في ختام القمة العربية.. "إعلان نواكشوط" يتعهد بمكافحة الإرهاب
مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة اختتم دورته الـ27 في نواكشوط برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، بـ"إعلان نواكشوط".
اختتم مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة دورته الـ27 في العاصمة الموريتانية نواكشوط اليوم الاثنين برئاسة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، بـ"إعلان نواكشوط" الذي تضمن 13 قرارًا حول مختلف قضايا المنطقة.
وأكد القادة والرؤساء العرب التزامهم بانتهاج أنجع السبل العملية من أجل التصدي لكل التهديدات والمخاطر التي تواجه الأمن القومي العربي، بتطوير آليات مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والسلم العربيين، بنشر قيم السلام والوسطية والحوار، ونبذ ثقافة التطرف والغلو وبث الفتنة وإثارة الكراهية.
وشدد القادة على إيمانهم الراسخ بضرورة توثيق أواصر الأخوة وتماسك الصف العربي، انطلاقًا من وحدة الهدف والمصير، وتطوير العلاقات البينية، وتجاوز الخلافات القائمة، والتأسيس لعمل عربي بناء يراعي متغيرات المرحلة وتطلعات الشعب العربي وينطلق من التشبث بالطرق الودية وبتحقيق المصالحة الوطنية وتسوية الاختلافات المرحلية، سدًّا لذريعة التدخل الأجنبي والمساس بالشؤون الداخلية لبلادنا العربية.
ورحب القادة العرب بالجهود المصرية الأخيرة لدفع عملية السلام، ودعوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدفع العملية السلمية، كما رحبوا بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية بما يكفل حق الشعب الفلسطيني "وفق إطار زمني"، في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، كاملة السيادة، والحل العادل لقضية اللاجئين، وكذلك رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين ووقف الاعتداءات على المسجد الأقصى، والإجراءات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس الشرقية، مطالبين المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان العربي السوري إلى حدود الرابع من يونيو/حزيران ١٩٦٧، وكذلك من الأراضي المحتلة في جنوب لبنان.
وجدد الزعماء العرب تأكيدهم على مركزية القضية الفلسطينية، والمضي قدمًا في دعم صمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان الإسرائيلي الممنهج، وتكريس الجهود كافة في سبيل حل شامل عادل ودائم يستند إلى مبادرة السلام العربية ومبادئ مدريد وقواعد القانون الدولي.
وحول الأوضاع في ليبيا، دعا القادة العرب الأطراف الليبية إلى السعي الحثيث لاستكمال بناء الدولة من جديد، والتصدي للجماعات الإرهابية، داعيًا مجلس النواب لاستكمال استحقاقاته باعتماد حكومة الوفاق الوطني.
وحول اليمن، أكدوا دعم الحكومة الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي وبمواصلة العمل لخروج مشاورات الكويت بنتائج إيجابية على أساس مرجعيات قرار مجلس الأمن 2216 وقرارته الأخرى ذات الصلة، ومبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني بما يحفظ وحدة مؤسسات الدولة اليمنية ووحدة وسلامة أراضيها.
وناشد القادة العرب الفرقاء في اليمن تغليب منطق الحوار والعمل على الخروج من مسار الكويت بنتائج إيجابية تعيد لليمن أمنه واستقراره ووحدة أراضيه في أقرب وقت.
وعن الأوضاع في سوريا، عبر القادة العرب عن أملهم في توصل الأشقاء بسوريا إلى حل سياسي يعتمد على مقومات الحفاظ على وحدة سوريا ويصون استقلالها وكرامة شعبها.
وحول العراق، أكد القادة العرب دعمه في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومساندته في مواجهته للجماعات الإرهابية وتحرير أراضيه من تنظيم داعش الإرهابي.
وحول الأوضاع بالصومال، رحب القادة بالتقدم على صعيد المصالحة الوطنية الصومالية وإعادة بناء مؤسسات الدولة.
وفيما يتعلق بالسودان، أكد القادة تضامنهم مع جهودها لتعزيز السلام والتنمية في ربوعها وصون سيادتها الوطنية والترحيب بعملية الحوار الجارية والجهود المتصلة بتفعيل مبادرة السودان الخاصة بالأمن الغذائي العربي كأحد ركائز الأمن القومي العربي.
وأعلن القادة العرب عن رغبتهم في خلق بيئة نابذة للغلو والتطرف من خلال العمل على ترسيخ الممارسة الديمقراطية والحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان، وتوسيع مشاركة المرأة والنهوض بالشباب لتوظيف طاقاته وإمكانياته وحيويته في الرقي بالمجتمعات العربية، وفي تقلد مواقع اتخاذ القرار لتعزيز انتمائه للمجتمع وفاعليته فيه، وتحصينه بالعلم والوعي من الوقوع فريسة لتنظيمات العنف والهجرة غير الشرعية.
وأكدوا حرصهم على إرساء قيم التضامن والتكافل ودعم القدرات البشرية ورعاية العلماء العرب، وإيلاء عناية خاصة للعمالة العربية وتمكينها من تبوؤ الصدارة في فرص التشغيل داخل الفضاء العربي، توطيدًا لعرى الأخوة وحفاظًا على هويتنا ومقوماتنا الثقافية والحضارية.
وأعرب القادة عن تصميمهم على صيانة الوحدة الثقافية، والتشبث باللغة العربية الفصحى رمز الهوية العربية ووعاء الفكر والثقافة العربية والعمل على ترقيتها وتطويرها بسن التشريعات الوطنية الكفيلة بحمايتها وصيانة تراثها وتمكينها من استيعاب العلم الحديث والتقنية الدقيقة ومن المساهمة في الثورة العملية والمجتمع الرقمي وبنشرها على المستوى الإقليمي كرافد من روافدنا الثقافية والحضارية.
وأكد الزعماء العرب سعيهم في سبيل تطوير منظومة العمل العربي المشترك وآلياته وتوسيع مضامينه وتكليف المؤسسات العربية المشتركة بالعمل على تطوير أنظمة وأساليب عملها والإسراع في تنفيذ مشروعات التكامل العربي القائمة، وتوسيع فرص الاستثمارات بين الدول العربية وإيجاد آليات لمساعدة الدول العربية الأقل نموا وتأهيل اقتصاداتها وتوجيه الاستثمارات العربية في القطاعين العام والخاص نحو تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تستهدف الشباب، وتنشيط الاقتصاد الأخضر لتحقيق التنمية المستدامة.
كما شدد القادة العرب على دعمهم لجهود الإغاثة الإنسانية العربية والدولية الرامية لتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين من الحروب والنزاعات من لاجئين ومهجرين ونازحين، ولتطوير آليات العمل الإنساني والإغاثي العربي واستحداث الآليات اللازمة داخل المنظومة العربية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة، ومساعدة المتضررين والدول المضيفة لهم.
وجدد القادة الدعوة إلى إلزام إسرائيل بالانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي وإخضاع منشآتها وبرامجها النووية للرقابة الدولية ونظام الضمانات الشاملة، وتوجيه وزراء الخارجية العرب لمراجعة مختلف قضايا نزع السلاح النووي وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، ودراسة كل البدائل المتاحة للحفاظ على الأمن القومي العربي، وضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ونوه القادة بأهمية الدعوة للتعاون والشراكة مع مختلف الدول الصاعدة والتكتلات والمنظمات الإقليمية والدولية في إطار المنتديات والأطر المؤسسية القائمة بين جامعة الدول العربية وهذه الأطراف، التي يشكل التعاون العربي-الإفريقي فيها بعدًا إستراتيجيا مهمًّا وصولاً لبناء شراكات فاعلة تحقق مصالح جميع الأطراف وتسهم في ازدهار التعاون الدولي، مرحبين بعقد الدورة الرابعة للقمة العربية الإفريقية في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ورحب القادة بتعيين أحمد أبوالغيط أمينًا عامًّا لجامعة الدول العربية، متمنين له كل التوفيق في أداء مهامه، ومعربين عن جزيل الشكر والتقدير للدكتور نبيل العربي الأمين العام السابق للجامعة على جهوده.