وفاة "الصندوق الأسود" للنظام الجزائري
بوعلام بسايح أحد أهم رجال الحكم في الجزائر رحل عن عمر 86 عاما متأثرا بمرض عضال بعد مسار سياسي حافل
توفي مساء الخميس، بوعلام بسايح وزير الدولة والممثل الشخصي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، عن عمر يناهز 86 عاما، إثر مرض عضال، بعد نحو شهر ونصف من تعيينه في هذا المنصب في التعديل الحكومي الأخير.
وكان بسايح حتى لحظاته الأخيرة يرقد بمستشفى "عين النعجة" العسكري بالجزائر العاصمة، بعد إصابته بمرض عضال، وفق ما ذكر في بيان الإعلان عن وفاته.
وسيوارى الفقيد التراب، اليوم الجمعة، بعد صلاة العصر بمربع الشهداء في مقبرة العالية بالعاصمة الجزائرية، التي تضم رفات كبار شهداء الثورة التحريرية ورؤساء الجزائر المتوفين.
ويعد بسايح من السياسيين والدبلوماسيين المخضرمين في الجزائر؛ حيث عمل سفيرًا في العديد من الدول الأوروبية والعربية مثل القاهرة وأبوظبي والكويت بعد الاستقلال، ثم عين أمينًا عاما للخارجية الجزائرية، وشغل بعدها عدة وزارات من بينها الخارجية، ثم عين على رأس المجلس الدستوري سنة 2005.
وأثار تعيين السياسي بسايح في التعديل الوزاري الأخير، الذي أجراه الرئيس بوتفليقة على حكومة الوزير الأول عبدالمالك سلال، منتصف يونيو/حزيران، موجة من الجدل بسبب تقدمه في السن.
وكتب منتقدو التعديل الوزاري تعليقات تهاجم تعيين بسايح، الذي يبلغ من العمر 86 عامًا في بلد تصل نسبة الشباب به إلى 75% من مجموع السكان، واعتبروا ذلك تنصلا من وعود الرئيس بوتفليقة الذي يؤكد في كل مرة ضرورة تسليم المشعل للشباب.
لكن بسايح وجد من يدافع عنه بسبب تاريخه الحافل، إذ يخفى على كثير من الجزائريين أنه رجل أدب ومؤرخ، وأنه دكتور في العلوم الإنسانية وله مؤلفات في شتى المجالات باللغة الفرنسية، خاصة تلك التي تعنى بتاريخ الأمير عبدالقادر الجزائري.
ويعتبر الراحل الذي عمل مع كل رؤساء الجزائر وشغل مناصب رفيعة في الدولة، أحد الصناديق السوداء المطلعة عن كثب على أسرار النظام الجزائري، وشاهدًا مهمًّا على فترة ما بعد الاستقلال.