
أصدر أكثر من عشر مجموعات قصصية، صنعت له مكانة متميزة في الأفق الإبداعي العربي، منها: «مدينة الموت الجميل» 1985 و«ستر العورة» 1989 و«سدرة المنتهى» 1990 و«بيت للعابرين» و«مجرى العيون» 1994 و«كشك الموسيقى» و«دوائر من حنين» 1997. وترجمت بعض مجموعاته إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والدانماركيه والعبرية. وكتب عن قصصه عدد كبير من النقاد من بينهم على الراعي، وشكري عياد، ومحمد برادة، وصلاح فضل، وجابر عصفور.. وغيرهم.
حصل على العديد من الجوائز والتكريمات، كان آخرها جائزة الدولة التقديرية في الآداب 2016، وقبلها جائزة السلطان قابوس في القصة القصيرة..
وتشكل القرية والمدينة أهم محاور أعماله، فضلًا عن أحوال الحياة والموت في الواقع المصري. ويرى بعض النقاد أن هناك ثلاث تيمات تدور حولها قصص سعيد الكفراوي: الطفولة، والموت والوحدة، كما تتسم كتاباته بالتفاعل بين الأضداد: الريف والمدينة (وإن كانت الحـدود الحضـاريـة بينهمـا قد أخذت تتهاوى في بعض قصصه الأخيرة)، والشعري والحيادي في الأسلوب، والحلمي والرصدي في الرؤيـة، ومواجهة الموت والانغماس في الحياة.