بالصور.. ليلة الرعب في ميونيخ
تجسد 5 مشاهد، الرعب في نفوس سكان ميونيخ؛ حيث خلت الشوارع وأغلقت المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية وسط بكاء الأطفال.
تسّبب الهجوم الذي وقع في مدينة ميونيخ الألمانية، ليل الجمعة، وأسفر عن مقتل 10 أشخاص بينهم منفذ العملية ونحو 21 جريحًا، في حالة من الرعب بين سكان هذه المدينة البالغين نحو 1.5 مليون شخص، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وتجسد 5 مشاهد، الرعب في نفوس سكان المدينة؛ حيث بدت الشوارع خالية من المارة وتم غلق المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية وسط بكاء الأطفال والنساء.
مدينة محاصرة
فور سماع طلقات الرصاص داخل مركز "أوليمبيا" التجاري في المدينة الواقعة جنوبي ألمانيا، دوت صفارات إنذار سيارات الشرطة في الشوارع التي أقفرت فجأة، وبدت المدينة وكأنها محاصرة بعد إطلاق النار.
ودعت شرطة ميونيخ، سكان المدينة لملازمة منازلهم؛ بسبب استمرار فرار المسلح منفذ الاعتداء في المركز التجاري وخارجه، وهو ما قالت عنه الشرطة في وقت لاحق إنه في عداد القتلى لإقدامه على الانتحار.
شوارع خالية ووقف للحياة
بهذا الإنذار الذي أطلقته الشرطة الألمانية، خلت الشوارع من المارة بسرعة، بينما تم وقف وسائل النقل المشترك عن العمل لبعض الوقت في مدينة مليئة بالحياة إجمالًا وتضم عددًا من أبرز أعمدة الاقتصاد الألماني.
كما توقفت كل القطارات بين المناطق والمترو عن العمل، وحلقت مروحيات فوق شمال المدينة حيث يقع المركز التجاري، وعلى بعد مسافة قريبة من الملعب الذي استضاف الألعاب الأولمبية في 1972.
كما أدى هذا الحادث بالسلطات الألمانية إلى تنفيذ خطة إخلاء محطة القطارات الرئيسية في هذه المدينة.
تلاميذ يقطعون احتفالاتهم
على صعيد متصل، قطع عدد من التلاميذ الذين كانوا يحتفلون مع أهلهم وأصدقائهم بحلول الصيف، احتفالاتهم في أحد الأحياء القريبة من المركز التجاري وسارعوا للعودة إلى منازلهم.
كما أغلقت المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية أبوابها، بينما كان التلفزيون الألماني يبث صورًا لشوارع مقفرة.
هروب جماعي
كما تسبب الحادث في هروب زبائن مطعم ماكدونالدز الذي شهد إطلاق النار -بحسب الصور التي نشرها أحد الأشخاص على "فيسبوك"؛ حيث ارتدى منفذ الهجوم لباسًا أسود وقام بإطلاق النار بطريقة عشوائية على رواد هذا المطعم ثم انتقل إلى مهاجمة أحد المتاجر داخل المركز التجاري.
وعلى إثر هذا الهجوم، حلقت مروحية للشرطة فوق منطقة سكنية على ارتفاع منخفض.
وفي محيط المركز التجاري الذي يضم 130 محلًا تجاريًا تقريبًا في طابقين، توقفت سيارات إسعاف وإطفاء، وهو المركز الأكبر في بافاريا، وقد افتتح في العام 1970.
هلع وبكاء
عقب وقوع هذا الحادث وجراء بكاء الأطفال والهلع الذي أصاب رواد المطعم، بادر أصحاب فنادق وسكان، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باستضافة أشخاص علقوا في ميونيخ، وذلك في مبادرات تضامن.
وروت سيدة -لم تكشف عن هويتها- "كنا نستعد لدخول مطعم ماكدونالدز عندما حصل هلع وبدأ الناس يخرجون راكضين".
وسمعت المرأة 3 طلقات نارية، وأضافت "كان هناك أطفال يبكون، وهرع الناس نحو المدخل وقد بدا عليهم الخوف الشديد".
وقال "أبيم"، الذي كان يتسوق في المركز، لمحطة "إن تي في" التلفزيونية الإخبارية، إن أحد المهاجمين كان متنكرًا بزي "سانتا كلوز" و"كان يضع نظارات شمسية".
وروى موظف في أحد محلات المركز التجاري، أنه التقى أحد المهاجمين، وقال: "كنت أنظر نحوه، أطلق النار على شخصين، فهربت وغادرت المبنى عبر تسلق جدار هناك، ورأيت جثثًا وجرحى".
ونقل عن أحد زملائه أنه رأى مهاجمًا آخر "ينتعل حذاءً عسكريًا ويحمل حقيبة ظهر".
لكن بعد كل هذه الروايات عن 3 مهاجمين على الأقل، أعلنت الشرطة الألمانية، اليوم السبت، أن مطلق النار رجل واحد أقدم على الانتحار.
وقالت الشرطة إن الحادث أسفر عن سقوط 10 قتلى، بينهم منفذ الهجوم، ونحو 21 جريحًا.
وكانت وسائل إعلام ألمانية، نشرت فيديو لأحد منفذي الهجوم على المركز التجاري وهو يصرخ عقب إطلاق النار "أنا ألماني"، وهو ما قد يشير إلى مسؤولية اليمين المتطرف في ألمانيا أو ما يعرف بـ"النازيين الجدد" عن الهجمات.
وأكدت سلطات ميونيخ، أنه ما من دلائل تشير إلى تورط مسلمين في الهجمات التي شهدتها المدينة.