هناك لاعبون تحت الـ20 يتم تقديم مقابل لهم يبلغ 50 مليون إسترليني
هناك مشهد في فيلم "Goodfellas" يصف بدقة ما تفعله الأندية الإنجليزية في سوق الانتقالات، فعندما قام أفراد العصابة بسرقة مبلغ ضخم من المال، وجه لهم رئيسهم روبرتو دي نيرو نصيحة بأن ينفقوا باعتدال حتى لا يثيروا الشكوك، ولا يبدأ الناس في التساؤل حول مصدر ثرائهم المفاجئ.
وفي اجتماعهم التالي خالف أفراد العصابة تعليمات دي نيرو، وهناك من أتى في سيارة رياضية، ومن جاء يرتدي ساعة ذهبية أو معطف فراء، وهو ما جعل دي نيرو ينظر لهم باستياء.
ريتشارد سكودامور رئيس رابطة الدوري الممتاز يمكنه أن يلعب دور "جيمس" الذي قام دي نيرو بتمثيل دوره، ويقول الكلام ذاته عن كيفية إنفاق عائدات الرعاية التليفزيونية التي تبلغ 5 مليارات جنيه إسترليني.. يمكنك أن تتخيل رئيس رابطة البريميرليج وهو مستاء من تقديم عرض بقيمة 30 مليون جنيه لتروي ديني و15 مليون لجوردان إيبي، وهناك لاعبون تحت الـ20 يتم تقديم مقابل لهم يبلغ 50 مليون إسترليني.
يمكنك أن تتخيل سكودامور وهو يقول: "ماذا تفعلون؟ ألم أقل لكم إن شراء مهاجم احتياطي مقابل 30 مليون جنيه هو أمر مثير للشبهات؟".
نقطة التحول في الفيلم ستكون عندما يقوم سكودامور بمشاهدة إد وودوارد يقوم باصطحاب بوجبا في سيارته قادمًا من المطار، بعد دفع مبلغ 100 مليون إسترليني، وهو اللاعب نفسه الذي استغنوا هم أنفسهم عنه بمقابل 75 ألف إسترليني.
هل يعير أي شخص انتباهه لما يحدث من إضاعة متعمدة للمال؟ إنها فرصة أن يتوقف الكثيرون عن الغباء ويبدأوا في التفكير الصحيح، ولكن يبدو أن الغباء هو التوجه الحديث مؤخرًا، حتى يظهر الناس في مظهر أنيق.. يجب أن نضيع بعض الأموال هباءً مقابل كماليات لا نحتاجها.
للأسف لا يبدو أن هناك حلا لهذه المهزلة.. في الفيلم أدرك البطل في وقت متأخر أن الكثير من المال في أيد لا تستحقه سيؤدي إلى كارثة، وأعتقد أن ذلك هو ما يجب على السيد سكودامور أن يشعر به كلما قرأ أخبار الانتقالات.
*نقلا عن صحيفة "تليجراف"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة