تونس.. ماذا بعد سحب الثقة من "الصيد"؟
تداعيات ما بعد سحب الثقة من حكومة الحبيب الصيد في تونس، قد تخلق فراغا سياسيا إذا طالت رحلة البحث عن حكومة وحدة وطنية.
مع سحب البرلمان التونسي الثقة من رئيس الحكومة الحبيب الصيد، السبت، في خطوة كانت متوقعة، رأى خبير سياسي تونسي أن تلك الخطوة لها تداعياتها من فراغ سياسي وبدء رحلة بحث عن حكومة وحدة وطنية.
وقال يوسف الشريف، الخبير السياسي في المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، لبوابة "العين" الإخبارية، إن "قطاعا كبيرا من التونسيين يعتقدون أن الحبيب الصيد فشل في أداء مهامه وعجزت حكومته عن تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد، لكن غالبيتهم يربطون ذلك بمشاكل الأحزاب السياسية الداخلية، وتغلغل الفساد داخل الطبقة السياسية والإدارة التونسية".
وأضاف الشريف، الذي قام بأبحاث حول العدالة الانتقالية في تونس لصالح مركز "كارنيجي" للشرق الأوسط، أن "حجب الثقة هو بمثابة حجب الشعب ثقته عن السياسيين بشكل عام، وهو التداعي الأخطر في رأيي.. لأن تدني ثقة الشعب في سياسييهم، وهي ثقة مهتزة من قبل، يأتي بعدها فراغ سياسي".
وبحسب دعوة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي الشهر الماضي، فإن الخطوة التالية بعد سحب الثقة، أن تستعد تونس لحكومة وحدة وطنية تضم عددًا أوسع من الأحزاب، إضافة لمستقلين وأفراد عن الاتحاد العام التونسي للشغل.
ورأى الشريف أن الاتفاق على اسم رئيس حكومة متوافق عليه، وحكومة مقبولة لدى أهم الأحزاب السياسية، وبرامج يوافق عليها الجميع، سيستغرق وقتاً طويلاً ربما أسابيع.
ويتيح الدستور التونسي مدة 10 أيام فقط لتعيين رئيس الحكومة الجديد، وتشكيل حكومته خلال شهر واحد من اختياره.
وتبقى حكومة الحبيب لتسيير أعمال الدولة لحين اختيار رئيس حكومة جديد، وهو ما يضع احتمالية أن تبقى كل الإدارات في حالة انتظار من شأنه أن يؤثر حتماً على سير الدولة بشكل عام.
ورغم تحديد مدة اختيار رئيس الحكومة وأفرادها بمهلة معينة، لكن في ظل بلاد تمر بحالة طوارئ، لا يستبعد أن تستغرق تونس وقتا أطول لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية.
وفي هذا السياق، قال الشريف: "إذا استغرق تشكيل الحكومة وقتًا، فإن هذا الأمر قد يؤثر بدوره على موعد الانتخابات البلدية (المقررة في مارس/ آذار 2017)، وهي الانتخابات التي يعول عليها الشعب التونسي في تغيير الأمور على المستوى المحلي، والإصلاحات الكبرى المطلوبة للقفز بالاقتصاد".
وتتخطى تداعيات حجب الثقة إلى ما هو أبعد من الفراغ السياسي؛ لأن زيادة طول المدة الانتقالية قد تؤثر على الوضع الأمني في البلاد، ما قد تستغله الجماعات الإرهابية للقيام بأعمال عنف، بحسب الشريف.
aXA6IDEzLjU4LjQ1LjIzOCA= جزيرة ام اند امز