هل كان للحوار اليمني المنعقد في الكويت مكتوب النجاح فيما كانت القلوب مليئة بالشكوك ومليئة بعدم التفاؤل، وبتصميم مسبق على أفشاله؟
هل كان للحوار اليمني المنعقد في الكويت مكتوب النجاح فيما كانت القلوب مليئة بالشكوك ومليئة بعدم التفاؤل، وبتصميم مسبق على أفشاله؟ أنا وبلا فخر اول من كتب وتوقع فشل الحوار، لا لأن المتحاورين لا يريدون الوصول الى نقطة التقاء، لكن لإن هناك من هم خارج الحوار، وربما خارج اليمن المنكوب لا يريدون لحوار الكويت النجاح لأنهم لا يريدون ان تنجح الكويت في المهمة الصعبة فيما يفشل الآخرون وتالياً لا يريدون لليمن الاستقرار. الآن وقع الفشل لكن لم ينقطع الأمل فما زال ثمة خيط رفيع باقٍ ومن المفروض أن يتمسك به الجميع حتى وأن أفضى ألى لا شيء، لعل تصعيد الأزمة ليس بالضرورة يفضي للانفراج في بلدٍ مثل اليمن المنقسم والمتناقض في كل شيء فقد يفضي لكارثة أعظم، لا على البلد المنكوب وحسب أنما للمنطقة برمتها.
هناك من ألقى تبعة الفشل على الوسيط الاممي الرجل الطيب الموريتاني ولد الشيخ، فالأطراف المتحاورة والمتنازعة والمتخاصمة والمعادية كان كل طرف يريد من الوسيط الاممي أن ينحاز ألى جانبه بينما مهمة ولد الشيخ تنصب على الحياد وتوصيل خيوط الاتفاق بنزاهة فالهدف هو تقريب الرؤى وتفكيك الأزمة لذلك تكالبت الاتهامات من هذا او من ذاك على الرجل وكأن بيده الحل لا أنه وسيط والحل بيد أهل البلد!
لعل فشل اليمن وفشل حل معضلة اليمن التي لم تبدأ بالحرب أو بالانقلاب الحوثي/ صالح على الشرعية وانما بدأت عندما فشل أصدقاء اليمن بايجاد مخرج سليم يخرج اليمن من أزماته، وفشل اليمن وفشل حل معضلته عندما وافق المخلوع صالح على التنازل عن عرشه مع منحه الحماية السياسية وعدم ملاحقته قضائياً على جرائمه في الـ 33 سنة من الحكم.
كان الأوجب محاكمة المخلوع أو أقلها نفيه لخارج اليمن، أن علي عبدالله صالح الثعلب الذي وصف نفسه أنه يرقص على رؤوس الثعابين هو اليوم يقف على الطرف المنتصر طالما يتنفس ويقف على رأس حزبه ويقود أزلامه في حرب تفضي باليمن ألى شفير الموت، وعلي عبدالله صالح الذي دخل سبع حروب مع الحوثيين ثم تحالف معهم من السهل عليه أن يرمي بهم في حفرة ويردم عليهم الحجر والتراب ويَصْب عليهم بنزين ويشعل بهم النار اذا كان ذلك يَصْب في مصلحته ومصلحة عودته الى عرش اليمن.
خلاصة القول ان هناك حلين أمام اليمن أما الفناء وزوال اليمن، وأما البقاء ولكن التعايش مع الواقع رغم كارثيته، فالحوار سواء استمر في الكويت أو في مكان أخر يجب أن يستمر فلا وسيلة للحل واحلال السلام الا بالحوار واللقاء وتغليب مصلحة اليمن على رهان من ينتصر ومن ينهزم، ففي الأخير الكل مهزوم اذا أنهزم اليمن والكل منتصر أذا انتصر اليمن.
نقلًا عن صحيفة السياسة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة