روائي جزائري يكتب عن هجوم نيس ويثير سخطًا عارمًا في بلاده
الكاتب الجزائري الفرانكفوني بوعلام صنصال، عاد لإثارة الجدل في بلاده؛ على خلفية مقال أخير له في جريدة "لوموند" يتحدث فيه عن هجوم نيس.
أثار الروائي الجزائري الفرانكفوني، بوعلام صنصال، موجة سخط عارمة في أوساط المثقفين والكتاب في بلاده؛ على خلفية مقال له نشر على أعمدة جريدة "لوموند" الفرنسية، يشبه فيه هجوم نيس الإرهابي الأخير، بما كان يجري من أعمال ضد المستعمر أيام ثورة التحرير الجزائرية.
وصف كتاب جزائريون، الروائي صنصال، بأنه يعيش "اغترابًا" كاملًا عن وطنه، جعله يذوب تمامًا في أطروحات استعمارية، تعاقب الضحية وتنتصر للجلاد، ورأوا فيما قاله "انحرافًا" خطيرًا يجعل من الإرهاب مساويًا لكفاح التحرر المشروع من نير المستعمر.
وبحسب ما جاء في مقال الكاتب ذائع الصيت في فرنسا، المنشور يوم الثلاثاء الماضي، فإن ما قام به منفذ هجوم نيس الإرهابي الذي أودى بحياة عشرات الأبرياء، لا يختلف في شيء عما كان يقوم به ثوار معركة الجزائر (أشهر معارك الثورة بالعاصمة الجزائرية)، مشيرًا إلى أن "الإسلامويين يتشابهون في الطرق الوحشية التي يستعملونها".
واستغرب الكاتب والمؤرخ الجزائري، رابح لونيسي، في رده، هذا الجهل المتعمد أو المقصود من صنصال بالتاريخ من خلال اعتماده هذا التشبيه، مشيرًا إلى أن الإرهاب الذي يشبه تنظيم إرهابي مثل داعش، هو الاستعمار الفرنسي الذي مارس التقتيل والإرهاب الوحشي ضد شعبنا، وكان يقطع الرؤوس تمامًا مثل الدواعش.
وأوضح لونيسي -في تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية- أنه "من غير المسموح لصنصال التشكيك في قيم ثورتنا الوطنية ومشروعية كفاحنا التحرري، لأن ما كتبه ما هو إلا خدمة يقدمها لأي عدوان استعماري في المستقبل على شعوبنا الضعيفة، ومحاولة منه لزرع الغموض بين حركات التحرر والجماعات الإرهابية".
وليست هذه المرة الأولى التي يعبر فيها صنصال عن آراء استفزازية من هذا النوع، فقد سبق له أن حذر مما اعتبره خطر وصول الأصولية الإسلامية لحكم فرنسا، وقدم في روايته الموسومة "2084" نهاية مأساوية للعالم على يد الأصوليين، حتى إن كتاباته أصبحت مادة دسمة يستلهم منها اليمين المتطرف في فرنسا، أفكارًا جديدة لمهاجمة الإسلام والمسلمين على طريقة "وشهد شاهد من أهلها".
هذه الآراء المتطرفة لصنصال، قال عنها الروائي بشير مفتي إنها تفوح برائحة الاغتراب الكامل عن وطنه وتاريخه، منبهًا إلى أن كونه كاتبًا مشهورًا وحقق نجاحًا أدبيًا كبيرًا لا يجعله فوق الاعتراض والنقد.
من جانبها، رأت الكاتبة مسعودة بوطلعة، أن الأفكار التي وردت في مقال الكاتب الفرانكوفوني ليست جديدة؛ فحقده على كل ما هو جزائري له جذور خاصة في كتاباته، بداية بروايته الأولى "قسم البرابرة" الصادرة سنة 1999، التي قدمته لعالم الرواية ككاتب، وصولًا إلى روايته الخامسة "مذكرات الإخوان شيلر" التي ربط فيها بين الثورة التحريرية والنازية.
وسبق للكتاب الجزائريين أن انتفضوا ضد صنصال، خلال زيارته سنة 2012 إلى إسرائيل التي أطلق فيها تصريحات مستفزة يدعو فيها السلطات الجزائرية إلى منح تأشيرة الدخول إلى كتاب إسرائيليين مثل "أموز أوز" و"دافيد غروسمان" و"أب يهوشاع"، مثلما منحته الحكومة الإسرائيلية التأشيرة كما قال.
ويشدد الكاتب رابح لونيسي على أن هدف صنصال الأخير مما كتبه، هو أن توصف حركات التحرر الوطني بأنها تنظيمات إرهابية، خاصة المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، معتبرًا أنه بذلك "يريد تقديم خدمة لهذا الكيان الذي لم يتوان عن زيارته".
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA=
جزيرة ام اند امز