خوف وجدل بين فتيات مصر حول دعوات "الزواج بدون ذهب"
جدل حاد بين فتيات مصر حول الحملات المتزايدة الداعية إلى الاستغناء عن الذهب في شروط الزواج بسبب ارتفاع أسعاره.. ماذا يقلن؟ وما مخاوفهن؟
كان ارتفاع أسعار الذهب في مصر دافعًا وراء تدشين العديد من الحملات للمطالبة بالاستغناء عن الذهب في شروط الزواج، واستبداله بالفضة.
وإذا كان الشباب قد رحب بهذه الحملات؛ لأنها تصب في صالح تخفيف أعباء الزواج عن كاهله، فإن للفتيات رأي آخر، فشهدت الحملات إقبالًا متفاوتا منهن، حيث ترفض الكثيرات التنازل عن حلمهن وهو ارتداء الشبكة الذهبية في ليلة العمر، ويرين أنها حق أصيل للعروس.
في حين أكدت أخريات لبوابة "العين" الإخبارية أن ارتفاع أسعار الذهب بات يهدد الكثير من الزيجات بالفشل، وأن رضاءهن بشبكة أقل كثيرًا في السعر والقيمة هو تيسير على شريك العمر، فالزواج على حد قولهن ليس "صفقة" يفوز بها من يدفع أكثر.
وتقول آلاء صابر، وهي في أواخر العشرينات، إن تكاليف الزواج أصبحت باهظة، ولا يملك خطيبها سوى راتب قليل حيث يعمل موظفًا بأحد البنوك، لافتة إلى أنها وافقت بتشجيع من عائلتها على شراء طاقم من الفضة بديلًا عن الذهب والاستفادة بالمال في إقامة حفل زفاف.
على العكس، ترفض ماهيتاب، وهي في منتصف العشرينات، التخلي عن فكرة الشبكة، خوفًا من تعامل الشاب مع الفتاة بمنطق "الزيجة الرخيصة"، على حد تعبيرها، مطالبة الشباب الذي يرغب في الزواج ببذل بعض المجهود في تحسين مستواه المعيشي، خاصة في ظل استغناء كثير من الأسر عن المهر مقابل الشبكة.
وتذهب بعض التقديرات الرسمية إلى أن 13 مليون شاب وفتاة تتجاوز أعمارهم 35 عامًا لم يتزوجوا، منهم 2.5 مليون شاب، و10.5 مليون فتاة، بينما تشير تقديرات غير رسمية إلى أن نسبة الفتيات غير المتزوجات تبلغ 40% من مجموع الفتيات في سن الزواج.
وكان الدكتور مجدي عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتي الديار المصرية، أكد أن الشبكة ليست من أساسيات الزواج، وأنها مجرد هدية يعطيها الخاطب لخطيبته، وعند فسخ الخطوبة تعود للخاطب، وإذا كان الفسخ بعد العقد يعود نصفها، وإذا دخل بها تبقى للزوجة، مشيرًا إلى أن الشبكة عملية اجتماعية وليست دينية، لكنه في الوقت نفسه دعا إلى توعية الشباب بقيمة الارتباط حتى لا يستسهل البعض ويقوم بخطبة أكثر من فتاة كون الأمر أصبح غير مكلف.
ورحبت الدكتورة غالية عبدالصبور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان، بحملات التنازل عن الشبكة وتغير طريقة تفكير الشباب والفتيات بسبب تغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدة أن المغالاة في مطالب الزواج أمر مرفوض شرعًا، وأن النظر إلى شخصية الشاب وأخلاقه وسلوكه هو الأهم والأبقى.
aXA6IDE4LjIyMS41OS4xMjEg جزيرة ام اند امز