هناك من يكن للإسلام السوء، وهو لا يفرق بين منفذي الهجمات الإرهابية في شيء، فكلاهما يدعو للطائفية التي هي أساس دمار كل المجتمعات
قال تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" (سورة المائدة – الآية 32).
منذ أن نزلت الرسالة على سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام، وديننا الاسلام دين حب وخير وسلام، ينبذ التعصب الديني والحقد والكراهية، ويدعو إلى التمسك بالأعراف الاجتماعية وصلة الرحم، ويحرم قتل الأنفس، حتى أنه حثنا على الرفق بالحيوان وعدم قطع الأشجار، فهل من الممكن أن يكون هذا الدين دين إرهاب؟
الجماعات الإرهابية التي انتشرت مؤخرا في المجتمعات العربية قبل المجتمعات الغربية، والتفجيرات التي طالت المملكة العربية السعودية الشقيقة قبل فرنسا، ما هي إلا عمليات تحسب للإرهاب الذي طالما حاربته الإمارات العربية المتحدة والسعودية، ككل دول العالم، وتم العمل على محاربة هذا الفكر الضال بالفكر المعتدل وبالتسامح والوسطية.
الإمارات العربية المتحدة كانت سبّاقة في محاربة هذا الفكر النتن الذي هو في الحقيقة يشوه صورة الإسلام والمسلمين، بإنشاء مجلس حكماء المسلمين الذي كان له دور كبير في نشر التسامح في دول العالم، وإنشاء مركز صواب المتخصص في فضح عمليات وتحركات تنظيم داعش الإرهابي، كذلك تتضامن دولة الامارات العربية المتحدة خاصة، ودول الخليج عامة مع ضحايا الإرهاب في مختلف دول العالم، لا سيما التفجيرات الإرهابية التي طالت الولايات المتحدة الأمريكية في الانفجار الأخير بفلوريدا، وفي الحادث الإرهابي الأخير بفرنسا.
هناك من يكن للإسلام السوء، وهو لا يفرق بين منفذي الهجمات الإرهابية في شئ، فكلاهما يدعو للطائفية التي هي أساس دمار كل المجتمعات، ولكن الدين الإسلامي دين رحمة، حرم القتل والفسق والفساد، وما يفعله هؤلاء الإرهابيون لا يمت للإسلام بأي صلة.
كان جار الحبيب صَلى الله عليه وسلم يهوديا، وكان يؤذي الرسول عليه السلام، وكان حبيبنا محمد عليه السلام يبتسم على كل إساءة له من ذلك اليهودي، هذه هي أخلاق المسلم، فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "المسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه".
نعم عزيزي القارئ.. هذا هو الإسلام الحقيقي، دين تسامح ووسطية ونهي عن منكر وأمر بالمعروف، حتى أن الاسلام انتشر بعد صلح الحديبية ودخل الناس في دين الله أفواجا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة