كيف اتسعت ساحة الصراع بين أردوغان وكولن لتشمل العالم كله؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعمل على تطهير "سرطان" معارضه الأول فتح الله كولن ليس فقط في تركيا ولكن في العالم كله
لم تكد تنقضي 12 ساعة على محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا حتى اجتمعت حكومة الصومال في العاصمة مقديشو لدراسة طلب من أنقرة لإغلاق مدرستين ومستشفى على صلة برجل الدين فتح كولن الذي تلقي عليه تركيا مسؤولية المحاولة الانقلابية.
وأمهلت السلطات الصومالية المدرسين وتلاميذ المدرستين الداخليتين الكبيرتين، وكلهم تقريبا صوماليون، 7 أيام لحزم حقائبهم ومغادرة البلاد في حال كانوا أجانب، وتدير المدرستين أكاديمية النيل التعليمية التي يملكها كولن.
وقالت الحكومة في بيان صدر يوم 16 يوليو/تموز، "بالنظر إلى طلب تركيا البلد الشقيق لنا، وافق وزراء الحكومة على النقاط التالية: وقْف الخدمات التي تقدمها أكاديمية النيل بما في ذلك المدارس والمستشفيات وما إلى ذلك"، وبالفعل تم تنفيذ القرار كاملا بعد أسبوع واحد.
ولطالما كانت مدارس كولن مصدرا مهما للنفوذ والدخل لحركة "حزمة" التي يقودها وتدير 2000 مؤسسة تعليمية في نحو 160 دولة من أفغانستان وحتى الولايات المتحدة، وتكون هذه المدارس بشكل عام مزودة بالتجهيزات اللازمة وتدرس منهجا علمانيا باللغة الإنجليزية، وتتمتع بشعبية بين أفراد النخبة السياسية والاقتصادية، لا سيما في الدول الأفقر حالا.
وبجانب حملة التطهير التي قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صفوف الجيش والشرطة والقضاء للتخلص من أنصار كولن في الداخل، ضغط أردوغان على دول بينها ألمانيا وإندونيسيا ونيجيريا وكينيا وأذربيجان، وهي دول توجد بها مؤسسات يدعمها كولن، لتطهير ما أطلق عليه "سرطان كولن".
وتتمتع أذربيجان -مثلها في ذلك مثل الصومال- بعلاقات وثيقة مع أنقرة، وأغلقت الجمعة الماضية محطة تلفزيونية مستقلة كانت تخطط لبث مقابلة مع كولن.
وعلى الجهة الأخرى، بدت دولٌ أخرى أقل حرصا على أن تحذو حذو الصومال وأذربيجان، ففي كينيا، قاومت الحكومة ضغوطا لإغلاق تلك المؤسسات، وقال مصدر في وزارة الخارجية الكينية، "طلب مسؤولون أتراك من كينيا إغلاق المدارس التابعة لكولن في عدة مناسبات قبل محاولة الانقلاب لكن الحكومة الكينية لم تتحرك وفقا لتلك الطلبات".
وتلقت السلطات في ألمانيا التي يوجد فيها ما يقدر بنحو 14 مدرسة عليا لها صلات بكولن اتصالات أيضا من تركيا، ولكن فينفريد كريتشمان رئيس وزراء ولاية بادن-فورتمبورج الواقعة في جنوب غرب ألمانيا أحال الخطاب للحكومة الاتحادية الألمانية.
واتخذت إندونيسيا وهي دولة أخرى تمكنت مؤسسات كولن من الانتشار فيها موقفا مشابها، وقال برامونو أنونج سكرتير مجلس الوزراء، "إندونيسيا دولة ديمقراطية وستضع دائما السياسة الحرة والنشِطة كأولوية، الشؤون الداخلية لإندونيسيا تبقى مسؤولية إندونيسيا".
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز