"بصراحة".. مقالات هيكل في الأهرام لأول مرة في كتاب

إطلالة مصرية على أحوال العرب والعالم في نصف قرن بقلم الكاتب الأشهر محمد حسنين هيكل الصحفي والسياسي وأحد صناع القرار في مصر عبدالناصر
بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الرابعة والستين لثورة يوليو 1952، وعن مركز الأهرام للنشر، صدر المجلد الأول من مقالات الكاتب الراحل الكبير محمد حسنين هيكل (بصراحة) والذي يضم مجموعة المقالات التي نشرها في جريدة "الأهرام" تحت هذا العنوان، وذلك منذ توليه مسئوليتها في فبراير 1957 وحتى انتقاله منها في فبراير 1974.
المجلد الأول الذي يقع في 736 صفحة من القطع الكبير، يضم المقالات المنشورة من عام 1957 وحتى عام 1959، إطلالة مصرية وعربية فريدة على أحوال العرب والعالم في نصف قرن، بقلم الكاتب الأشهر محمد حسنين هيكل، الصحفي والسياسي، وأحد المشاركين في صنع القرار في مصر في فترة من أهم وأصعب الفترات في تاريخنا المعاصر.
هذه الإطلالة التي حملت اسم (بصراحة) لمدة 17 عامًا، وعلى امتداد هذه الفترة الطويلة، قدم هيكل خلالها خلاصة أفكاره وتحليلاته ورأيه وشهادته عن عقدي الخمسينيات والستينيات وحتى منتصف السبعينيات، في الفترة من 1956 إلى 1957 عرض عليه مجلس إدارة الأهرام رئاسة مجلسها ورئاسة تحريرها معًا، واعتذر في المرة الأولى ثم قبل في المرة الثانية، وظل رئيسًا لتحرير جريدة الأهرام حتى عام 1974، وفي تلك الفترة وصلت الأهرام إلى أن تصبح واحدة من الصحف العشرة الأولى في العالم، ظهر أول مقال له في جريدة الأهرام "بصراحة" يوم 10 أغسطس 1957 بعنوان "السر الحقيقي في مشكلة عُمان"، وكان آخر مقال له في 1 فبراير 1974 بعنوان "الظلال.. والبريق".
ولعقدين من الزمان، كان هذا العنوان (بصراحة) أشهر مساحة مخصصة لمقال صحفي، ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله، كان هيكل الشهير بالجورنالجي والصحفي الأول في العهد الناصري، يكتب مقاله الأسبوعي في الأهرام تحت هذا العنوان، ولم يكن مجرد مقال صحفي يتناول شأنًا سياسيًّا، عامًّا أو خاصًّا، محليًّا أو دوليًّا، بل كان يُقرأ كمؤشر دقيق ومعبر عن مجمل توجهات السلطة في مصر آنذاك، لم يكن مقال هيكل (بصراحة) يُقرأ فقط كتعبير عن وجهة نظر الكاتب في القضايا والموضوعات التي يعرض لها، ولكن أيضًا لأنه يعكس تفكير عبد الناصر وتوجهاته العامة وطنيًّا وقوميًّا.
اعتبر كثير من المحللين والمتخصصين في علوم تحليل الخطاب أن مقال هيكل الأسبوعي في جريدة الأهرام، لعب دورًا حاسمًا تأثير في صياغة وعي الجماهير وسياسات الحكم لم يتسن لأي مقال أسبوعي آخر، إضافة إلى ذلك فإن هيكل لم يكن مجرد "كاتِبَ خُطب" و"مقالات"، بل كان شريكًا أساسيًا في الحكم، بحسب الباحث المتخصص عماد عبد اللطيف.
على جانب آخر، صار يوم الجمعة الذي ينشر فيه مقال هيكل، بمثابة "بيان" أو "تصريح" شبه رسمي لحكومة ورئاسة الجمهورية العربية المتحدة، التي وإن كانت أصلًا تمثل قطرين انفصل أحدهما، لكن ظل المقال بمثابة المرآة الصادقة والمؤشر الدقيق والبوصلة المحددة لتوجهات مصر عبد الناصر، والنهج العروبي القومي الذي مثله وقاده ناصر وعبر عنه هيكل بقلمه.
في المجمل، فإن هذه المقالات تمثل ثروة ضخمة بلا شك، وظهورها بين دفتي كتاب سيتيح للعديد من الدارسين والباحثين دراسة متعددة الجوانب لتلك الفترة، سياسيًّا واجتماعيًّا، فضلًا عما تمثله من كنز لغوي وأسلوبي يغري عشرات الباحثين بإجراء دراسات غنية عن جمالية الأسلوب اللغوي في كتابات محمد حسنين هيكل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTgwIA==
جزيرة ام اند امز