مؤلف كتاب "لماذا يقتل الأطفال؟" بيتر لنجمان، يشعر بصدمة بعد عثور الشرطة الألمانية على نسخة من كتابه بمنزل منفذ هجوم ميونيخ.
فوجئ بيتر لنجمان، مؤلف كتاب "لماذا يقتل الأطفال؟"، بعثور الشرطة الألمانية على نسخة من كتابه بمنزل منفذ هجوم ميونيخ، معتبرا أن الأمر أثار قلقه وسبب صدمة.
وكان المسلح علي سونبولي، وهو ألماني إيراني يبلغ من العمر 18 عاماً، فتح النار قرب مركز مزدحم للتسوق في مدينة ميونيخ مساء الجمعة، فقتل 9 أشخاص، وأصاب 27 آخرين.
ومؤلف الكتاب بيتر لانجمان طبيب نفسي قضي عقودا طويلة في تدريس علم النفس لطلاب المدارس، وكتب العديد من الأبحاث والكتب المتعلقة بنفسية المراهقين.
وفي مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال لانجمان: "أنا لا أعرفه، ولم أكن على علم بشخصيته وظروفه".
وأضاف: "يجب البحث في ذات وشخصية الشاب المراهق الذي أقدم على تنفيذ هجوم ميونيخ، لربما كانت لديه رغبة في القتل غير مفهومة".
ووفقًا للشرطة الألمانية حاول منفذ العملية أن يخترق الحسابات الشخصية للضحايا، من أجل استدراجهم لمطعم "ماكدونالدز"، حيث نقطة إطلاق النيران بالمركز، كما عرف عنه أنه كان يقضي وقتًا طويلًا في المدرسة، وعلى الأرجح كان يتواجد بشكل دائم في قسم الرعاية النفسية، ما يشير لمعاناته من أمراض نفسية مثل الاكتئاب.
وأشار لانجمان إلى تشابه شخصيات منفذي مثل هذه الهجمات، وعلق في حواره مع الصحيفة البريطانية قائلًا: "تثبت الدراسات أن هناك تشابها كبيرا بين منفذي هذه الهجمات، مثل إطلاق الطالب آدم لانزا النيران في عام 2012، وأسفر الحادث عن مقتل 20 طفلًا، و7 بالغين".
وأوضح أن "هناك تقاربا كبيرا بين أفكارهم، وربما يصبحا نموذجا لهؤلاء المراهقين الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية".
وتابع: "لماذا يقومون بهذه التصرفات، أنا لست متأكدًا من الدافع، ربما يبحثون عن وسيلة للشهرة، ويتطلع الشاب في تحقيق حلمه أن يصبح القاتل الكبير".
وحسب أحد أصدقاء منفذ هجوم ميونيخ، كان لديه عدد قليل من الأصدقاء، ولم يستطع أحد أن يتوقع سبب الهجوم، خاصة وأن التحقيقات الأولى لم تثبت تورطه مع تنظيم "داعش"، ولم تجد أي رابط بين الهجوم وأنصار التنظيم الإرهابي.
واستبعد لانجمان أن يكون العنف المدرسي هو العامل الرئيسي لقيامه بهذا الهجوم، ولفت إلى أن المشكلات الصحية والاضطرابات العقلية بجانب العنف المدرسي ربما تكون عوامل هامة ومؤثر في حياة هؤلاء الأشخاص.
وفي كتابه "لماذا يقتل الأطفال؟"، الذي أصدره عام 2010، يعرض لانجمان لمحات عن حياة 10 من المراهقين بمدارس دولية بالولايات المتحدة الأمريكية نفذوا عمليات مشابهة، وقسم شخصياتهم على 3 أنواع؛ شخصية سيكوباتي، أو شخصية تعاني نفسيًا، أو أنها تعرضت لصدمة ما.
وتذكر "الجارديان" أن نسخة الكتاب التي عثر عيها بمنزل المهاجم، لم تكن الأولي التي يعثر عليها بمنازل مسلحين، بل وجدت نسخة في منزل كارل بيرسون، البالغ من العمر 18 عاما، حيث قام بإطلاق النيران على نفسه وزميله بمدرسة في ولاية كولورادو عام 2013.
ونوه لانجمان إلى أنه حاول أن يكون حذرًا في توجيه أي معلومة للمراهقين، وأن كتابه يستهدف الآباء وعلماء النفس، مؤكدًا أنه لا يشجع على القتل العشوائي، ولا يقدم نصائح في هذا الشأن، بل هناك فصول كاملة تتضمن تحذيرات وإرشادات للوقاية من تسلل طرق العنف لعقول الأطفال، وهو دور علم النفس.
aXA6IDMuMTQ1LjExMC45OSA= جزيرة ام اند امز