"واشنطن تايمز" قبل 3 أشهر: "الانقلاب" مفتاح أردوغان لتوسيع سلطاته
الصحيفة قالت إن الرئيس التركي يستخدم شائعات استيلاء الجيش على الحكم للحصول على صلاحيات وسلطات أكبر.
قبل 3 أشهر نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية تقريرا يتحدث حول احتمال أن تشهد تركيا انقلابا عسكريا ضد الرئيس رجب طيب أردوغان، وفقا لآراء سياسيين رجحوا أن مصدر هذه المعلومات هو الرئيس التركي نفسه والحزب الحاكم، بهدف السيطرة بشكل أكبر على السلطة.
وقالت الصحيفة في تقرير منشور بتاريخ 7 إبريل/ نيسان الماضي إن "قادة الجيش التركي يواجهون حالة غير عادية من الاضطرابات في الداخل والخارج، وفي الوقت نفسه ينكر القادة وجود أي مخططات للانقلاب رغم استمرار الاضطرابات الداخلية، وتزايد تهديد الإرهاب، بالإضافة إلى تاريخ أنقرة في الانقلاب العسكري، ولكن النفي من الجانب التركي لم يسكت واشنطن".
وأشار الصحيفة إلى أن الجنرالات في تركيا اعتادوا التدخل في الحياة السياسية منذ عام 1960، وهو ما تزايد مع تصاعد التوترات السياسية والأمنية في عام 1997.
ويري البعض، وفقا للصحيفة، أن الرئيس أردوغان يستخدم شائعات استيلاء الجيش على الحكم، كوسيلة وسلاح للحصول على صلاحيات وسلطات أكبر في الحكم، وخفض صوت المعارضة.
وفي هذا السياق، قال عضو البرلمان التركي السابق ايكان إردمير عن أردوغان إنه "لاعب ماهر في الدفاع عن النفس"، كما وصف أعضاء حزب "العدالة والتنمية"، بأنهم بارعون في تحويل التحديات إلى مزايا، لسيطرتهم على وسائل الإعلام الموالية للحكومة، وتكريس وقت طويل لنشر الشائعات حول وجود انقلاب، كمحاولة لتحسين صورة الحزب ومنحه شرعية جديدة.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن حزب "العدالة والتنمية" يتواجد في السلطة لأكثر من 10 سنوات، لكنه يواجه انتقادات متزايدة، نظرًا لوجود خيارين أمام الأتراك إما الحكومة العسكرية أو حزب "العدالة والتنمية" والحكومة المنتخبة.
واعتبرت "واشنطن تايمز" أن موقف الحزب أصبح ضعيفًا في السنوات الأخيرة، لا سيما أمام الشباب الأتراك، ويقول البعض إن "أردوغان يعاني من الفشل في الانتخابات لاستخدامه قوات الأمن، ومعارضة وسائل الإعلام، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ويوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى".
وذكرت الصحيفة أن وكالة الأنباء الروسية قامت أيضًا ببث أخبار عن محاولات انقلاب في تركيا، في الوقت التي تتراجع فيه العلاقات بين أنقرة وموسكو بعد أن أسقطت القوات التركية مقاتلة روسية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بالقرب من الحدود السورية.
كما نشر موقع " سبوتنيك الدولي" في شهر مارس/ آذار الماضي خبرًا حول سيطرة الجيش التركي على بعض الأمور السياسية، تمهيدًا لانقلاب عسكري في ظل تزايد التوترات السياسية بشكل واضح، نظرًا للحرب الأهلية في سوريا المجاورة، والاشتباكات مع الأكراد، وضعف مستوى الاقتصاد وانهيار قطاع السياحة، رغم ترديد فكرة أن تركيا هي نموذج لدولة مزدهرة ديمقراطية بها أغلبية مسلمة.
وقال مايكل روبين المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) خلال مقابلة مع الصحيفة، "إن خطط أردوغان الاستبدادية من سجن للمعارضة، وإغلاق الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت خارج السيطرة".
وأضاف روبين تعليقا على فكرة الانقلاب: "ستقبل الإدارة الأمريكية لو حدث انقلاب"، مطالبًا وسائل الإعلام التركية، وهيئة الأركان للقوات المسلحة التركية التعليق على هذه الأخبار المتعلقة بانقلاب داخل الجيش التركي.
ولكن يري روبين أن مخاوف الرئيس أردوغان تتزايد من الضباط الأقل رتبة الذين قد يتحالفون مع قوى خارج تركيا.
ويري بعض المحللين السياسيين أن فكرة الانقلاب العسكري ربما لا تكون واردة الحدوث، وإذا وقعت سيتقبل الأتراك فكرة الانقلاب وتنحي أردوغان عن الحكم.
ووفقا للصحيفة، فقد تزايدت الضغوط على القوات المسلحة التركية حتى أصدرت بيانًا على موقعها الرسمي يوم 31 مارس/ آذار الماضي، قالت فيه "لن نسمح بوجود أي ظواهر غير قانونية تحدث وتضر بالقادة، وتم اتخاذ إجراءات قانونية تجاه المواقع التي قامت بنشر هذه الأخبار، التي تتعارض مع أخلاقيات وسائل الإعلام". كما أكد رئيس الوزراء التركي آنذاك أحمد داود أوغلو أنه وافق على بيان هيئة الأركان التركية قبل نشره.
وأكدت الصحيفة أن واشنطن لن تقدم دعما للانقلاب إلا إذا نجح، وأن الإدارة الأمريكية لن تحرك ساكنًا في حالة وقوع انقلاب غير متوقع.
http://www.washingtontimes.com/news/2016/apr/7/recep-tayyip-erdogan-uses...