انفجار "سوبرنوفا" بكوكبة "السهم" خلال 60 عاما
النجم الثنائي "ساجيتا في" ينتمي لفئة كبيرة ومتنوعة تسمى "المتغيرات الكارثية"، وهي تتكون من نجم عادي في مدار حول نجم قزم أبيض.
توقَّع فريق بحثي أمريكي أن يكون عام 2083 موعداً لانفجار النجم الثنائي "ساجيتا في"، إذ إنَّ النجمين في هذا النظام الثنائي يتحركان نحو بعضهما البعض، وفي النهاية يحدثان انفجاراً يُسمَّى "مستعر أعظم" أو "سوبرنوفا Supernova".
والمستعر الأعظم هو ظاهرة فلكية تحدث خلال المراحل التطورية الأخيرة لحياة نجم ضخم، إذ يحدث انفجار نجمي هائل يقذف فيه النجم بغلافه في الفضاء عند نهاية عمره، ويؤدي ذلك إلى تكون سحابة كروية حول النجم.
وخلال الملتقى 235 للجمعية الفلكية الأمريكية الذي اختتم أعماله، الأربعاء، أعلن فريق علمي من قسم الفيزياء والفلك بجامعة ولاية لويزيانا، أنَّ النجم الثنائي "ساجيتا في" من كوكبة "السهم" يبدو خافتاً في الوقت الحالي.
ويُرَى هذا النجم بالكاد عبر التلسكوبات متوسطة الحجم، ومع ذلك يُعتَقد أنَّه في حوالي عام 2083 عند انفجار هذا النظام النجمي سيصبح مشرقًا مثل نجم "الشعرى اليمانية"، ألمع النجوم المرئية في سماء الليل وسيفوق سطوعه بشكل مؤقت جميع النجوم في مجرة درب التبانة.
وجاء في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة ولاية لويزيانا، الإثنين، أنَّ النجم الثنائي "ساجيتا في" من فئة كبيرة ومتنوعة تُسمَّى "المتغيرات الكارثية"، وهي تتكون من نجم عادي في مدار حول نجم قزم أبيض، إذ تسقط كتلة النجم العادي ببطء نحو القزم الأبيض.
وتتضمن المتغيرات الكارثية أنواعًا متعددة من النجوم الثنائية، وغالبًا مع سلوك مذهل، ويعد النجم الثنائي "ساجيتا في" الأكثر تطرفًا من بين جميع المتغيرات الكارثية، فإضاءته أكبر 100 مرة أكبر تقريبًا من جميع المتغيرات الكارثية المعروفة.
كما يولِّد طاقة ضخمة من الرياح النجمية تساوي رياح النجوم الأكثر ضخامة قبل وفاتها، وسبب تلك الخواص المتطرفة هو حقيقة أن النجم العادي كتلته 3.9 مرة أكبر من كتلة القزم الأبيض.
وجرى التوصل إلى هذه المعلومات، من خلال قياسات روتينية لسطوع هذا النجم في مرصد كلية هارفارد منذ عام 1890، إذ تشير الأرقام إلى أنه يكتب اللمعان لهذا النجم بشكل كبير بجدول زمني يبلغ 89 عامًا، وأنَّ هذا الإشراق يمكن أن يكون نتيجة لزيادة معدل سقوط المادة من النجم المرافق بشكل كبير لأن المدار بينهما يتقلص بسرعة.
ويتوقع الباحثون أنَّه خلال العقود القليلة المقبلة ستحدث زيادة في سطوع النجم الثنائي بوتيرة سريعة، وبحلول عام 2083 فإن تراكم قرص المادة حول القزم الأبيض سيرتفع بشكل كارثي وسيصل إلى ذروته مع سقوط معظم الغاز من النجم العادي على القزم الأبيض.
وستصدر هذه الكتلة الساقطة كمية هائلة من الطاقة الكامنة ورياح نجمية لم يسبق لها مثيل، تؤدي في النهاية لانفجاره.
في حال انفجار هذا النظام النجمي لن يكون له تأثير على الكرة الأرضية نظراً لبعده الشاسع الذي يبلغ 1100 سنة ضوئية.