تعرض متحف حلب الوطني لسقوط عدد كبيرمن الصواريخ عليه، يعيدنا إلى نشأة وتاريخ هذا المتحف الذي أنشئ في عام 1931.
تعرض متحف حلب الوطني في الأيام الأخيرة لسقوط عدد كبيرمن الصواريخ والقذائف المتفجرة عليه، يعيدنا إلى نشأة وتاريخ هذا المتحف الذي أنشئ في عام 1931 ويعتبر أحد أهم المتاحف في سوريا.
وكان المتحف الذي يقع خلف ساحة سعدالله الجابري وسط المدينة، وتعد هذه المنطقة هي خط تماس بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة. وذكرت وكالة "سانا" الرسمية السورية، أن المتحف تعرض الأربعاء لأضرار بالغة في البنية الإنشائية إثر الصورايخ التي أطلقتها المعارضة عليه، وأوضح البيان الذي أصدرته المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا أن الهجمات المتكررة أدت الى تدمير جزئي في السقف البيتوني في أماكن متفرقة من المتحف، وأضرار كبيرة في البنى التحتية والأبواب الخارجية ومكاتب الموظفين وأمناء المتاحف، وتدمير غرفة المولدات وأجزاء من السور الخارجي.
وقال مدير المتاحف والمباني الأثرية في المديرية أحمد ديب لوكالة الأنباء الألمانية "المديرية قامت بإخلاء القطع الأثرية الهامة من المتحف ونقلها إلى مناطق آمنة منذ بداية العام 2013 خوفاً من تعرض المتحف للقصف والسرقة والحريق، وما بقي في المتحف هي القطع الأثرية الضخمة الموجودة في بعض القاعات وكذلك حديقة المتحف".
ويعد متحف حلب الوطني أحد أهم المتاحف في سوريا، نظرًا لكنوزه الأثرية الهامة سواء على مستوى تاريخ حلب أوالتاريخ العالمي، بالإضافة إلى تميزه بالآثارالنادرة من حقبة ما قبل التاريخ.
تعود بداية المتحف إلى داخل أحد القصورالعثمانية، ونظراً لزيادة عدد القطع الآثرية بالمتحف لم يعد القصر يستوعب حجم القطع فتقررفى عام 1966 هدم القصر وبناء متحف جديد كبير مكان القصر، يليق بمكانة حلب الأثرية والحضارية، ويضم المتحف الجديد خمسة أقسام "أجنحة" أثرية موزعة على طبقيتن، بالإضافة إلى باحتين للمتحف.
جناح آثار ما قبل التاريخ
يبلغ عدد القطع المعروضة حوالي 20 ألف قطعة، ويضم آثار مملكة ماري، آثار حماة، آثار رأس الشمرة، آثار إيبل، آثار تل حلب، آثار إرسلان طاش، وتل حاجب، آثار تل أحمر، آثار تل الخويرة، آثار تل حلف، آثار الحسكة والخابور والرقة.
أهم مقتنيات هذا الجناح دمية الربة الأم المريبطية، والتي تعد أقدم دمية مكتشفة في المنطقة، مصنوعة من الحجر، وهي تعود إلى العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار، وصحن فخاري كامل مزخرف بأشكال نباتية وهندسية، عثر عليه في موقع تل كشكشوك، ويعود إلى عصر حلف، دمية الربة الأم من موقع تل كشكشوك أيضاً، وهي تعود إلى عصر حلف، ومصنوعة من الفخار.
جناح الآثار القديمة
يشمل الآثار اليونانية ثم الرومانية والبيزنطية إضافة إلى بعض التماثيل من الفترة الأخمينية والبارثية، ويضم 6000 قطعة، أهمها تمثال ربة الينبوع ويعود إلى الألف الثاني ق.م، بالإضافة إلى طاسة ذهبية عثر عليها في موقع أوغاريت، وهي تعود إلى إلى القرن الرابع عشر ق.م، أيضا ثور برأس إنسان يجلس القرفصاء، صُنع من الذهب واللازورد، يعود إلى الألف الثاني ق.م وعُثر عليه في إبلا، ولوحة عاجية من موقع أرسلان طاش في الشمال السوري على الحدود السورية التركية، تعود هذه اللوحة إلى أواسط القرن التاسع قبل الميلاد.
جناح الآثار العربية والإسلامية
يضم الجناح 525 قطعة أثرية منها 225 قطع نقدية، ويضم عدد من الجرار والكتابات والأواني الفخارية والزجاجية من الفترات العربية الإسلامية المختلفة بما في ذلك بعض المخطوطات والرنوك المملوكية.
يضم الجناح صحن خزفي من قلعة جعبر، مزخرف بشكل رائع، يعود إلى القرن 13 الميلادي، وقبر من الحجر الكلسي الأبيض مزين بزخارف كتابية بالخط الكوفي المزهر وتشمل الكتابة اسم المتوفى وآية الكرسي وبعض الآيات القرآنية، ويعود إلى القرن الثالث عشرالميلادي، وآنية خزفية ذات سبع تجويفات من نمط القاشاني بلون أزرق ولها قاعدة مرتفعة كانت تستخدم للتوابل .
جناح الفن الحديث
يضم لوحات هامة وتماثيل لفناني حلب، وهناك فسيفساء صرين الرائعة وتعود إلى القرن السادس للميلاد وتمثل آلهة وراقصات ومشاهد صيد.
الجناح الخامس
يقع في الطابق الأرضي ويتكون من قسم الثقافة وقسم آثار سورية في عصور ما قبل التاريخ ويضم أدوات صوانية وأسلحة تنسب إلى العصر الحجري ونموذجا لأقدم مسكن لإنسان متحضر في سورية مؤرخ بالعصر الحجري الحديث بحوالي 8500 ق.م.
للمتحف باحتان الأولى داخلية وتضم بعض التماثيل الكبيرة البازلتية بالإضافة إلى التماثيل الرومانية وفسيفساء من القرن الثالث للميلاد تمثل مشاهد صيد، والثانية خارجية وتضم قطعا أثرية من مختلف العصور الآشورية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية، ومن بينها الحجر البازلتي الذي يمثل رجلين مجنحين بحالة حركة حول القمر والشمس والذي وجد في المعبد الحثي في قلعة حلب ويعود إلى القرن التاسع ق.م.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA== جزيرة ام اند امز