بعد فاجعة "نطحة" القرن .. هل تتوقف مصارعة الثيران؟
محبو مصارع الثيران "باريو" شيعوا جثمانه بعد مقتله على يد ثور بمدينة مدريد الإسبانية، ما يطرح تساؤل هل ستتوقف هذه اللعبة بعد موته؟
شيّع المئات من محبي مصارع الثيران "فيكتور باريو" جثمانه بعد أن لقي حتفه في ماراثون للثيران بالقرب من مدينة مدريد الإسبانية، السبت الماضي.
باريو المصارع المحترف (29 عامًا) عرُف عنه إتقانه لرياضة مصارعة الثيران، وأكدت موهبته على ظهور مصارع قوي؛ حيث عشقه المئات من الإسبانيين المهتمين بهذه الرياضة، ما جعل مشهد الوداع الأخير مليئًا بالحزن والبكاء.
وقدم الملك فيليب السادس، ورئيس الوزراء الإسباني، تعازيهما لمقتل المصارع باريو، وإعلان الحداد العام لمدة يومين بالمدينة الإسبانية التي شهدت المباراة.
وداخل حلبة المصارعة، قام الثور بإلقاء باريو في الهواء، قبل أن يقدم على نطحه في الصدر ليرفعه مرة أخرى للهواء، ليلقى باريو مصرعه في الحال.
وتعد واقعة قتل الثور لباريو هي الأولى من نوعها منذ ثلاثين عامًا؛ حيث شهدت إحدى الحلبات في إسبانيا عام 1985 حادثة مشابهة بعد أن قتل ثور المصارع جوزيه كوبيرو.
وتباينت آراء الإسبانيين حول الواقعة، ووصفه البعض بالبطل يستحق جنازة قوية بعد أن واجه ثورًا بهذه الوحشية، بينما اختلف آخرون حول فكرة تعظيم مصارعي الثيران، واعتبروا أن النهاية طبيعية وأنه حصل على القصاص العادل، موجهين اتهامًا لرياضة مصارعة الثيران والمصارعين بالترويج لمشاهد وحشية لم يعد لها وجود بأي دولة متحضرة.
كما وجه البعض كلمات تعاطف مع أرملة فيكتور باريو، في حين أن البعض القاسي أرسل تغريدات مثل "الحياة عادلة حصل زوجك على ما يستحقه".
وتواجه رياضة مصارعة الثيران هجومًا من قبل أنصار الرفق بالحيوان، خاصة أن قواعد الرياضة تنص على أن الثور الذي يقتل المصارع، يقتل هو وعائلته على الفور.
ووفقًا لوزارة الثقافة الإسبانية، انخفضت نسبة مصارعات الثيران بين عامي 2007- 2014 من 953 إلى 398 مواجهة؛ نظرًا لتراجع أعداد الحضور في الفعاليات في برشلونة وكتالونيا.
وقام أقليم كتالونيا بتصويت البرلمان لوضع حد لمصارعة الثيران، كنوع من الاستقلال الثقافي عن إسبانيا.
وعلى النقيض في باقي المدن، تسعى الدولة للحفاظ على شعبية الرياضة لتصبح نسبة الحضور 5% من 1.6 مليون نسمة، وبتحقيق مبيعات تصل 2.5 مليار يورو في السنة، ما يجعلها الرياضة الشعبية الثانية بعد كرة القدم.
وبين تفضيل الكثيرين متابعة مصارعة الثيران، ومشاهدها الوحشية، يبقى السؤال قائمًا حول مصير رياضة مصارعة الثيران، وهل يصبح مقتل باريو نقطة تحول في تاريخ الرياضة الأكثر شعبية بإسبانيا؟